- "وجدي ثابت" لـ"وطن في المهجر": الدساتير الحديثة لا تنص على دين الدولة، و"اليونان" أُدينت من المحكمة الأوروبية بسبب هذا النص
- تأمل بمناسبة عيد الأم
- تهنئة للقمص "أثناسيوس فهمي جورج"
- د. العراقى : الاب جورج قنواتى ساعد فى بناء جسر للتواصل بين العالم المسيحى والاسلامى
- بالفيديو.. القمص "متياس نصر": الحكم على كاهن كنيسة "المريناب" ترويع للأقباط ويشوِّه صورة "مصر"
تأمل بمناسبة عيد الأم
لو تحدثنا عن الحب الغير مشروط في الحياة سنجد أنه غير موجود تقريباً فالحب كغيره من المشاعر له حدود، ببساطة لكل شخص منا قدرة على العطاء سواء في علاقة حب أو صداقة... ولهذا حين يضرب المثل في الصداقة أو الوفاء لا يذكر مثال عن صداقة إنسان مع إنسان آخر ولكن يذكر الكلب! فللإنسان حدود في حياته لا يسمح لأحد أن يتعداها أو يعتدي عليها مهما كانت العلاقة بينهما، قد تتمثل هذه الحدود في الكرامة أو الكبرياء أو هامش مهما صغر من الأنانية أو حب الذات... ولكن إذا قرأت معي قصة هذه المرأة مع المسيح ستندهش من رد فعلها الغريب على كلام المسيح...
من الإنجيل للقديس متى:
21 ثم خرج يسوع من هناك وانصرف الى نواحي صور وصيدا. 22 واذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود.ابنتي مجنونة جدا. 23 فلم يجبها بكلمة.فتقدم تلاميذه وطلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا. 24 فاجاب وقال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة. 25 فاتت وسجدت له قائلة يا سيد اعني.26 فاجاب وقال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. 27فقالت نعم يا سيد.والكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها. 28 حينئذ اجاب يسوع وقال لها يا امراة عظيم ايمانك.ليكن لك كما تريدين.فشفيت ابنتها من تلك الساعة.
في هذه القصة هناك شخصان، المرأة الكنعانية والمسيح، وكلاهما تصرف بطريقة غير متوقعة فالمسيح الحنون الذي شفى الكثيرين وداعب الأطفال بل ودافع عن زانية نجده يتعامل بقسوة مع هذه السيدة المكلومة. من ناحية أخرى نجد تلك الأم التي تحملت الإهانة بصبر بل أنها وافقت ضمنياً على ونعتها بالكلب – الكلاب رمز للنجاسة في إسرائيل.
لنتحدث عن الأم أولاً.
توقف دقيقة عن القراءة وتخيل أن شخصاً ينعتك بالكلب النجس أنت وشعبك! ماذا سيكون رد فعلك؟ قصيدة سباب له ولعائلته وشعبه؟ عراك؟ أو ربما تقارن قوته بقوتك وآثرت السلامة وأنت تلعنه في سرك وتتميز غيظاً؟
ولكن من المؤكد لن تؤكد سبابه لك ولن تحاول أن تستعطفه إلا إذا كنت بلا كرامة، أليس كذلك؟ منطقي!
لقد أمضت تلم المرأة أيامً وهي تعاني من تصرفات ابنتها المجنونة فتحتملها بلا ملل وتخدمها بلا كلل وتمضي ما تبقى من الوقت وهي تدعو لها بالشفاء ومن المؤكد أناه حين سمعت عن المسيح هرولت إليه. وأقول لكم مهما كان ما قاله المسيح لهذه السيدة لاستمرت تستعطي منه شفاء لابنتها ولم تكن لتتركه دون أن يشفي فتاتها. هذه هي الأم، لا تحدها كرامتها ولا كبرياءها بل قد تفعل لأبنائها ما لا تفعله لنفسها. الأمومة هي الشعور الوحيد الذي يدفع الإنسان أن يتخلى فعلاً عن نفسه وعن كل ما يملك في سبيل شخص آخر دون أن يحسب مقدار المصلحة العائدة إليه وهذا هو الحب الغير مشروط...
من ناحية أخرى نجد تصرف المسيح الغير متوقع ولنفهم تصرفه هذا علينا أن نتذكر أنه قبل كل معجزة كان يطلب شيئاً من الشخص الذي يشفيه ليشاركه في المعجزة أو يمتحن إيمانه بسؤال وهذه هي عادة المسيح الإله فكم كان امتحانه لإيمان أبينا إبراهيم قاسياً حين طلب منه أن يقدم ابنه اسحق ذبيحة له وتدخل في اللحظة الأخيرة. وفي هذه المعجزة بالذات امتحن المسيح إيمان المرأة الأجنبية أمام التلاميذ ليبرهن لهم بالمثل الحي أن الأجانب يستحقون التبشير وأن إيمانهم ومحبتهم قد يكونا أشد عمقاً من إيمان ومحبة اليهود. وفتح بهذا الباب للتبشير لكل الشعوب.
لنعد الآن كلٌ إلى أمه وأتمنى أن يكون ما كتبته سبباً في ألا يكون عيد الأم لهذا العام مجرد هدية –أمهاتنا لسن في حاجة إلى إلى حلل أو كيتشن مشين أوحُلي- وكلمات محفوظة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :