الأقباط متحدون | بأى حق نبكيك يا وطن؟ جزء2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٥ | السبت ١١ فبراير ٢٠١٢ | ٣ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بأى حق نبكيك يا وطن؟ جزء2

السبت ١١ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أبو النكد السريع
أعظم لاعبى العالم فى سباق الماراثون لا يستطيع اللحاق بالاحداث التى تحدث فى مصرنا الغالية ومع الاسف الشديد كلها احداث تدعو الى الرثاء والحزن على وطن جميل كان فى يوم ما . ولكن المنصف والذى يقيم الامور بواقعية  يرى ان ما يحدث الان فى المحروسة شئ متوقع وهو نتاج ما زرعناة على مدى خمسة قرون مضت . وما يزرعة الانسان اياة يحصد أيضا وهى كلمات خالدة لا تتغير بتغير الزمان او المكان .
 
تتوالى احداث الكوارث فى المحروسة على مدار الساعة ولكن حتى الان لم أجد شخصا جادا يتحدث عن الاسباب الحقيقية فى انهيار الوطن وكيفية الخروج من النفق الكئيب هذا الذى وضعنا أنفسنا فية . ولكن كل الذى نسمعة ونقرأة على لسان الجميع ان اسباب الفوضى والفلتان الامنى والدماء التى تراق تعود الى اصابع خارجية والطرف الثالث واللهو الخفى أما نحن ملائكة وابرياء ومفعول بنا دائما ومجرورين بحرف الجر ..وما نقولة هذا هو الغباء بعينة ولا ينبئ بحلول مستقبلية تبشر بالخير . وبداية الحل هو الاعتراف بالخطأ ..
دعونا ننظر قليلا فى المرايا  حتى نرى أنفسنا جيدا - وفى انفسكم أفلا تبصرون ؟ -   وبعد ذلك سوف نشاهد الخشب  الذى فى أعيننا قبل ان نرى القذى الذى فى عيون الاخرين  . 
 
بالنظر الى الوراء الى خمسة عقود سابقة وتحديدا فى عهد الرئيس المؤمن وهو عهد بداية خراب مصر وتحديدا بعد تربع سيادتة - رحمة اللة - على عرش البلاد ولعب بالدستور مثلما يلعب الطفل بالبندقية المحشوة ..ولعب بالوطن مثلما تلعب الذئاب مع الغنم والنتيجة معروفة . بعد معاهدة السلام كانت للرئيس المؤمن فرصة ذهبية للنهوض بالوطن بعد ان انتهاء الحرب وكان يجب علية البناء فى الداخل وتقوية نسيج الوطن وذلك بفرض القوانين التى تساوى بين الجميع ولكن سيادتة أذكى نار الفتنة وهو يعلم - لا نقول من حيث لا يعلم - ولن استفيض فى تاريخة الاسود فى بذر بذور الفتنة وكلنا نعرفها جميعا 
ننتقل الى الرئيس المزمن - المخلوع حاليا - الذى استلم البلد فى حالة سلام مع اسرائيل ولم تعد هناك حروب وتم استلام سيناء بالكامل..وبدلا من البناء والتشييد أقام فى شرم الشيخ واهتم بالمصالحة الفلسطينية ولم يفلح فيها - ولن يفلح فيها احد - وترك البلد فى الداخل لمجموعة من المحاسيب والحرامية...هل يعقل أن رجال النظام بالكامل متهمون فى قضايا اختلاسات وسرقات وتربح غير مشروع ؟ وما خفى كان أعظم  .
 
والان مر عام على حكم المجلس العسكرى ولكن ما الجديد ؟سارت الامور للأسوأ .... باختصار شديد فى هذة الفترات الثلاث لم نرى غير سلطة فاسدة وتعليم فاسد واعلام فاسد ..اذن كيف تستقيم الامور وسط قوة القتل الثلاثية هذة - سلطة وتعليم واعلام ؟ 
نعم سلطة فاسدة سواء تشريعية او تنفيذية او قضائية ..تشريع معاب وكلة عوار ولا يساوى بين المواطنين ..تشريع يظلم المسيحى والبهائى والشيعى والمرأة ..تشريع يعطى حصانة غير مستحقة لبعض الفئات والهيئات ...تشريع يمنح مزايا ومرتبات لا تقارن واخرون يتقاضون ملاليم ..تشريع يذنب البرئ ويبرئ المجرم ..تشريع يتعسف مع الضحايا ولا يناصرهم ..تشريع يبطش بكل ذى صاحب حق ويكافئ المنافقين تشريع يناصر الغوغاء والغوغائية بعد أن تم دفن القانون فى مدافن النفايات الذرية كانة عنصر مشع خطر على البيئة والسكان..تشريع قسم المصريين الى طبقات وملل ونحل ...هذا مؤمن وهذا كافر ...هذة منقبة وتقية وهذة محجبة ولكن أقل منها فى التقوى ..وهذة سافرة يجب حرقها ...وهذا بهائى لا يستحق الحياة ..والكافر يجب عزلة وقتلة ..وهذا مسلم ولكنة ليبرالى - كافر نص نص -  ....وهذا سلفى والحمدللة ..وهذا اخوانى رضى اللة عنة وارضاة ...وبالمناسبة هو بقية المسلمين مش اخوانهم برضة ؟ وهذا باشا حديث ..وهذا باشا قديم راحت علية .. ..ننتقل الان الى التعليم .
 
وطن هان علينا للدرجة التى يمكن ان نحرقة من أجل فتاة طائشة اوشاب طائش ..وطن يهدونة ويدكونة من أجل كاميليا ويحرقونة من أجل عبير فى تمثيليات تدعو الى الرثاء ويقف المسئولون للفرجة وكانهم ينتظرون الحريق ويذكرنى هذا بالممثل الكوميدى يونس شلبى عندما يصيح أبويا اتحرق وهو مبتهج .
 
نعم لم يعد هناك تعليم فى مصرنا الحبيبة منذ عقود طويلة ..تعليم فاسد واول فساد التعليم هو التمييز بين افراد الشعب ..التمييز على اساس دينى وهذة اول القصيدة ..ثم التمييز على أساس عائلى ..الخ .. والدروس الخصوصية تقصم ظهورأولياء الامور ..والغش من الكتب المفتوحة ..وبواسطة الميكروفونات والمحمول ..وتسريب الامتحانات عادة قومية سنوية أو نصف سنوية حتى فى الشهادات العامة والهامة ..والدروس وصلت الى كليات القمة والنجاح فيها محسوم لمن يدفع ...ونحن نتحكم فى الاوائل وفى التعيينات الخ الخ ..وابن القاضى يصبح قاضيا حتى لو كان راسبا فى الدرجات ..وابن الباشا يصبح باشا ..وهناك تسعيرة للتعيينات وخاصة فى البنوك والجهاز المركزى للمحاسبات الخ الخ...وفساد القضاة لا تخطئة عين ..ولا داعى للخوض فى هذا الموضوع فهو غنى عن الكلام فية 
واصبح التعليم الان  ..الفن حرام ..الموسيقى حرام ...الرسم حرام ..الاختلاط فى العمل حرام ..البنوك حرام ..الوجة والكفين متفق علية ..الاختلاف فى القدمين والرأس ...الساق اليمنى حلال واليسرى غير مستحبة ..الساعة فى اليمين ..والدبلة فضة ..نجيب محفوظ كافر ونجيب ساويرس تبعة ..ركوب البغال حلال وحمارسيدس برضة حلال للمشايخ فقط ... النظر من البلكونة فجور ومن الشباك حرام ...كفاية كدة .
 
أما عن الاعلام فهو منبع للفساد والتعصب والتحيز ...تحيز بسبب الدين وهذا اول مسمار فى نعش اى دولة ..ثم تحيز لاصحاب المصالح .....تحيز للتربيطات والتكلات ولا ننسى التحيز للدولة وخاصة بما يسمى الاعلام الحكومى ..وتغغير الحقائق والكذب المفضوح الخ .
بقى ان تعرف عزيزى القارئ ان الذى عمرة الان من 50 الى 60 سنة نشأ وترعرع فى هذا الوسط الفاسد والسؤال الان كيف لهذا الجيل كلة ان يستقيم ؟ وهذة هى المعادلة الصعبة ان لم تكم مستحيلة .هل تجنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا ؟ الذى تربى فى دولة لا تعرف القانون كيف لة ان يعرفة او يحترمة ؟ الذى اعتاد على الغش فى سنوات دراسة كيف لة ان يبنى وطنا ؟ الذى نال الوظيفة بالواسطة والرشوة كيف لة ان يكون أمينا فى عملة ؟ الذى تم تعيينة قاضيا بالغش والتدليس كيف لة ان يقيم العدل ؟ الذى التحق بكلية الشرطة بعد دفع المعلوم هل لا يقبل الرشوة بعد التخرج ؟  لقد تم ذبح الوطن يوم أن أصبح البلطجية والشرطة ايد واحدة ومنذ عقود ..ويوم ان تم وأد القانون على ايدى ضباط وقضاة  زمن  أغبر ..ويوم أن فسد الاعلام واصبح يعمل بالقطعة ...وكل الذين يحتلون مناصب الان هم نتاج أخطاء وخطايا خمسة عقود على الاقل ولذلك العود أعوج .نعم الجراب ملئ ولكن نكتفى بذلك 
 
وسط كل ما تقدم  وبالاضافة الى الغلاء والبلاء والامراض نشأ الفرد المصرى واصبح كارها حتى لنفسة والى أقرب اقاربة ..واصبح مشروع انتحارى او تخريبى وهذا اضعف الايمان .وبعد ذلك نتكلم عن العناصر الخارجية فى تخريب الوطن ...أليس هذا محزنا ؟ حتى لو كان هناك عناصر خارجية فاننا نحن الذين نخطط وننفذ ونساعد على التخريب ونحن الذين نحرق الوطن ونحن الذين نستقدم العناصر الخارجية ودخلوا بلادنا بواسطتنا وليس بيد الغير ...ونحن الذين هيأنا المصرى للتخريب وجعلناة مخربا بالدرجة الاولى ..ولا نلوم الا انفسنا.
 
التخريب صناعة مصرية مائة بالمائة بدأت بالسلطة الفاسدة والتعليم الفاسد وثالهم الاعلام الفاسد ..ويبقى السئؤال هل نحن جادون فى لملمة جراح ما تبقى لنا من الوطن والبداية الصحيحة من جديد ؟ الاجابة نعم يمكن ذلك ولكن نحتاج الى جراحات كبرى وتكاتف الجميع وطرح المصالح الشخصية بعيدا ..ونحتاج الى غاندى مصرى ..أو ديكتاتور مصرى أشد من أتاتورك ...وان لم نفعل ذلك فلا يحق لنا ان نبكيك يا وطنى .
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :