الأقباط متحدون | "القدس" مدينة الديانات السماوية ورمز العيش المشترك
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:١٤ | الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢ | ١٤ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

"القدس" مدينة الديانات السماوية ورمز العيش المشترك

الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* الدكتور "عاصم الدسوقي": مدينة "القدس" تتجاور فيها الآثار الإسلامية والمسيحية في تناغم.
* الدكتور "جمتال كمال محمود": العلاقات الاقتصادية بين "مصر" و"القدس" اتسمت على مر التاريخ بالتنوع والثراء.
* الدكتور "ماجد إسرائيل": دير السلطان القبطي أصبح في حوزة الأثيوبيين منذ عام 1970.
* الدكتور "عبد الرازق عيسى": "القدس" تتعرَّض لحرب شرسة بهدف إضفاء الصبغة اليهودية عليها.

تحقيق: ميرفت عياد

أطلق الدكتور "أحمد الطيب"- شيخ الأزهر- "الحملة الدولية الكبرى لكسر الحصار عن القدس والمقدسيين"، وذلك بهدف تشكيل هيئة تنسيقية للتصدي لمؤامرات وخطط "إسرائيل" لتهويد "القدس" وتغيير ملامحها التاريخية والعربية والجغرافية والدينية، خاصة أن "القدس" مدينة قديمة قدم التاريخ لدرجة يصعب معها تحديد زمن بناءها، وقد خضعت للنفوذ المصري الفرعوني بدءًا من القرن الـ 16 ق.م، إلا أن هذه المدينة ذات التاريخ الدموي والحاضر المأساوي اتسمت بالقداسة لكل من اليهود والمسيحين والمسلمين، فيعتبرها اليهود أقدس المواقع لأن "داود" الملك اعتبرها عاصمة "إسرائيل" وقام ابنه "سليمان" ببناء أول هيكل فيها، ويعتبرها المسيحيون مقدسة لأن السيد المسيح عاش فيها وشهدت أحداث صلبه، أما المسلمون فيعتبرونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومن هنا حوت هذه المدينة العديد من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى.

وحول مدينة "القدس" وأهميتها ومظاهر الوجود القبطي بها ومشكلة دير السلطان الذي يُعد أحد المعالم القبطية بالمدينة، كان لـ"الأقباط متحدون" هذا التحقيق..

مدينة الديانات السماوية
في البداية، أوضح المؤرخ الدكتور "عاصم الدسوقي" أن "القدس" مدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاث يتجسَّد بها مبدأ العيش المشترك والاعتراف بالآخر، حيث تتجاور فيها الآثار الإسلامية والمسيحية في تناغم، وتحتل في قلوب المسيحيين مكانة خاصة، فقد عاش وتألم وصُلب فيها السيد المسيح، ويقع بها عشرات الكنائس والأديرة، ولعل أهمها وأشهرها كنيسة القيامة المقدسة التي يوجد بها القبر المقدس. كما أنها تحتضن العديد من الآثار الإسلامية التي تعود إلى مختلف العصور الإسلامية، ومن أهمها على الإطلاق المسجد الأقصى أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ولأهمية مدينة "القدس" وما تحويه من آثار وتاريخ عريق؛ قامت لجنة التراث العالمي التابعة لـ"اليونسكو" بإبقاء المدينة المحتلة وأسوارها على قائمة التراث العالمي المعرَّض للخطر لتطبيق آلية الرقابة على تلك المدينة التي تشهد العديد من الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية المخالفة لجميع المعاهدات الدولية.

التنوع والثراء
وعن شكل العلاقة الاقتصادية بين كل من"مصر" و"القدس"، قال الدكتور "جمال كمال محمود"- أستاذ التاريخ بالهيئة العامة لقصور الثقافة- إن العلاقات الاقتصادية بين "مصر" و"القدس" اتسمت على مر التاريخ بالتنوع والثراء، وقد يرجع هذا إلى وجود المزارات المسيحية في"القدس"، التي من أهمها وأشهرها كنيسة القيامة التي أدت إلى رواج العملية التجارية، حيث يُقام أمام المدخل الرئيسي للكنيسة سوق ضخم يتم فيه بيع العديد من الأيقونات والتماثيل والصور والهدايا التذكارية التي يقبل على شرائها المصريين كنوع من التبرك بالمكان الذي شهد أحداث صلب السيد المسيح على أحد تلاله المسمَّى بـ"الجلجثة" طبقًا للعقيدة المسيحية، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل اتسمت المدينة بوجود العديد من المنشآت القبطية ذات الطابع الديني منها المدارس والأديرة، أشهرها دير السلطان الذي أثيرت حوله العديد من المشاكل السياسية والدولية؛ نظرًا لأهميته الاستراتيجية للأقباط، ووقوعه بالقرب من موضع القبر المقدس.

مشكلة دير السلطان
وعن الجذور التاريخية لمشكلة دير السلطان، أكّد الدكتور "ماجد إسرائيل" أن مشكلة دير السلطان تعود إلى أيام الحكم العثماني في القرن الـ 17، حيث أدت سياسة الحكم العثماني المتعنتة وفرض الضرائب على الطوائف المسيحية إلى شدة فقر الأثيوبيين الذين طُردوا من أملاكهم، الأمر الذي أدى إلى التجائهم إلى الأقباط الذين يقطنون دير"السلطان"، وهكذا سارت الأمور في نصابها الطبيعي حتى قرَّر الأقباط عام 1820 ترميم الدير وإخلاءه من الأحباش مؤقتًا، إلا أن هذا التصرف أثار حفيظة الأحباش الذين توجسوا من هذا التصرف، وهنا تحوَّلت مشاعر السلام والمحبة إلى كراهية وغضب. واتخذت هذه المشكلة منعطفًا جديدًا بعد نكسة 1976، حيث قامت السلطات الإسرائيلية بالتعهد باحترام المعاهدات الدولية التي تنص على أن دير"السلطان" هو ملك الأقباط، إلا أنهم خالفوا عهدهم، وفي ليلة عيد القيامة عام 1970 قاموا بحبك مؤامرة، حيث إدَّعوا أنهم يقومون بتأمين الرهبان والكهنة، وقاموا بتغيير أقفال الأبواب المؤدية إلى كنيسة الأربعة الأحياء غير المتجسدة وكنيسة الملاك "ميخائيل"، ووضعوا الحواجز الحديدية أمام أبواب الدير، ومنعوا الأقباط من الاقتراب منه، وبهذا أصبح الدير في حوزة الأثيوبيين منذ عام 1970 إلى يومنا هذا، بالرغم من كل الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية لحل مشكلة دير "السلطان".

التاريخ سلاح علمي
وأشار الدكتور "عبد الرازق عيسى"- المشرف العلمي على مكتبة "الإسكندرية"- إلى أن معظم الدراسات التي تهتم بالبحث في تاريخ الأقباط تركز على هذا التاريخ المتشعب داخل "مصر"، ولعل هذا مرجعه أن الكرازة المرقسية مركزها الرئيسي هو "مصر"، هذا إلى جانب زيادة الكثافة السكانية للأقباط في "مصر"، وبهذا تجاهلوا ذلك الوجود القبطي في دول الجوار ومنها "فلسطين"، وخاصةً "القدس" التي يوجد بها العديد من الأوقاف القبطية الموضوعة تحت إشراف بطريرك الكنيسة القبطية، إلا أنه ينوب عنه المطران القبطي في "القدس".

وقال "عيسى": المشكلة هي أن "القدس" تتعرَّض لحرب شرسة بهدف إضفاء الصبغة اليهودية عليها، حيث قامت الجامعة العبرية بإنشاء معهد دراسات "القدس" بهدف عمل العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بتاريخ "القدس"، كما قاموا بتحقيق عدد كبير من المخطوطات في محاولة منهم للتأثير على الرأي العام العالمي بأحقية "إسرائيل" في القدس. ومن هنا يتضح أهمية التاريخ كسلاح علمي محترم لمواجهة القرصنة الإسرائيلية، حيث قام العديد من الباحثين والأساتذة من جيل الرواد بدحض هذه المزاعم التي لا تستند إلى أي أساس ديني أو قانوني، كما أن الأثريين المصريين عملوا على مساندة باحثي التاريخ في هذه القضية، وأكَّدوا أن "القدس" تمتلئ بالأثار الإسلامية والمسيحية.

الحفاظ على التراث القبطي
وأوضح الدكتور "محمد عفيفي" في أحد أبحاثه أن الوجود القبطي في "القدس" بدأ منذ قيام المصريين بزيارة الأماكن المقدسة في المدينة، خاصةً بعد أن قامت الإمبراطورة "هيلانة" باكتشاف الصليب المقدس عام 325م، وقامت بتأسيس كنيسة القيامة التي اشترك في تدشينها البطريرك القبطي "أثناسيوس". ومع الفتح العربي استمر الوجود القبطي في "القدس"، حيث استمر بناء الكنائس والأديرة القبطية، وترتَّب على هذا وجود بعض المؤسسات ذات الطابع المدني، مثل الكلية الأنطونية للبنين، وكلية الشهيدة دميانة للبنات التي قامت بتقديم الخدمات التعليمية للمسلمين والمسيحين على السواء، كما تم إنشاء جمعية خيرية اجتماعية لرعاية الوجود القبطي في "القدس"، وفى عام 1944 أٌنشئت في "القاهرة" رابطة القدس للأقباط الأرثوذكس بهدف الحفاظ على تراث الأقباط في "القدس"، وتيسير إجراءات الزيارة المقدسة، وتدعيم الكنائس والأديرة والمدارس القبطية في "القدس".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :