هذا المقال أكتبه دفاعًا عن المجلس العسكري، فإن كنت من مؤيديه فتعالى واقرأ، وإن كنت من معارضيه فاقرأ لعل ضميرك يصحو، واحتمال تكون دفاعًا عن وزارة الداخلية أصل أنا قعدت مع نفسي، وأخذت أراجع في أحوال البلد من ساعة الثورة ما قامت حتى نامت ووجدت ما هو آت.

 

شوف عزيزي القارئ، لقد وجدت أن الغباء أو قلة البخت أو الاتنين مع بعض هم سر إللي بيحصل كله، والمجلس العسكري والداخلية براءة، براءة الذئب من دم ابن يعقوب، شوف يا سيدي إزاي؟ وما تتعجبشي، الموضوع بسيط، الناس نزلوا يوم 25-1-2011 يعبرون عن ضيقهم من الشرطة وأعمالها السودة في الناس، وماشيين بورد يوزعوه على بتوع الشرطة، وماشيين يقولوا سلمية سلمية، ووصلوا لغاية ميدان التحرير بهدوء، والدنيا وردي، ناس منهم مشيوا وناس قالوا نقعد لغاية ماتمشي الوزارة الوحشة دي، وفجأة بالليل والدنيا ظلام ناس لئام –طرف تالت- هجم على الميدان وهاتك يا ضرب ويا رزع غاز وخرطوش ومية في عز الشتاء وتلاقيها مية ساقعة، لغاية ما فرقوا الناس إللي كانوا بيوزعوا عليهم الورد وبيحتفلوا معاهم بعيد الشرطة، بس كانوا بيعتبوا عليهم في كام حاجة، فالناس إتفرقت ورجعت تاني تاني يوم واليوم إللي بعده،  لكن كانوا متغاظين من المعاملة الوحشة لتفريقهم فقرروا العودة فيما عُرف بجمعة الغضب للميدان، بس المرة دي سقف مطالبهم عالي حبة عايزين الوزارة تتغير وتحصل تعديلات دستورية وحاجات حضرتك عارفها، المهم لقوا الشرطة نازلة رزع فيهم مية ونار وغاز وهما بيصلوا وهما ماشيين وهما قاعدين وعربيات تدوسهم والدم بيجيب دم، وبيحمس الناس، فسقف المطالب عِلي خصوصاً لما وصلوا للميدان وانسحبت الشرطة، لو حضرتك تأملت فيما مضى حتى ما توقفنا، تجد  إن غباء وعنف الشرطة أو قلة بختهم في فشلهم في صد الثوار هو السبب في أن يصل الوضع لما هو عليه.
 

سيبك من إللي فات وخليك معايا، حضرتك عارف الباقي، وعارف إن الغباء وسوء البخت أو أحدهما لعب دور في إضاعة الخطاب العاطفي الذي ألقاه مبارك في ليلة 1-2، على أرجل راكبي الجمال وحاشديهم، وبعدين نجحت الثورة لبطء القرارات، وبدأت المرحلة الانتقامية من جانب المجلس العسكري أصدقاء مبارك ومن عظموا له، حيث بدأوا في تفتيت الشعب باستفتاء ضربوا هم بنتيجته عرض الحائط لأن نتيجته ما كانتشي في مصلحتهم، ما كانتشي تؤمن لهم البقاء في السلطة، طب بالذمة ناس يقفوا خلف إنجاح استفتاء الموافقة عليه تخليهم يخرجوا من السلطة دول يبقوا إيه؟ ما تقوليش فاهمين، أكيد مش فاهمين حاجة خالص، المهم لحقوها وفي الخباثة، وفي يوم واحد وكأنهم جاهزين، نزلوا بالإعلان الدستوري إللي ما سألوش حد عنه، والإعلان الدستوري نفسه ينضح بالذكاء المفرط، لا محدد إزاي نعمل الدستور؟ ولا إزاي نختار اللجنة الواضعة للدستور؟ ولا مجلس الشعب يقدر يشكل الحكومة ولكن يشكل لجان تقصي حقائق وبس،إعلان دستوري خايب لكن عدى والسلام.
 

آسف حضرتك ما عرفتِش حكاية انقلاب السحر على الساحر، نلتقي الأحد القادم إن عشنا وكان لينا نشر، لتعرف كيف انقلب السحر على الساحر؟
 

المختصر المفيد لكل داء دواء، يستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها.