سن القلم: بعد السواد سواد!
بقلم : عـادل عطيـة
بالأمس، بينما كنت أواصل قراءة أحد كتب التراجم، تعلقت عيناي بهذه الكلمات: "ليس بعد السواد سواد"!
لم أكد أحاول أن أتجاوز هذا المثل الفارسي، حتى لمسني روح "كولمبسيّة" استكشافيّة، فأخذت على عاتقي مهمة البحث عن السواد فيما وراء السواد!
مررت بعبارة: "ياخبر اسود"، و"يانهار أسود"، التي يطلقها من اتاه نبأ سيء!
وبعبارة: "سأجعل نهارك أسود من قرن الخروب"، التي يصرخ بها كل غاضب موتور!
وإذ بدأت أفكر في كيف يرى هؤلاء: الخبر أسوداً، والنهار أسوداً، بل وكيف يصنعون سواداً أكثر من لون الخروب، حتى ادركت ان هذا ليس موضوعنا!
انما هو:
كيس الاعدام الاسود، الذي طوح برؤوس كثير من ابناء الوطن الشرفاء؛ لتستقر اجسادهم في سواد ظلام القبر!
والجزء الأسود في علم بلادي، الذي وُضع اساساً؛ للتذكير بما وصفوه بالعهد البائد السيء في كل شيء، فاذا بهذا السواد جاء بعده سواداً أكثر من سواده، ومن كل سواد!
وآه من الكيس الأسود، الذي يستخدمه التاجر بصنعة وحرفيّة؛ فيضع لي فيه الكثير من الثمر الرديء مع القليل من الثمر الجيد، فيسوّد وجهي أمام أهل بيتي!
ألا يكفي هذا؛ لصناعة مثل جديد، يقول: "ان بعد السواد سواد"؟!...
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :