فوجىء الشعب المصرى بصدور حكم محكمة جنح الهرم فى ٢-٢-٢٠١٢ غيابيا بحبس الفنان المصرى عادل امام ثلاثة اشهر وغرامة ١٠٠٠ جنيه مصرى بعد رفع دعوة قضائية ضده اقامها المحامى الاسلامى عسران منصور قبل ٢٠١١ بتهمة الاساءة للدين الاسلامى فى مسرحية "الزعيم" وفيلم "مرجان احمد مرجان" وفيلم "الارهابى" والسخرية من الجلباب واللحية وللعلم هذا ليس اول حكم قضائى يصدر ضد عادل امام فقد سبق رفع ضده منتصر الزيات دعوة قضائية كادت تدخله السجن بسبب اتهامه بازدراء الاديان (للعلم زوج ابنة عادل امام سارة ابن احد كوادر جماعة الاخوان المسلمين بمصر ) وايضا فى عام ١٩٨٣ تعرض للسجن عندما سخر فى فيلمه "الافوكاتو" من شخصية المحامى والسلطة القضائية وتقدم ١٥٠ محامى بدعوى ضده وصدر حكم برئاسة مرتضى منصور بحبسه ٣ أشهر وعلى اثره استقال منصور من على المنصة كقاضٍ. 
 

عودة الى الحكم الاول .. عادل امام ليس هو الاراجوز الذى يضحكنا انما هو البسمة المكتومة فى قلب كل مصرى .. هو مدرسة كوميدية تخرج فيها معظم نجوم كوميديا هذه الايام بدايةً من الراحل علاء ولى الدين ومحمد هنيدى واشرف عبد الباقى وعلاء مرسى وخالد الصاوي واحمد مكى.. ميلادهم الفنى بجوار عادل امام كان كافياً لان يكونوا نجوم وهذا هو ذكاء الفنان الذى يطعم شجرة ابداعه بالأغصان الشابة حتى تثمر اكثر .. وعندما توضع الفأس على اصل الشجرة تقع الشجرة بفروعها وهذا ما حدث، الحكم بالحبس ضده فى هذا التوقيت هو حبس للفن والابداع المصرى كله ونجوم الشباب داخل زنزانة الجهل والتخلف وانذار اول لتكتيم افواه واقلام المبدعين . 
 

عادل امام الزعيم( ٧١ سنة) تاريخ ٤٠ سنة من الابداع واكثر من ١٠٠ فيلم سينمائى وتاريخ فنى حافل هو اسد خرج من عرينه ليندد بكل امراض المجتمع المصرى فى السنوات الاخيرة من محسوبية ووساطة واهمال ونفوذ وسلطة وارهاب فى وقت كانت الفئران التى تحاربه مختبئة من البرد والخوف فى الجحور و المعتقلات ، بدأ المعركة بتحدى الخوف والذهاب الى اسيوط بفرقته وعرض مسرحية " الواد سيد الشغال " بعد الهجوم على فرقة اسيوط المسرحية من الجماعات المتطرفة فى وقت كان فيه رجال الشرطة انفسهم يخافون النقل لأسيوط لممارسة عملهم ، وفي وقت دفع فيه كتاب مثل فرج فودة حياتهم من أجل كتاباتهم وأفكارهم وتعرض نجيب محفوظ للقتل. عادل امام ممثل قام بتمثيل دور مكتوب اجازته الرقابة في ذلك الوقت، اذا اردنا ان نحاكمه لأذدراء اى دين فلنحاكم ايضا مع كل من كتب له مثل وحيد حامد ويوسف معاطى وكل من اخرج له مثل شريف عرفه ونادر جلال ونحاكم ونغلق بيوت العمال والفنيين العاملين منه ونحاكم الفن المصرى كله... هذا هو العدل...
 

ونحاكم نجيب محفوظ على الساقطات وبنات الليل واللصوص والفتوات القتلة الذين يملأون صفحات رواياته، ونحاكم نزار قبانى على النهود والارداف التى ضاقت من طفولتها وعنفوانها قصائده ،ونحاكم عبد الحليم حافظ الذي يرفع دعوة التبرج وعدم ارتداء الحجاب والنقاب في "بلدنا على السكة بتغسل شعرها"،ونحاكم يحي حقى على "قنديل ام هاشم" حيث التمرد على الأولية ، ويوسف السباعى على "نائب عزرائيل" فكيف يكون لعزرائيل نائب،هذا حكم بالحبس ليس على عادل امام انما حكم بالحبس على ضحكة القلب المصرية التى دفنت خلف جهل الجاهلين. عادل امام فارس امتطى حصان فنه وانطلق يحارب اوج فساد نظام مبارك والسلطة من خلال فيلم " عمارة يعقوبيان " وجمع شمل معظم الفنانين فى هذه الرائعة للمشاكس علاء الاسوانىو دخل السباق بجسارته المعهودة فى وقت لا يتعامل معه خصومه ب-"أخلاق الفرسان"، هو نسر يحلق من علو لا تنال منة سهام الوطاويط . 
 

عادل امام فى فيلم الارهابى الذى خرج حكم الحبس بصدده اري انه اكرم شخصية الارهابى لحد بعيد .. جسده على انه انسان طبيعى مثلى ومثلك تعرض لأزمات حقيقية وغسيل مخ انعكس على سلوكياته .. هو فى النهاية انسان رغم عنفه الظاهر يدق قلبه ويحب ويدافع عن حبه ويقتل لأجله فيحول عقل المشاهد من الارهابى الشخص الذى تريد الانتقام منه الى انسان تحبه وتتعاطف معه وتحزن لموته فى نهاية الفيلم .. عادل امام لم يدين الارهابى وانما ارى ان الارهابى هو من يجب ان يرسل خطاب شكر لعادل على تقديمه له فى افضل صورة ممكنة 

عادل امام من القلائل الذين تعرضوا لملف الوحدة الوطنية بأن وضع نفسه بين فكي التمساح فى " حسن ومرقص " فأثبت ان حسن هو مرقص ومرقص هو حسن واذاب كل حقد وضغينة قابعة فى قلب كل حسن ومرقص قابع فى منزله خائف من الاخر .. فعالجهما واضحكهما وعانقهما 

من الممكن ان تكون مشهورا بالصدفة ليس بالضرورة فى مجال الفن ،علياء المهدي فتاه أعلنت اعتراضها بأن عرت نفسها على شبكة الإنترنت ، فنجحت بين ليلة وضحاها ان تكون اشهر فتاه فى العالم العربي ( ويمكن العالم كله) لمدة ٢٤ ساعة لكن اين هي الان ؟!.. اختفت .. اما عادل امام مشهورا مع سبق الاصرار والترصد رفعت له ولفنه كل القبعات فى مصر والدول العربية واوروبا وامريكا وعين سنة ٢٠٠٠ سفيرا للنوايا الحسنة للامم المتحدة ضد النوايا الخبيثة التى تريد النيل منه .. اما فى وطنه نحن نكرمه بحبسه تقديرا لمشواره الفنى 
 

عادل امام فنان سبق عصره ..مسرحية " شاهد ماشفش حاجة " سرحان عبد البصير" الموظف البسيط الذى لايعرف سوى حبه للارانب وشغله بالتليفزيون،هو كل مواطن مصرى بسيط يكدح وراء شغله واولاده.بدايةً من المشهد الأول وفتح القفص على الأسد وسرحان "أخاف من كلب يطلعلي أسد " هو لسان حال الشعب المصري خلص من فساد وظلم مبارك طلعلو ١٠٠ مبارك ينهشوا عظامه كالأسود. ونفس مشهد المسرحية بالحرف عندما سأل وكيل النيابة سرحان (سرحان عبد البصير ولا عبد النصير ؟!) حدث بالحرف فى الجلسة الاولى لبرلمان الاخوان "المسرحية الهزلية " ٢٣ / ١/ ٢٠١٢ عندما اعترض النائب السلفى ورفض ترديد القسم الا بعد نطق اسمه صحيح (عبد الحليم مش عبد الحميد ) وكما طلب القاضى الفنان " نظيم شعراوى " من سرحان " ياأستاذ سرحان ماتخرجش عن النص " قالها الرئيس المؤقت للجلسة لمعظم النواب حينما اراد كلٌ يؤدى قسم "تفصيل" على مزاجه !! ايضا حينما حلف

 

سرحان ب" وحياة الاخوة اقول الحق " قاله " دى فى البيت مع اصحابك " كان بالاولى ان يعطى قاضى الجلسة الافتتاحية للنواب نفس الاجابة ، وعندما أنتهر وكيل النيابة "عمر الحريري" الشاويش "حسين" على أنه يكتب كل كلام "سرحان" دون وعي وقال" متكتبش يا حسين" هكذا شدد رئيس البرلمان د. سعد الكتاتني على حذف كلمة "الكافرة"- من مضبطة الجلسة - في وصف دولة أمريكا من النائب "اللي لسة سرحان " وغير قادر على التفريق بين أمريكا كنظام سياسي تحت قبة البرلمان وأمريكا كنظام ديني خارج المجلس هو حر في وصفه، وفي نفس المشهد "النح نح نايه " كلام غير مفهوم ومبهم ، هكذا مصر الآن تعيش مرحلة "النح نح نايه"، وعندما طلب القاضي من "سرحان" التعرف على المتهم فقال"وده يتشاف من أنهي حتى ده" كان هو لسان حال كل مصري فوجيء بطلعة البرلمان الإسلامي الذي لم يأتي مع هواه في أولي جلساته ، وأخيراً سرحان يعطل المحكمة بأي حاجة و السلام و " نسي تذكرة الترماي في الترماي ، فعايذ يروح يجيب الترماي"، هكذا النائب ممدوح اسماعيل تذكر فجأة أن هناك أذان للظهر خارج القاعة فراح يأذنه داخل القاعة ( مع وافر الإحترام للأذان كعقيدة اسلامية) . واختم بما وجهه القاضى لسرحان عبد البصير فى نهاية الجلسة وما اوجهه لكل" سرحان مواطن مصرى" مش فاهم ايه اللى بيحصل " سرحان ياابنى .. انت مش فاهم اى حاجة فى اى حاجة لأنك بتخاف من كل حاجة .. يا ابني الدنيا فيها ابيض واسود .. خير وشر .. أنت رصيدك في الحياة وفي "الثورات" قليل".