الكاتب
جديد الموقع
الأكثر قراءة
- أي مستقبل ينتظرك يا مصر؟!
- بعد عام من ثورة 25 يناير: ليس بالÙاضل ÙÙŠ Ù†Ùسه من ينكر الÙضل على أهله
- الضÙÙدع ÙŠÙطهى على نار هاديه
- أداء الØكومة ضعي٠ولا يتناسب مع الثورة..والبيان عاطÙÙ‰ ولا يلبي التØديات
- أيمن مسعود : الشعراء غازلوا النظام السابق وها اليوم يمارسون النÙاق السياسى
علاقة مصر بأمريكا أكبر من المعونة..
بقلم: منير بشاى
تعيش مصر وأمريكا الآن أزمة دولية Øادة نتيجة التغيرات التى طرأت على الساØØ© بعد سقوط نظام مبارك. ولم تكن الأزمة بسبب Øدوث تغييرات ÙÙ‰ السياسة الأمريكية لم تعجب القائمين على الØكم ÙÙ‰ مصر بل نتيجة اختلا٠ÙÙ‰ طريقة التعامل مع المواق٠بين ما كان متبعا من مبارك وبين السياسة الجديدة.
المعرو٠ان مصر وأمريكا تربطهما علاقة ود وشراكة منذ توقيع معاهدة كامب داÙيد للسلام مع اسرائيل ÙÙŠ 17 سبتمبر 1978 بمساعدة أمريكا، والتى عن طريقها استردت مصر كل أراضيها التى خسرتها ÙÙ‰ الØروب مع اسرائل، ÙˆØصلت اسرائيل على السلام مع مصر، وكتشجيع للطرÙين واÙقت أمريكا على دÙع معونة سنوية للطرÙين للمساعدة على بناء ما تهدم نتيجة الØروب تقدر بØوالى 2 مليار دولار لمصر. معظم المعونة ÙÙ‰ شكل معدات عسكرية. والاتÙاقية أكبر من مجرد هذه البنود وتتضمن تÙاصيل دقيقة كثيرة تØكم العلاقة بين هذه الدول الثلاثة.
كانت طريقة الرئيس السابق Øسنى مبارك تعتمد Ø£Øيانا على اصدار توجيهات Ø´Ùوية لتسيير أمور الدولة. ومن هذه تصريØÙ‡ بوجود منظمات أمريكية أهلية تعمل ÙÙ‰ مصر وتمولها أمريكا وتعنى بتعزيز الديمقراطية ÙˆØقوق الانسان. كان الجميع يعر٠وجود هذه المنظمات ولا يوجد من كان يعترض عليها لأنها كانت تعمل بعلم ومواÙقة أعلى سلطة ÙÙ‰ البلد.
ولكن بعد سقوط نظام مبارك وعندما اكتش٠وجود بعض هذه المنظمات قامت القيامة وتم القبض على بعض العاملين بها من المواطنين الأمريكيين ومنعوهم من العودة الى أمريكا ثم بدأ التØقيق معهم تمهيدا لتقديمهم للمØاكمة.
Ùجأة تأزمت العلاقات مع أمريكا وتغيرت نبرة الود التقليدى الى نبرة عداء ظهرت ÙÙ‰ التراشق بالتهديد والوعيد. ÙÙÙ‰ أمريكا سمعنا من يهدد بقطع المعونة الأمريكية. ÙˆÙÙ‰ المقابل سمعنا ÙÙ‰ مصر من يرد بعن٠راÙضا اذلال الشعب المصرى بسبب المعونة ومطالبا برÙض هذه المعونة.
ناهيك ان من اشتركوا ÙÙ‰ هذه التهديدات لم يكونوا الرئيس الأمريكى أو وزيرة الخارجية أو مسئول ÙÙ‰ وزارة الخارجية بل من بعض أعضاء الكونجرس لأغراض السياسة الداخلية وارضاء الناخبين ÙÙ‰ دوائرهم. بل ان المعونة للعام القادم مدرجة ÙÙ‰ الميزانية الأمريكية كالمعتاد. ومن ناØية مصر كان رد الÙعل من بعض الكتاب والمعلقين ومن بعض القيادات الدينية التى وجدت Ù†Ùسها Ùجأة تمارس مهنة السياسة دون تمرس ÙÙ‰ أصولها. من هؤلاء الشيخ Ù…Øمد Øسان الذى أصدر بيانا يرÙض Ùيه المعونة ويعلن انه على استعداد أن يجمعها من Ùقيرات مصر البائعات المتجولات اللآتى يبعن الÙجل والطماطم والبطاطس على رؤوس الشوارع.
ولكن Ø£Øدا ممن يعر٠طبيعة العلاقات الأمريكية المصرية لم يهدد بقطع العلاقات مع البلدين أو يطالب بوق٠المعونة Ùالعلاقات بين البلدين أصبØت متشابكة ومعقدة ولا يمكن Ùضها بهذه السهولة. أما المعونة Ùأساسا لم تكن قد اتÙÙ‚ على ان تستمر للأبد. ومن الطبيعى ان تطرأ يوما الظرو٠الاقتصادية التى قد تجعل أمريكا مضطرة الى تخÙيضها أو قطعها. وعندما ÙŠØدث هذا لن يكون نتيجة عداء بين البلدين ولن ينتج عنه تغيير ÙÙ‰ السياسة العامة لأن العلاقة بين البلدين تتعدى موضوع المعونة لتشمل عددا من القضايا الØيوية التى تØتاج Ùيها كل بلد للبلد الآخر.
ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù† رد الÙعل المصرى ممن أعتبروها اهانة ومسألة كرامة Ùˆ...الخ يدل على سذاجة سياسية Ùالعواط٠لا تدخل ÙÙ‰ السياسة التى تقوم على الØسابات الدقيقة الباردة ومن ثم قبول ما هو ممكن وصر٠النظر عن ما هو مستØيل، Ùالسياسة ÙÙ‰ تعريÙها هى ÙÙ† الممكن. والدعوة بجمع هذا المبلغ من Ùقراء المصريين لن ÙŠØÙ„ شيئا سوى الاØساس بشىء من الكرامة المزيÙØ© لأننا كلنا نعلم Øالة الÙقير ÙÙ‰ مصر البلد التى يبلغ دخل الÙرد العامل ÙÙ‰ المتوسط أقل من دولارين ÙÙ‰ اليوم، والتى يعيش Ù†ØÙˆ نص٠سكانه دون مستوى الÙقر.
هذا ومن المؤكد ان العلاقة بين مصر وأمريكا قد دخلت ÙÙ‰ مجالات أخرى كثيرة ويصعب إلغائها بين يوم وليلة وخاصة ÙÙ‰ هذه الظرو٠الدقيقة التى تمر Ùيها مصر بعد الثورة والتى تØتاج الى مساعدة كل من يقدم المساعدة. ورد الÙعل عندنا يجب أن يكون تقبل المساعدة بشىء من الشكر والتقدير وليس بالتكبر والتعالى.
الجزء الأكبر من المعونة الأمريكية لمصر هو ÙÙ‰ شكل مساعدات عسكرية لشراء امدادات Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆÙ‚Ø·Ø¹ الغيار اللازمة لهذا السلاØ. والمعرو٠ان الرئيس السادات كان قد غير نظام Ø§Ù„ØªØ³Ù„ÙŠØ ÙÙ‰ مصر من النظام السوÙييتى الى الأمريكى، وطرد الخبراء السوÙييت العسكريين. ومن الطبيعى ان الجيش المصرى ÙŠØتاج الى التزويد باستمرار من Ù†Ùس نظام Ø§Ù„ØªØ³Ù„ÙŠØ ÙˆÙƒØ°Ù„Ùƒ الى قطع غيار لعمليات Ø§Ù„ØªØµÙ„ÙŠØ ÙˆØ§Ù„ØµÙŠØ§Ù†Ø©. ÙˆØتى اذا كانت مصر قادرة على دÙع ثمن هذا Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ùامريكا هى التى تملك ØÙ‚ البيع. ÙÙ‰ المقابل أمريكا لها مصلØØ© ÙÙ‰ أن تستمر مصر ÙÙ‰ Ø§Ù„ØªØ³Ù„ÙŠØ Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø¸Ø§Ù… الأمريكى ليس لأسباب اقتصادية Ùقط ولكن أيضا لأسباب استراتيجية.
ولكن أهم من هذا هو اعتبارات الØرب والسلام ÙÙ‰ الشرق الأوسط ودور مصر الريادى ÙÙ‰ المنطقة الذى لا تستطيع امريكا ان تهمله. ÙˆÙÙ‰ Ù†Ùس الوقت Øقيقة أن أمريكا هى القوة العظمى الوØيدة ÙÙ‰ عالم اليوم بعد انهيار الاتØاد السوÙييتى يجعل مصر والعرب لا يجرأون على مواجهة العالم اليوم بكل أطماعه بدون تأييد أمريكا. وهذا ما ÙŠÙسر أن عددا كبيرا من القواعد الأمريكية العسكرية خارج أمريكا موجود ÙÙ‰ البلاد العربية.
ولكن ربما أهم هذه الاعتبارات جميعها هو دور امريكا ÙÙ‰ Ù…Øادثات السلام المتعلقة بالقضية الÙلسطينية. ومع ان أمريكا لا تستطيع ان تجبر الأطرا٠ÙÙ‰ القضية بقبول ØÙ„ معين، ولكنها تستطيع ان تستعمل Ù†Ùوذها ÙÙ‰ تشجيع الأطرا٠للوصول الى اتÙاق.
الخلاصة أن هذا الصدع الذى تمر به العلاقات الأمريكية المصرية لا يخدم Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø´ØªØ±ÙƒØ© للبلدين. ÙˆÙÙ‰ تقديرى انه سو٠ينتهى قريبا بعد أن يتم تغليب العقل والØكمة للخروج من الأزمة بما يرضى الطرÙين. هذا طبعا اذا لم يعل Ùوقه صوت العنترية والتشدد والتصر٠الأهوج من Ù…Øدثى العمل السياسى الذين اعتلوا كراسى السلطة ÙÙ‰ مصر بعد مبارك.
Mounir.bishay@sbcglobal.net
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :