وتواصلت ردود الأفعال الغاضبة فى المحافظات من تهديدات الولايات المتحدة بقطع المعونة عن مصر، وسارع المواطنون إلى تنظيم حملات للتبرع للاستغناء عن المعونة.

أكد الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، أن مبادرة «حسان» غير مجدية وكان من الأفضل دعوة المجتمع إلى العمل.

وفى أسيوط، تبرع موظفو ديوان المحافظة بأجر ٣ أيام من رواتبهم على مدى ٣ شهور، بواقع يوم من كل شهر لصالح الاقتصاد، ورداً على التهديدات الأمريكية بقطع المعونة.

وفى المنيا، أعلن عمال ورؤساء المدن والمراكز فى المحافظة تبرعهم بأجر أسبوع كامل ويوم للعمال من رواتبهم دعماً للموازنة العامة للدولة، على أن ترسل المبالغ بدءاً من الشهر المقبل إلى الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء.

وفى كفر الشيخ، دعا ائتلاف معلمى المحافظة من خلال صفحته على «فيس بوك» إلى حملة لجمع التبرعات من المعلمين على مستوى المحافظة للاستغناء عن المعونة.

وأعلن الشيخ رجب خليل الأسود، وكيل الوزارة، رئيس قطاع الأزهر بكفر الشيخ، أنه تمت الموافقة على طلب جميع العاملين فى المنطقة وجميع المعاهد الأزهرية بدائرة المحافظة من موظفين وعمال وهيئات تدريس بالتبرع بأجر يوم، مساهمة منهم فى الاستغناء عن المنحة الأمريكية.

وجمع العاملون بشركات الغزل والنسيج وصباغى البيضا والحرير الصناعى فى كفر الدوار توقيعات للتبرع بأجر يوم عمل لصالح خزينة الدولة، لتقديمها لإدارات الشركات، لخصم يوم من الأجر الأساسى بعد التهديدات الأمريكية بقطع المعونة.

وأكد شوقى سليمان، عضو اللجنة النقابية للعاملين بشركة الغزل، أن العاملين قرروا التبرع بكامل إرادتهم تعبيراً عن تقديرهم للظروف التى تمر بها البلاد، وأن اللجنة النقابية طلبت من إدارة الشركة خصم ١٠ جنيهات من الرواتب لصالح خزينة الدولة، إلا أن العاملين أصروا على أن يكون أجر يوم كامل بما يعادل ٥٠ جنيهاً. كما جمع العاملون بمحطة توليد كهرباء زاوية غزال توقيعات مماثلة لخصم يوم من رواتبهم لصالح خزينة الدولة، مشاركة منهم فى دعم الاقتصاد الوطنى.

من جانبه، قال المهندس أبوالعلا أبوالنجا، أمين عام اتحاد المستثمرين: «سيتم تسليم الدكتور ممتاز السعيد، وزير المالية، شيكاً مصرفياً بتبرعات ٤٢ جمعية استثمارية تمثل ٥ آلاف مصنع، ويتضمن تبرع العاملين فى جميع المصانع بأجر يوم واحد لصالح خزانة الدولة، فضلاً عن سداد الضرائب قبل موعدها».

وأوضح أنه تم الاتفاق على سداد عدد كبير من رجال الأعمال الضرائب قبل موعد تحصيلها فى أبريل المقبل دعماً للاقتصاد القومى. وقدر «أبوالنجا»، حجم التبرعات من العمال ورجال الأعمال بنحو مليار جنيه.

من جانبه، أكد الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، أن المبادرة تعبر عن حسن النوايا، لكنها تفتقر إلى الدعم الاقتصادى، خاصة أن الدعوة إلى العمل والعودة إلى المصانع والجهات الحكومية هى الأصلح للاقتصاد.

وتوقع «عبده» ألا تتعدى حصيلة التبرعات ٦٠٠ مليون جنيه، خاصة أن الدكتور سمير رضوان، وزير المالية الأسبق، دعا وقت توليه المسؤولية إلى حملة تبرع ولم تتعد الحصيلة عقب ٣ أشهر ١٧.٩ مليون جنيه، أى ٦ ملايين دولار، وإن كان هناك إقبال على دعوة الشيخ حسان بحكم أنه داعية له جماهيرية.