الأقباط متحدون | فرقة "سماع" المصريَّة تشدو المسيحيَّة والإسلام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٢٦ | الاثنين ٥ مارس ٢٠١٢ | ٢٦ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

فرقة "سماع" المصريَّة تشدو المسيحيَّة والإسلام

ايلاف | الاثنين ٥ مارس ٢٠١٢ - ٤٠: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

أقامت فرقة "سماع" الموسيقيَّة المصريَّة حفلاً في ميونيخ جمعت من خلاله الأناشيد الصوفيَّة الإسلاميَّة والتَّرانيم المسيحيَّة.

ميونيخ: في جولة لها عبر المدن الألمانية المختلفة وصلت فرقة "سماع" الموسيقية المصرية الى ميونيخ لعرض جزء من فنها، وفي ساحة العرض في "كاتدرائية ماكسمليان" في وسط ميونيخ شدت الفرقة وصدحت موسيقاها التي تجمع بين الإنشاد الديني الإسلامي والترانيم الكنائسية القبطية، في جو مفعم بالطمأنينة والسلام، جمع المسلمين والمسيحين سواء من المصريين أو الألمان .

كانت سعادة المشاهدين بالغة في استحسان هذه الأصوات التي مزجت فيها التراتيل المسيحية والقبطية بالموسيقى الصوفية والإنشاد الإسلامي لتضج القاعة بعدها بالتصفيق الحاد من الحضور علي إختلاف مللهم وشياعهم .

في لقاء مع الدكتور، إنتصار عبد الفتاح، مؤسس الفرقة أشاد بالإستقبال الحافل للفرقة في مدن ألمانيا المختلفة، وقال في محطتتنا في فرانكفورت قبل وصولنا الى ميونيخ حضر الحفل  أكثر من 600 مشاهد، وفي ميونيخ  تلك المدينة الرائعة كان الأستقبال باهر ورائع، وقد شعرنا بسعادة بالغة من ذلك التصفيق المتواصل الذي هو أكبر دعم لمسيرة الفرقة .

يحاول الدكتور إنتصار من خلال فرقته أن يوجه رسالة سلام إلى العالم للتأكيد على التواصل الإنساني والمحبة والتسامح، ليصبح في النهاية لا فرق بين الوطن والمواطن.

فكرة الفرقة الفريدة تقوم على فلسفة تقديم روائع الإنشاد الصوفي مثل بردة البوصيرى ونهج البردة برؤية معاصرة، في محاولة للحفاظ علي هذا التراث المهم، وإحياء للقوالب القديمة مثل التواشيح والمقامات النادرة والطرائق التراثية المختلفة في نفس الوقت الذي تحيي فيه التراث القبطي بنفس الطريقة، وجاء تأسيس الفرقة بهدف خلق رؤية وفلسفة تؤكد على أهمية الحفاظ على هذا التراث الهام وتقديمة بالطريقة والإسلوب القديم .

وتقول السيدة سهام اسماعيل، المديرة الفنية للفرقة في لقاء خاص مع "إيلاف" إن الفرقة تأسست في العام 2007  تحت قيادة مؤسسها الدكتور إنتصار عبد الفتاح، وأن فكرة الفرقة الجديدة والفريدة تقوم على فلسفة السلام بين الأديان وبين البشر، فالفرقة لها منهج واحد هو رسالة السلام، وعلى عكس ما يتصور البعض فإن الفرقة لا تنادي بوحدة الأديان ولكن نحن نتحدث بلغة إنسانية عالمية راقية، لغة الموسيقى، وهي لغة كونية نحاول بها ومعها أن نتصل بكل طوائف الإنسانية من منطلق فلسفة حوار ثقافات الشعوب وهو حوار فني يجمعنا مع الآخر حيث يتم التواصل على المستوي الإنساني وليس الديني العقائدي.

من جهة أخرى، تحدد المديرة الفنية تخصص الفرقة وتقول إن الجزء الديني في الفرقة هو محاولة لإحياء  التراث الفني الإسلامي والقبطي القديم، لذلك تم دمج  فرقة" اكابيلا" للترانيم الكنائسية الأوروبية مع فرقة "سماع" للإنشاد الديني الصوفي وهذا الإندماج هو أصدق تعبير عن ذلك التسامح، غير أن التوسع في الفرقة الآن أصبح يعطي لها قوة فالفرقة اليوم تعرض فنها في ميونيخ وهي مكتملة ويمثلها أربع فرق هي  فرقة الترانيم الكنائسية، والترانيم القبطية، وسماع للإنشاد الصوفي، ومجموعة اندونسيا للإنشاد وهم مجموعة من الطلبة الأندونسيون الذين يدرسون في جامعة الأزهر ويعيشون في مصر، وقد قمنا بضمهم معنا  من أجل الحوار مع الأخر، وتضيف قائلة: "اننا نقدم ثقافة مختلفة وجديدة وقد انضم للفرقة 12 دولة  من خلال مهرجان سماع الدولي للإنشاد الموسيقي الروحي، وقد أسس الدكتور إنتصار عبد الفتاح هذا المهرجان للتأكيد مرة أخرى علي حوار ثقافات الشعوب".

وعن نجاحات الفرقة المتتالية في الفترة الأخيرة تقول إسماعيل إن الفرقة بدأت تشتهر علي  مستوى الدول الأوروبية والأسيوية وكل العاملين فيها هم من الهواة  المتميزون وعددهم 60 شخصاً، وسافرت الفرقة الى عدة دول مختلفة هي فرنسا النمسا الصين المانيا والجزائر ثم المغرب، وهي ترى أنه في ظل الوضع الذي يحدث فيه احيانا سوء فهم في العلاقة بين المسلمين والمسيحين نجد ان رسالة الفرقة اصبحت مهمة جدًا خصوصًا أنها تجسد بناء الأمة الواحدة الذي تجمع بين الأقباط والمسلمين.

في سياق متصل، أكدت أن رحلة الفرقة الى المانيا هي من أنجح الرحلات علي الإطلاق، فقد شارك المصريون الفرقة الغناء في فرانكفورت وميونيخ، وشاركوا الفرقة أغنية "قوم يامصري مصردايما بتناديك قوم لنصري نصري دين واجب عليك"، وفي كل جولاتنا هنا في المانيا نقدم النشيد الألماني مع النشيد المصري والثقافة الموسيقية المصرية مع الثقافة الموسيقية الألمانية، والجديد الذي قمنا بطرحه هنا أيضًا هو تقديم هرموني بين الإنشاد الديني لأغنية "نور النبي"  وبين سيمفونية بيتهوفن التاسعة الحركة الرابعة الفرح والحب والسعادة، وهي إحدى أهم السمفونيات التي كان ينادي بها "شيلر" من أجل الإنسانية، وهذه أجمل رسالة يمكن أن تصدرها امة وأقوى من المظاهرات السياسية، إذ انها تصل الى قلوب الناس بشكل سريع، فالإستماع للإنشاد والموسيقى الروحية هو طريق اتصال سهل بين القلوب فهو يخرج من القلب الى القلب.

وأكد  مدير الفرقة الدكتور إنتصار أن فلسفة موسيقى الفرقة هنا هي التأثير في أحاسيس  الناس، فالفرقة على المسرح تستطيع الوصول الى مشاعر واحاسيس الناس بكل سهولة وصدق، والوصول الى القلوب  يكون مباشرة من دون تفسير أو توضيح، فالناس تشعر بالروحانيات والأحاسيس من دون معرفة المعاني فلا الألمان يعرفون معني اناشيد  نور النبي ولا الصلاة والسلام على الأنبياء باللغة العربية، لكن يشعرون باحاسيس الروحانيات العالية عند سماعهم الإنشاد.

من جهة أخرى، أكد السيد  تامر مرزوق من هيئة تنشيط السياحة المصرية والمرافق للفرقة أن هذه الفرقة أحد عوامل الدعاية السياحية لمصر، فهي تحمل رسالة سلام من اجل تفاهم أعمق واصدق بين الشعوب، فالموسيقى هي لغة الشعوب ولا أحد من أعضاء الفرقة يتحدث الألمانية ولا الإنجليزية ولا الفرنسية وهم من أماكن مختلفة من العالم غير أن موسيقاهم وفنهم يفهمه الجميع بغض النظر عن اللغة، وهذه أصدق رسالة فهي تتجه مباشرة الى أحاسيس الإنسان من دون النظر إلى أي جوانب أخرى.

ويقول الدكتور توفيق المنصوري الذي يعيش في المانيا منذ أكثر من أربعين عامًا أنه حرص علي الحضور ومشاهدة الفرقة التي قدمت عملاً عظيماً، وأنه يرى ان تلك الفرق المصرية التي تزور ألمانيا تجمع المصريين،هذا وقد رحبت إدارة الجالية المصرية بالفرقة وحضر الحفل ممثل الكنيسة القبطية المصرية في ميونيخ وفي نهايته قال الدكتور عز الدين متولي رئيس الجالية المصرية في بافاريا انهم بصدد جلب المزيد من الفرق الفنية المصرية لعرض فنوننا وثقافتنا للجمهور الألماني.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :