بقلم:  مينا ملاك عازر
سيادة النائب "البلكيمي" الذي قيل أنه كذب حين قال إن هجومًا مسلحًا وصل لدرجة محاولة الاغتيال الفاشلة تم عليه، مما أسفر عن كسر أنفه، وهاجمته الصحافة كلها حين خرج طبيب التجميل الذي قام بإجراء عملية تجميل لأنفه ونفى ما قاله النائب المحترم مؤكدًا أنه أجرى له عملية تجميل بأنفه، وأن ما بأنفه لا يعد كسرًا وإنما تجميل، أقول إن هذا النائب علينا أن نعتذر له حينما وسمناه بأنه كاذب، فهو فقط طيب، في حين أن الكذبة الحقيقيين الذين لا يستحون والذين يعرفون كيف يحيكون كذبهم لا يكشف عنهم، وإن كشفناهم يعرفون كيف يتدارون وراء الستار، فالشرطة التي قبضت على منفذي الهجوم على "البلكيمي" مثلاً كذبة، أليس كذلك؟؟ لكن أحدًا ممن هاجم النائب لم يحول نظره للشرطة التي قبضت على المتهمين.

والطبيب الذي استضافه في المستشفى وقال في البداية إنه كسر.. كاذب، لكن أحدًا لم يحرِّك ساكنًا نحوه.. على أي حال، كل هؤلاء كذَّابون صغار لا داعي لأن نحرجهم أكثر من هذا، لكن هناك الكَذبة الكبار.

وعلينا هنا أن نتعرَّف عليهم. الوزيرة المحترمة- عشان القاريء ما يزعلش- إللي أخذت تلوح وتشوح يمينًا ويسارًا في وجه "أمريكا" والمنظمات المدنية بأنها ممولة، اليوم تقول في مجلس الشعب إنه ليس لها علاقة بالموضوع، وإن الموضوع برمته يتبع وزارة الشئون الاجتماعية! يا للهول!

إيه الكلام التخين ده يا دكترة؟ طب لما هو كده حضرتك حشرتي نفسك ولا مؤاخذة ليه في الموضوع من الأول؟ بيحطوا نفسهم في مواقف بايخة يا أخي، ولما حضرتك مالكيش في الحكاية، أخذتي تشرحي بأن القانون الأمريكي يمنع تمويل المنظمات العاملة بـ"أمريكا" تمويلاً خارجيًا، وعملتي فيها أبو القانون- قصدي أم القانون- يا دكتورة. الآن حضرتك بتقولي ماليش دعوة، وإنهم مثلاً ضغطوا عليكِي عشان تطلعي تقولي الكلام الحلو السابق ده، والآن ضميرك مثلاً صحي وقلتي تبرئي نفسك ولا إيه؟! دلوقتي بقى يا دكتورة عليكِ أن تختاري بين اختيارين أحلاهما مر، إما حضرتك في الأول كنتِ لما دخلتي في الموضوع... أو دلوقتي... لما بتخرجي نفسك منه، تختاري إيه؟..

وعندنا كمان المستشار اللي قال لنا إن القضية بتاعة التمويل قضية عبارة عن جنحة وفجأة وجدناها تعود بقدرة قادر إلى جناية بعد أن كانت جناية في الأول، ولما حب يسفّر الأجانب قال دي جنحة.. طب أي المرتين نصدِّق يا مستشارنا المحترم؟ ولما قلت إن "بكري" النائب الغيور على بلاده حاصل على عدد أصوات في دائرته، ثم فوجئنا أنه حاصل على عدد يزيد عن العدد الأول بربع مليون صوت، مما أسهم في أن يكسب ويخسر الآخرين، مع أن المفترض أنهم كانوا يدخلوا جولة إعادة.. المفترض نصدّق أي مرة من المرتين يامستشارنا الغالي؟!!.

هذه أمثلة محدودة لضيق المساحة، لكن هناك الكثيرين الذين وإن فردنا لهم مواقع ومواقع لن تكفيه، وأتمنى من الله أن يعطيني العمر والوقت والمساحة لكي أعطيكم الأمثلة أن النائب "البلكيمي" لا يستحق إلا لأن نقول له عذرًا سيادة النائب، وإنت راجل طيب ما عرفتِش تلعبها صح، أو ما لكشي ضهر يغطي عليك، وسلامتك تعيش وتاخد غيرها.

المختصر المفيد، الكذاب بيروح النار في كل حتة في العالم، لكن عندنا يزداد سلطة ونفوذ حتى بعد الثورة.. رحمتك يا رب.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :