- بالصور الاحتفال بالذكرى 150 لميلاد طاغور أحد رموز الحركة الوطنية لحصول الهند علي إستقلالها
- مختطف الفتاة المسيحية بـ"البلينا" يطالب شقيقها بدفع 150 ألف جنيه لإرجاعها وشكوى للمحامي العام غدًا
- محاولة هجوم سلفي على مدرسة "نتردام" المسيحية الخاصة بـ"أسوان"
- أحد المسيحيين المهجرين بـ"العامرية": المسلمون استقبلوني بالأحضان
- "أحترمني شكرا" تدعو لغلق المحمول 10 مارس
عك المجلس العسكرى الموقر و المعلمة فايزه تاليران
بقلم : صبرى فوزى جوهره
لا شك ان هناك "عكه كبرى" و فصام و اذلال لقادة مصر فى ما جرى حول ما سمى بقضية تمويل المؤسسات غير الحكومية المعنيه بحقوق الانسان و تبنى الاساليب الديموقراطية فى السياسة المصرية و التى كانت تعمل بتمويل اجنبى بعلم مسبق من السلطات المصرية على اعلى مستوياتها منذ ما قبل ثورة يناير و ما بعدها بما يقرب من العام. ثم جاء قرار مفاجىء بالانقضاض على مكاتب هذه المؤسسات فى مصر ومصادرة ما فيها من حاسوبات و وثائق "لاثبات" قيامها بنشاط غير قانونى داخل مصر بالرغم من انها جميعها تعمل فى البلاد منذ ما قبل ابعاد الرئيس السابق و اجهزته "الامنية" الشهيرة و تحت اعينها و رقابتها و هى التى تقاعست فى منحها التصاريح الرسمية للعمل و امتد هذا التباطوء او التجاهل الى ما بعد ثورة 25 يناير فاستمرت تلك المؤسسات فى عملها على ما يبدو كما اعتادت الى ان افاقت السلطات الحاكمة فى مصر فجأة الى وجودها و عملها داخل البلاد فانتفضت (او تشنجت) و اقدمت على ما وصفت اعلاه و اضافت الى هذه الاجراءات التحدى الاكبر وهو منع سفر الاجانب العاملين بهذه المؤسسات و معظمهم من حملة الجنسية الامريكية, الى جانب عدد اقل من الدول الاخرى, و الشروع فى محاكمتهم بحجة تضلعهم فى العمل فى المؤسسات المذكورة دون تصريح من السلطات المصرية و رغما عن التغاضى التام عن مصادر التمويل السعودى و الخليجى لجماعات الاسلام السياسى فى البلاد التى دفعتها بقوة الى السيطرة على السلطة التشريعية فى مصر, ربما عملا بالمثل القائل ان السعودية و الخليجيية "قرايب" مش اجانب و ضرب الحبيب زى اكل الزبيب".
فعندما وجد العسكر بوضوح ان شعب مصر لا يرغب في حكمهم الرشيد بل يبغضه ليس فقط لقراراتهم المشبوهة الموحية بالنية المؤكدة فى السيطرة على حكم لبلاد بعد عودتهم بالسلامه طبعا و بدون مسائلة الى ثكناتهم الوثيره, بل و لاعمالهم الاجرامية التى شاهدها و تحقق من هوية مرتكبيها العالم فى ماسبيرو شوارع قصر العينى و محمد محمود و رربما مأساة بورسعيد و غيرها مما خفى عنا, و من جهة اخرى و فى المقابل عندما اشتد ساعد الاسلام السياسى المنافس الطبيعى الوحيد للعسكر فى هذه الايام الغبراء و فى هذه الساحة و اصبحت عودة الخلافة قاب قوسين من مستقبل المصريين, قرر العسكر تجميل صورتهم لدى شعب مصر المذهول و ابداء مظاهر الوطنية و "الجدعنه" بتحدى امريكا ذات نفسها شخصيا و احتجاز مواطنيها فى مصر و تقديمهم للمحاكمة كمان! الم يبنى المتأسلمون الكثير من دعاياتهم قبل النصر المبين على كراهيتهم لامريكا و اسرائيل؟ يبقى الناس حتحب العسكر لو عملوا كدا كمان.... و لكنهم عملوها بغباء متناهى و انتهى بهم الامر الى فضح ضعفهم و كشف عوراتهم بل و تأكيد هزال مصر بكاملها تحت حكمهم كما ساحاول السرد باختصار اسفل هذه السطور.
اختار العسكر الوزيرة فايزه ابو النجا لتكون مخلب القط (أو هو العكس؟) فى مشروع اظهار "الفتونه". و للتذكرة, المعلمة فايزة هى من تعايشت مع نظام حسنى مبارك و بقيت بمفردها على مقعد الوزارة بعد رحيله بقدرة قادر دون كافة زبانيته الاخرين. وربما نظرا لتلك الظروف افتكرت الست فايزه روحها فى مثل خبرة و دهاء البرنس تاليران الذى خدم حكام فرنسا قبل و اثناء و بعد الثورة الفرنسية و تعايش مع الجميع! نظرت المعلمة فايزة فى المرآة فرأت فايزة تاليران و انبهرت, فاتكلت على الله و قالت يا للا نهيج الدنيا على امريكا و نشد ديل المانيا بالمرة و قادت الحملة المذكوره اعلاه فى عنترية ارجعت الى الذاكرة ايام ما قبل 5 يونيو من عام 1967.
ثم جائت الصدمه الكبرى بما حدث بعد ذلك. الامريكان المحتجزون رجعوا بلدهم على اجنحه الريح, و لحفظ ماء وجه العسكر فعلت امريكا ما تفعله دائما وهو الالقاء بحفنة من الدولارات "كضمان" لعودتهم للمحاكمة فى مصر عند اللزوم, و ابقوا قابلونى: لو عرفنا قصة البطوطى (الذى اغرق البوينج بما حملت فى الاطلنطى فى اواخر تسعينات القرن الماضى) الى اليوم حيبقوا يتحاكموا! اهتزت هيبه القضاء المصرى بعدما وضح خضوعه التام للعسكر لمن كانوا سذج و فاكرين غير كدا. أما العسكر فقد استهلكوا كل "البامبرز" المباعة فى منطقة كوبرى القبة و العباسية لان الامريكان فهموهم ان دلوقت مش وقت الدلع المرء: سنه انتخابات الرئاسة الامريكية و اوباما لازم يبين نفسه انه "حمش", بالاضافة الى تهديد يكاد يكون مؤكد بضرب ايران تقترب رؤياه من الافق. و لم تكن العين الحمراء و و فرض الارادة الامريكية تتعلق باحتجاز الكام دولار الذى تجود به امريكا على جيش مصر, بل ربما بوقف ارسال قطع الغيار و الاسلحة الجديدة مما يجعل جيش مصر العظيم شوية حديد خردة, و بالطبع النغنغة التى يلقاها العسكر فى زياراتهم الميمونة المستديمة الى بلاد العم سام بما فيها عمولات بيع الاسلحة غير "الاكراميات" الاخرى. و حتى تكتمل الصورة, اوعز الامريكان الى اسرائيل باقتحام حدود مصر ادعاء بالبحث و الاستيلاء على اسلحة اخفاها الفلسطينيون فى سيناء, و اعلنت مصادر الاعلام الاسرائيلية (و ليس الحكومة الاسرائيلية حسب ما اعلم) هذه العملية البسيطة و لم يجرؤ الاعلام المصرى على التطرق اليها, طبعا عارفين ليه, فتحت حكم العسكر لم يتغير شيىء عن ايام لا فاش كى رى و من سبقوه: المصرى آخر من يعلم.
من الواضح ان الولايات المتحدة الامريكية هى حاكم مصر الفعلى المطلق وهى تمسك بها بذراعين: الاسلاميون الذين احضروهم من التيه و قبلوهم و اعترفوا بهم و دفعوهم الى المشاركة فى الحكم, و العسكر, و هم النخبة المطيعه لهم عن رضا او اضطرار. و يتوقع العبد لله ان يزداد التقارب العسكرى الامريكى كلما اشتد عود الاسلاميين و ان تبقى لهم الكلمة النهائية فى الحكم بصرف النظر عن الشكل النهائى الذى ستتبلورعليه الاحداث, فمن الواضح ان السيطرة على العسكر هى اكثر سلاسة من كبح جماح الاسلاميين خاصة اذا "اخذتهم الجلالة" و شبه لهم ان فى استطاعتهم تسيير الامور على غير ما يرضى "ماما امريكا".
نصائح ختامية ارسلها للست فايزه تاليران:
عن الملك فيصل ملك السعوديه الراحل: "الامريكان ابسط مما تعتقد و اكثر عنفا مما تظن"
عن برنس تاليران (اللى بحق و حقيقى): "تستطيع عمل اى شيء بحربة البندقية (السونكى) الا ان تجلس عليها".
اتوقع ان يلقى بك خارج دهاليزالسلطة فى اقرب وقت مناسب. استعدى لرحلة راحة طويلة يخيل لى انه من الحكمة الا تكون فى فلوريدا.
و مع ذلك ربنا يديم الست فايزه و حبايبها على كراسيهم الى ما لا نهاية و يجعل ريحى خفيفه عليهم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :