الشهيد انسيموس وقصة عائلة تحكى
بقلم : مجدى جورج
عائلة الشهيد انسيموس يحيي عزيز عياد مرجان كما سمعت من كبار القرية قد (أقول قد) تكون قادمة الى قرية صفط اللبن من منطقة اخرى ولكن من المؤكد ان الجد الكبير الذى رأيناه رؤى العين هو عياد مرجان كان رجل ضخم الجثة مهيب الطلعة اقول من المؤكد ان هذا الرجل كان عصامي مكافح كون ثروة كبيرة بمقياس زمانه تمثلت فى امتلاكه مساحات كبيرة من الاراضى والمنازل . وقد انجب هذا الرجل الكثير من الابناء منهم ماجد وعبيد وعزيز وصلاح وسمير وكان عبيد رحمة الله عليه من المناضلين السياسيين الذين اعتقلوا فى عهد عبد الناصر بتهمة الانتماء للشيوعية . المهم ان هذه الاسرة( مثلها مثل العديد من الاسر الثرية المسيحية من كبار الملاك بالقرية ) كانت محل فخر البعض ومحل حسد البعض فى القرية .
وقد حدث منذ عدة سنوات ان قام بعض الغوغاء بالتعدي على والد الشهيد انسيموس ( حفيد عياد مرجان الكبير ) فى حقله ومحاولة سرقة المحصول منه فما كان من الرجل هو وعائلته الا التصدى لهؤلاء الغوغاء وطردهم من الحقل .
فقام هؤلاء الاشرار بانتظار هذه العائلة على مدخل البلدة وحاولوا التعدى عليهم بالاسلحة البيضاء والشوم والعصى فى محاولة لقتلهم فما كان من والد الشهيد الا ان اخرج سلاحه النارى مدافعا عن نفسه وعن عائلته مطلقا بعض الرصاصات فى الهواء ولكنها احدى هذه الرصاصات اصابت احد هؤلاء فى مقتل فقتل فى الحال .
فقامت الشرطة بالقبض على يحيي عزيز عياد مرجان وأودعته بالحجز وسمعنا يومها انها اتت بوالد القتيل المسلم وقالت له ادخل فى الحجز واقتل قاتل ابنك ولكن الرجل رفض ذلك . وتم عرض يحيي عزيز على القاضي الذى حكم عليه بالبراءة لانه كان فى حالة دفاع عن النفس ورغم ذلك استمر الرجل بالسجن لمدة عام ونصف لان الامن العام وقتها قال انه بذلك يحميه ويحمى القرية من الثأر ( مع ان عادة الثأر ليست متفشية فى هذه القرية ) !!! طبعا الحكاية كلها تأديب للرجل ويا ليتهم اكتفوا بذلك بل تدخل أعضاء مجلس الشعب وجمعوا بين الأسرتين وقامت أسرة يحيي عزيز بدفع دية كبيرة لأسرة القتيل وتصالحت الأسرتين على ذلك .
وخرج الرجل من سجنه محطم لا يقوى على الحركة مريضا ملازما للفراش حتى وافته المنية منذ عدة شهور وتوزع أولاده فى دول الشتات وأصبحت الأسرة لا تأمن على نفسها فى دخولها وخروجها وقد كنا نظن ان الجروح قد تداوت والقلوب صفت والنفوس هدئت وانه لا محل لمخاوف اسرة عم يحيي على اولادها خصوصا ان رب الاسرة رحل عن دنيانا وانه سبق ودفع من حريته ومن صحته ومن ماله الكثير ثمن لخطأ استخدام سلاح نارى للدفاع عن نفسه( اذا اعتبر البعض ان الدفاع عن النفس خطأ). ولكننا وبعد مرور ما يقرب من عشرة اعوام على الحادثة الاولى فوجئنا بالامس 21 فبراير 2012 وفى التاسعة والنصف مساء بخبر مقتل اصغر ابناء يحيي عزيز وهو الشهيد انسيموس الذى كان زهرة شباب العائلة فى جديته وعمله وكده واجتهاده فقد قتله احد افراد عائلة القتيل بسلاح الى وباكثر من 6 رصاصات من سلاح الى بحسب رواية الشهود وذلك كله بدون اى ذنب ارتكبه او جريمة فعلها .
ياسادة ان من اقترف هذه الجريمة استغل حالة الفراغ الامنى التى تعانى منها مصرعموما والمنيا خصوصا بحيث اصبح استهداف الاقباط وخطفهم وقتلهم سبوبة يرتزق منها البعض فى ظل تراخى رهيب جدا وواضح جدا من الشرطة التى لا تريد فعل اى شئ .
ياسادة نحن لسنا من دعاة الدم او الثار وهذا الكلام القبلي البدائى بل نحن أبناء محبة ونحب كل جيراننا من المسلمين ولايمكن ان تكون هذه الجريمة سبب لكراهية جميع جيراننا وأصدقائنا من المسلمين ولا ان ننظر اليهم جميعا نظرة شك وخوف وريبة فهم لاغنى لهم عنا ونحن لا غنى لنا عنهم وهذه الجريمة فردية والغالبية العظمى منهم ترفض هذا السلوك ولكن هذه المحبة أيضا تقول لنا أننا يجب ان ننادى بسيادة القانون وضرورة معاقبة القاتل محاكمة عادلة وسريعة حتى ننزع كل الم وضغينة من النفوس وحتى لا تتكرر هذه الجرائم.
نصلى فى النهاية ان يسكن الله الشهيد انسيموس ملكوات السموات وان يهب عائلة عياد مرجان الكبيرة وعائلة يحيي عزيز عياد الصبر والسلوان .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :