الأقباط متحدون | عندما يرعى الذئب الغنم.. في أحداث "بورسعيد"!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٨ | الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢ | ٤ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس في الصميم
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٥ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

عندما يرعى الذئب الغنم.. في أحداث "بورسعيد"!

الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢ - ٤٧: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد صبح
لن أسلك مسلك الأدباء من التزام المحسنات البديعية واصطناع التشبيهات الملفقة؛ حتى أنقل للقاريء صورة أمينة للواقع الأليم، إنه ليل دامس، بطيء الكواكب، حالك الجنبات، إنها محنة فاشية، لم يظهر فيها الحق إلى الآن؛ حيث تم هدم كنيسة "صول"، والاعتداء على كنيسة العذراء في "إمبابة"، وقطع أذن المسيحي في الصعيد، ثم نتدخل بعد ذلك بجلسة مصالحة، كأننا في قبيلة أو عشيرة، الأمر الذي جعل المجرم في منأى عن العقاب، وضاعت هيبة الدولة، ولو كانت أجهزة الحكم تتقي الله في الناس، وترعى الوطن في المواطنين، لتم تقديم هادمي كنيسة "صول" إلى المحاكمة العادلة، وهي أول حادث للانفلات الأمني العام بعد الثورة، ولما غاب الردع العام، واستندنا في ذلك إلى عدو غير ملموس، وهو الطرف الثالث أو اللهو الخفي، مما شجَّع البعض بعد ذلك ليطالب باستعادة الأخوات المسلمات بناء على وجهة نظره، حيث يدَّعون أن بعض المسيحيات قد أسلمن، وأنا أتساءل: أين كان هؤلاء المطالبون، وقد كانت المسلمات الأصليات- مثل زوجة الأخ "أبي العلا" والمرحوم الأخ "حسن صالح"- معتقلات في عهد "مبارك"؟ ولماذا لا نجدهم إلا فيما يشعل الفتنة بين المسلمين والأقباط؟

وفي الفترة السابقة، وجدنا أن "مصر" مقصودة من أعدائها، وتم توزيع بعض السيديهات في مطار جدة "السعودي" على المعتمرين المصريين، تتطالب بإخراج المسلمات الجدد المحتجزات دالخل سجون الكنائس المصرية! الأمر الذي أدى إلى حرق كنيسة "إمبابة" للبحث عن الأخت "عبير" المسلمة الجديدة، ووجدنا ما يُسمَّى بـ"دعم المسلمين الجدد"!!.

أيها الأخوة، "مصر" أكبر من ذلك بكثير، وقد كتبت قبل ذلك في هذا الأمر وتداخلت تلفازيًا كثيرًا في كشف هذه المؤامرة على الإسلام والمسلمين في "مصر"، مستغلين بعض المسلمين عن قصد أو عن سوء قصد- لست أدري-، في الوقت الذي لم يتم فيه دعمنا إنسانيًا ونحن في معتقلات "مبارك"، بل كان البعض من الأخوة- الذين يشعلون هذه الفتنة الآن- يتحدثون عن أننا خوارج على النظام المباركي الحاكم، والنظام المصري السابق كان ضالعًا في قتلنا وقتل إخواننا الأقباط، حيث تم تفجير كنيسة القديسين عام 2011 م في "الإسكندرية". فكيف بالله عليكم تفسرون هذا التناقض؟ الدولة المناط بها حفظ الأمن تقوم بعمليات التفجير ضد مواطنيها في عهد "مبارك"؟ الأخوة- الذين من المفترض أن يقدموا مثالاً للتسامح الديني- يشعلون الفتنة باسم الإسلام؟

الحل الأمثل في ذلك كان هو توافر "الردع العام"، وتطبيق القانون بكل حزم على الخارجين عليه، وتفعيل هيبة الدولة، ولكن الخرق جاء بعد هدم كنيسة "صول" في "أطفيح" بـ"الجيزة"، فلو أن الجناة تم تقديمهم إلى المحاكمة العادلة فورًا- وهم معلومون لدى الأجهزة الأمنية- لما اُرتكبت أفعال أخرى تؤدي إلى الإخلال بالأمن العام!.

أردت أن أسرد هذه المقدمة لأنتقل إلى فجيعة الشعب المصري في مباراة الأهلي والمصري يوم الأربعاء 1/2/2011 م في استاد "بورسعيد"، وتم الهجوم على جماهير الأهلي بعد المباراة، وقد حمدت الله أن الحكم فهيم عمر، الذي أدار المباراة وأكملها إلى نهايتها وتم هزيمة الأهلى 3/1، المعنى الذي أثبت أن هذه الأحداث مدبَّرة بامتياز، حيث المفترض في جماهير المصري أن تحتفل بالفوز، ولكن أفرادًا جاءوا لهدف واحد وهو القتل مع سبق الإصرار والترصد، وتم استعمال بلطجية محترفين في القتل، الأمر الذي أصاب "مصر" كلها بالفجيعة، ولكن الحمد لله، فالثورة المصرية تمتلك قوة الدفع من داخلها، فلولا موقعة الجمل في ميدان "التحرير" 2/2/2011 م ما تنحى "مبارك"، ولولا أحداث "بورسعيد" 1/2/2012 م ما تم تفرقة المساجين من قيادات الحزب الوطني المنحل في زنازين، ألم تعلموا بأن الدماء تنتصر بالرغم من قوة الفجيعة علينا– نحن المصريين-؟! إن ثورتنا كادت تموت لولا أن غذاها شهداء مباراة الأهلي والمصري بدمائهم، فانتفضت حية بين الأحياء، ولكن ذلك لا يمنعنا من البحث في الأسباب، وتحمل التبعة، والوصول إلى الحقيقة، والحمد لله أظن أنني سأساعد بمالي من تاريخ وتجربة لأكثر من (15) عامًا في معتقلات "مبارك"، ويتعامل معي جهاز قاسٍ محترف اسمه "أمن الدولة "، والذي استعمل جيشًا من البلطجية من أجل مساندة النظام وتأديب الشعب المصري!!.

وأرى أنني قد وضعت يدي على اللهو الخفي أو الطرف الثالث، والذي كان يدير كل الأحداث في "مصر" في الفترة الماضية، فقد تم اعتقالي في 2/5/1994 م على يد الضابط "محمود فتحي عز الدين" بأمن الدولة، والذي كان آنئذ رئيس مباحث أمن الدولة بـ"المنزلة" محافظة "الدقهلية"، وقد استمر لأكثر من عشر سنوات، استخرج خلالها مكنون الضمائر وعلم بكل شيء في مركز "المنزلة"، وكان رئيسًا لقسم التطرف الديني بـ"الدقهلية"، وهذا الضابط له طابع خاص في العداء، حيث كان يقسم أنني لن أخرج إلا ميتًا أو يخرج هو من الجهاز- أمن الدولة-، وقد زجر والدي لما استشفع عنده بعد سنوات من أجل خروجي من السجن، الأمر الذي مات بعده أبي وتبعته والدتي، وأخوالي وأعمامي، وأنا لست ضحية هذا الرجل بل المئات في "الدقهلية" و"دمياط"، وقد كان يعمل ضمن "مافيا" أمن الدولة في الجهاز، وتم ترقية الضابط "محمود فتحي عزالدين" إلى لواء مدير مباحث أمن الدولة في "دمياط"، وكان تلاميذه في "الدقهلية" يأتمرون بأمره، ولما تم خروجي في 11/11/2004 م تم إعادتي للسجن مرة أخرى على يد هذا الضابط على الرغم من أنه غير المباشر لي، وهو الأمر الذي علمته فيما بعد، ولكن ثالثة الأسافي كانت في يوم 2/8/2006 م عندما حصلت على إفراج وزير وأنا في قسم أول "المنصورة" في إفراج قضائي كان لا يتم تنفيذه، أقول حصلت على إفراج من الوزير السابق "حبيب العادلي"، وتم إبلاغي بذلك من أهلي، إلا أنني فوجئت بترحيلي إلى سجن "النطرون 2" في 3/8/2006م، وكان اليوم هو يوم الخميس، والمفجع أن مأمور السجن العميد "إيهاب مرسي" رفض استلامي لأنني حاصل على إفراج وزير، ومن هنا تأكدت، وتم الاتصال بضباط "المنوفية" لأمن الدولة، والذين يتبعهم سجن "النطرون 2"، وأمروا بإيداعي السجن، وهنا أسمع مأمور السجن يقول: "الجدع بتاع المنصورة ده أمره غريب – يقصدني–، حيث حصل على إفراج وزير وجاء الآن، مين اللي اعتقله؟"..

المهم أنني في زيارة أخي لي في السجن أرسلت خطابًا إلى المكتب الفني بوزارة الداخلية، وقلت فيه إنني حاصل على إفراج وزير في 2/8/2006 م، وتم اعتقالي في اليوم التالي، والحمد لله تم الإفراج عني مباشرة– وإن كنت اعتُقِلْتُ بعد ذلك بسبب مطالبتي بمحاكمة الرئيس مبارك شعبيًا في نقابة المحامين-!

المهم تم عزل اللواء "محمود فتحي عز الدين" من أمن الدولة، ولم أعلم عنه شيئًا حينها، وتم استدعائي إلى جهاز "مدينة نصر" ليخبرني أحد الضباط: إننا أخرجناك حتى تعلم أن الداخلية ليس فيها إلا ديك واحد- يقصد وزير الداخلية-!!، من هنا علمت أن "محمود فتحي" كان يعتقل خارج إطار الوزارة بمساعدة بعض ضباط الجهاز، وهكذا كانت الأوضاع تسير في أمن الدولة في عصر "مبارك"!

وقد تأكدت أيضًا أن الضابط المذكور كان يقسم أنني لن أرى النور وسأموت في السجون مادام هو على قيد الحياة وفي أمن الدولة، أذكر ذلك ليعلم الجميع كيف أن بعض الضباط تغول في النظام السابق، حتى أنه كان أقوى من الوزير نفسه؛ لأن الوزير الذي يأمر بالإفراج عن شخص ويعتقله ضابط، فهذا الضابط هو أقوى من الوزير، لذلك لما تم كشف الأمر قالوا ليس في الداخلية إلا ديك واحد!!.

معذرة، أردت أن أذكر ذلك لأن الأمر هام بالنسبة إلى أحداث "بورسعيد"، فقد فوجئت أن حكمدار "بورسعيد" هو اللواء "محمود فتحي عز الدين"!، وأنه كان هو المشرف على أمن الاستاد، وفوجئت بأقواله في التحقيقات يكيل الاتهامات إلى "ألتراس الأهلي"، وتذكَّرت ما كان يفعله أمن الدولة، عندما كانوا يذبحون المعتقلين ويعذبونهم، ويقولون لهم إن أصواتكم تزعج الآمنين لو قال أحدهم "آه"، فالباشا يزعجه الصوت.. جماهير الأهلي يتم قتلها بدم بارد والضابط يتهمها بنفس الأسلوب، وقد يسأل سائل كيف علمت أنه نفسه "محمود فتحي"، وأقول إنني متأكد من ذلك، حيث أن له صداقات في المنزلة وهم يخبروني بأخباره دائمًا، وعلى اتصال دائم به.

أنا أؤكد أن أسلوب قتل الجماهير هو أسلوب أمن الدولة، حيث كان يتم الرمي بالأخ من نافذة أمن الدولة بعد التعذيب، ثم يثبتون طبيًا أنه ألقى بنفسه، وقد حدث ذلك في مقار كثيرة لأمن الدولة!.

تم إغلاق الأبواب، وإطفاء الأنوار، واستخدام بعض البلطجية من المنزلة، والذين هم تربية "محمود فتحي" ومعلومون له بالاسم، ثم الحديث عن النائب السابق المقرَّب من الحزب الوطني "الحسيني أبو قمر"، وهو نائب "بورسعيد" السابق والمقرَّب من "جمال مبارك"، وهو أصلاً من المنزلة من قرية "الحنانوة".

إن أمن الدولة لم يتم تفكيكها بل تم توزيع بعض ضباطها الذين لهم باع في تأديب الشعب على فروع الداخلية، حتى تكون كل الداخلية "أمن دولة" جديد، الأمر الذي جنيناه في "بورسعيد". وأكاد أجزم أن ذلك هو الطرف الثالث في جميع الأحداث في "مصر" بعد الثورة، من تحريك لبعض الجماعات التي كان لها تواصل تاريخي مع أمن الدولة، ومن أحداث عنف باستعمال البلطجية وغيرهم ثم حمايتهم بإسناد الأمر إلى طرف ثالث، أنا أكتب ذلك وأنا مشفق على وزير الداخلية اللواء "محمد إبراهيم"، حيث أن مثل الضابط المذكور كان يعتقل دون إذن الوزير، وتم ذلك معي شخصيًا، فما بالنا في حالة الانفلات الأمني، وهو الآن حكمدار لـ"بورسعيد" ومكلَّف بتأمين الاستاد على النحو الذي رأيناه!.

أليس في "مصر" رجل رشيد يضع الأمور في نصابها؟! والحمد لله أن الشهداء الأبرار كانوا هم الشعلة التي تدفع الثورة نحو تطهير الشرطة من أمثال هذا الضابط، ولن أصادر على لجان التحقيق، ولكن أضع أمامها معلومات هامة تفيد كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

حمى الله "مصر" من أعداء الداخل، والذين هم أشد قسوة من أعداء الخارج، وهذه شهادتي في الأحداث، ولا تتضمن حكمًا على أحد، فالأصل في الناس البراءة، ورحم الله شهداء الثورة الأبرار.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :