الأقباط متحدون | خسرت مصر كثيرا برحيل قداسة البابا شنوده
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٣١ | الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢ | ١٠ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

خسرت مصر كثيرا برحيل قداسة البابا شنوده

الاثنين ١٩ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد

 الذين يتصورون ان قداسة البابا شنوده الثالث كان مجرد رجل دين او بطريرك الاقباط المصريين المسيحيين ورأس الكنيسة القبطيه فحسب اثق انهم مخطأون لانه بقدر ما كان رجل دين عظيما يقود شعبه بالقدوة الحسنة والمثل الجيد وراعيا امينا مخلصا  ومعلما واخا وابا لهم جميعا ..كان ايضا صمام الامن والامان لكل مصر وابناءها جميعا بفضل حكمته ونظرته الشاملة للامور وصبره الشديد وقدرته الهائلة على تحمل اهانات وبذاءات واتهامات ورذالات كثيرة من جانب صغار النفوس والمرضى والمتخلفين الباحثين عن الشهرة باى ثمن والمتطرفين وغيرهم .

 
لقد تحمل البابا شنوده منذ وقع عليه الاختيار السماوى لكى يكون رأس الكنيسة فى عام 1971 وحتى وفاته يوم امس 17 مارس 2012 مالم يتحمله بشرا او مسئولا مصريا او بابا اخر فى تاريخ الكنيسة القبطية فى صمت وصبر عجيب نتيجة الضغوط الهائله التى كانت تمارسها عليه الدولة  للتنازل عن حقوق الاقباط  والتسليم والخضوع تماما لارادتها وسياساتها واتجاهاتها المعادية والمتحيزة ضد ابناءه الاقباط بجانب الاعتداءات والجرائم الكثيرة المتكررة ضد الاقباط وكنائسهم والتى لم تكن الدولة مشاركة وطرف فيها فحسب وانما لم تكن تعاقب مرتكبيها ابدا بل كانت تكافئهم او تتركهم طلقاء احرار يخرجون السنتهم لاهالى الضحايا كما لو انهم لم يرتكبوا جرائم بشعة ضد الانسانية يعاقب عليها القانون والضمير الانسانى والشرائع السماوية !!
 
اننى لا ابالغ اذا قلت ان قيادة البابا شنوده العاقلة الحكيمة للكنيسة القبطية الارثوذكسة خلال الواحد والاربعين عاما الماضية جنبت مصر وقياداتها وشعبها كثيرا من الويلات والصراعات والصدامات الطائفية الخطيرة التى كانت من الممكن جدا ان تحول مصر الى برك من الدماء وتمزقها تماما وتعطى الذريعة والمبرر للدول الكبرى لكى تفرض الوصايا عليها بحجة حماية الاقليات اسوة بما حدث فى العراق والسودان وليبيا وغيرها من الدول العربية والاوروبية والافريقية .
 
والان وبعد ان فقدت مصر قداسة البابا شنودة الذى كان بمثابة صمام امنها وامانها والمهدىء لغضب الاقباط عقب ارتكاب كل جريمة ضدهم ترى هل سوف تعيد الدولة فى مصر حساباتها ونظرها فى شأن اوضاع الاقباط واعطاءهم حقوقهم ومعاملتهم مثلما تتعامل مع اخوتهم المسلمين ؟؟ وهل بعد رحيل قداسة البابا نتوقع قيام  الدولة المصرية بتحمل مسئولياتها وتقوم بفتح احضانها لجميع المصريين بلا تفرقة او تميز او تعصب ولا تعود مرة اخرى لدفع الاقباط للجوء الى الكنيسة الا فيما يتعلق بالروحانيات والخدمات الاجتماعية والاسرية والانسانية ؟؟
 
اخشى ان اقول ان رحيل قداسة البابا شنوده وانتقال روحة بجوار القديسين سوف يكون له انعكاساته التى قد تكون سلبية او ايجابية على الاوضاع الداخلية فى مصر لانه يستحيل ان يكون خليفة البابا صورة طبق الاصل له وحتى لو تصادف وكان مشابها للبابا شنوده فى حكمته وتعقله فانه من المتوقع فى هذه الظروف المتدهورة التى تعيشها مصر حاليا انه سوف يرفض ان تغسل الدولة اياديها من تحمل مسئولياتها كاملة تجاه الاقباط او ان يكون بديلا للدولة عندهم  بل سيفضل ان يكون دور الكنيسة روحانى واجتماعى بعيدا عن السياسة ومشاكلها وصداعها. وان حدث هذا  فان هناك احتمال كبير بخروج الاقباط من حضانة الكنيسة الى المجتمع الكبير الواسع ومشاركتهم بقوة فى العمل السياسى  والمطالبة بحقوقهم وحقوق غيرهم من المصريين ومن ثم سوف يكون صعب على الدولة اقناعهم مرة اخرى بان مملكتهم ليست على هذه الارض وانما فى السماء فقط او ادخالهم مرة اخرى داخل اسوار الكنائس  والسيطرة عليهم .
 
الله يعزى جميع اقباط مصر باستراليا ودول المهجر والوطن الام مصر وبقية دول العالم ونطلب ونسأل ونصلى من اجل وطنا الام  واختيار خليفة لقداسة البابا شنودة محبا وديعا متواضعا متزنا حكيما عاقلا وصبورا مثله .

بعض الصور التى التقطتها لقداسة البابا شنودة اثناء زيارته لملبورن فى شهر نوفمبر 2002 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :