الحملان في بلاد الغربان
بقلم: أماني موسى
جلس الحُكّام اللئام مجتمعون في بلادهم اللي هي بلاد الغربان أو العربان (فالغربان والعربان وجهان لعملة واحدة) واجتمع كل حكيم لئيم منهم -باعتباره زعيم أو مصدق أنه زعيم على رعاعه- في قعدة أنس وفرفشة كان فيها الخرفان المشوية متجهزة لكل زعيم وبعد الأكل والأنتخة تدخل الجواري والحريم للترفيه عن كل زعيم وتشيل من قلبه الحزن والأنين اللي سببها له شعبه المسكين وتشيل من فكره مشاكل دولته (عزبته) من إرهاب وعجز الميزانية والأوبئة المتفشية وكل المشاكل اللي أنتوا عارفينها ومالهاش حل دية.
لكن كلهم كان شاغلهم وشاغل تفكيرهم شوية ناس من اللي ساكنين في عزبتهم وكانوا مسمينهم (أربعة ريشة) وساعات بينادوهم بالعضمة الزرقا.
وبينما هم جالسين فرحين ومنشكحين يتبادلون أطراف الحديث وأكواب (العصير طبعًا) والجواري وكان كل حاكم بيحكي عن تعبه ومأساته مع الجماعة دول، قاطعهم أحد الزعما الحاضرين –زعيم عزبة المحروسة- وقال: دي ناس بتتبطر على النعمة اللي عايشين فيها وقال إيه حاسين باضطهاد رغم أنهم في نعيم بياكلوا ويشربوا زيهم زي بقية الساكنين بالعزبة.
هما بس كل شوية بيتسحلوا ويتضربوا وتتحرق أماكن صلاتهم وتتخطف ستاتهم وتتحرق ممتلكاتهم وبيوتهم و...... لكن كل الحاجات دي عادية بتحصل في كل العزب اللي حواليا، ومش عارف أعمل إيه في الحكاية دية؟
فتنهد زعيم عزبة (بين النهرين) وقال: أنا كمان عندي نفس المشكلة ومش عارف أعمل إيه، برضه الجماعة دي عاملة قلق وبتقول أن فيه ظلم واضطهاد واقع عليهم عشان الكام تفجير اللي حصلوا بالفترة الأخيرة دي، رغم أن دة كان هزار من إخواتهم اللي عايشين معاهم، زي البمب اللي بتلعب بيه العيال في العيد، وأنا خفت عليهم من الهزار التقيل دة فعملت لهم حظر تجوال وحظر تنفس كمان بالمرة زيادة في الاطمئنان عليهم.
فضحك كبيرهم وأميرهم، أمير بلاد السيفين وقال: جاتكوا خيبة... كلكم عيال مش فاهمين أصول اللعبة وعمالين تشكو زي الحريم، اتعلموا مني وشوفوا..... مفيش واحد منهم في عزبتي يقدر يغير بلاط شقته من غير ما ياخد الأوامر مننا واللي يشتري لبس جديد ولا عربية ولا حد منهم يقدر يبني مكان يصلي فيه بالأساس ولا حتى يشيل كتابه علنًا، وقريب هصدر قرار اللي يتنفس بره شقته ياخد إذن مني ويدفع تمنه.
لمعت الفكرة في دماغ زعيم المحروسة اللي دلوقتي بقيت موكوسة وقال معاك حق يا أمير المؤمنين، إحنا لازم نكون في مواجهتهم جادين ونِسكتهم ونِخرسهم ولا نعود نسمع لهم صوت أو حتى أنين.... أنا هصدر منشور رسمي بكل العزبة بأن تغيير بلاط شقة أيًا منهم هو أمر مخالف لمواد الدستور، وشراء ملابس وسيارات وممتلكات هو أيضًا أمر مخالف للدستور لأن العزبة بتمر بأزمة اقتصادية، والبركة في المادة الموجودة في دستور عزبتنا اللي هتخلينا علطول فيهم متحكمين وليهم ولحياتهم كل الأمور معجزين.
فقال له أمير المؤمنين: برافو يا ولدي الأمين، إحنا بعد كدة هنعمل مسابقة في كل أنحاء العزب المجاورة هنحث فيها سكاننا على قتل وترويع الآمنين وأهو ثوابهم عند الله يوم الدين.
فسفق له الحاضرين وقالوا آمين ... أحنا كمان هنعمل زيك وهنمشي على دربك وتبقى دي طريقتنا مع الجماعة دي من سكان عزبتنا وإن لله وإنا إليه راجعون والعاقبة عندكم في المصائب والمكائد.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :