الأقباط متحدون | بين السن الصغير والكبير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٦ | السبت ٤ فبراير ٢٠١٢ | ٢٦طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بين السن الصغير والكبير

السبت ٤ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. رأفت فهيم جندى

فى ايام حكم الرومان لمصر خرج كاهن للأوثان يبحث عن احجار لكى يبنى معبدا جديدا، وتوغل هذا الكاهن في البرية يبحث عن مواد للبناء فقابله راهب مسيحى شاب يعيش فى مغارة بالمنطقة، وعندما علم الراهب الشاب بأن هذا كاهن للاوثان قال له أن هذا مكان للعبادة المسيحية وليس لكهنة الشيطان ان يأتوا اليه، وقام جدل بينهما انتهى بتعدى كاهن الأوثان على الراهب المسيحى بالضرب المبرح، واستمر بعدها هذا الكاهن يبحث عن الأحجار التى خرج ينتقيها.

وفى مكان آخر وليس ببعيد عن المكان الاول تقابل نفس هذا الكاهن مع راهب كبير فى السن شعر ذقنه كله ابيض، فأنطلق بعيدا عنه لكى يتجنب مصارعة اخرى، فناده الراهب المتقدم بالسن ملقبا اياه بـ "رجل الهمة والنشاط" فتعجب كاهن الاوثان وقال له انك تلبس نفس الزى الذى كان يلبسه الراهب السابق الذى قابلته قبلك ولكن اسلوبك مختلف عنه، وقص عليه لقاءه بالراهب الشاب وما كان بينهما.

اقترب هذا الكاهن اكثر من هذا الراهب المتقدم فى السن وجلس معه ونشأ بينهما حوار طويل انتهى بأن ترك الكاهن عبادة الأوثان وانضم لقافلة الرهبان المسيحيين فى هذه البرية.
 

يالطبع الكل يثنى على الراهب المتقدم فى السن ويمدح حكمته لأنه خاطب كاهن الاوثان باللين حتى اجتذبه، ولكن هل كان الراهب الشاب مخطئا؟

اسوأ ما كان ممكن أن يحدث بعد هذه الاحداث، أن يعاتب الراهب الشاب الراهب الكبيرالسن على حسن استضافته لكاهن الأوثان الذى تركه بين ميت وحى، او يقوم الراهب الكبير بتعنيف الصغير على حواره الساخن مع كاهن الاوثان الذى افضى إلى ضربه.

لكل سن طبيعة ولكل شخص طباع، ولكل سن مقال ولكل شخص مقولة، ولكل سن نظرة ولكل شخص رؤية، والرب قبل الجميع، الصغير لا يدين الكبير، وايضا لا يحكم الكبير على الصغير، والبعض من الناس نرى فيهم الطبيعتين احيانا، ليس فقط بتقدم السن ولكن بين فترة واخرى وبين موقف وموقف، الرب يحكم على القلب النابع منه هذا التصرف وليس على التصرف نفسه.
 

الكلمات التى يتيه الشخص الصغير فيها بانجازاته والتى تدينه بالكبرياء، ممكن ان تكون هى نفس الكلمات التى يقولها حكيم كبير السن لكى يعطى مثلا يُقتدى به، والفرق هو روح الكلمات من القلب الصادره منه.

قال لى ابنى الصغير، وهو طفل "من فضلك لا تتهمنى بالهيافة لأننى احب اللعب والملاهى وهذا لأننى صغير السن وافرح بهذه الالعاب ولست مثلك"، فقلت له "و لا تتهمنى بجمود المشاعر لأننى كبرت عن اللعب ولى اهتمامات اخرى ولكنى افهم ايضا محبتك لللعب".

تحية محبة وخضوع روحى للبابا المعظم الأنبا شنودة الثالث الذى رأيناه ثائرا مغوارا فى سن اصغر مثل الراهب الشاب، ثم حكيما راسخا مثل الراهب المتقدم فى السن فى فترة اخرى، وصلاة نرفعها جميعنا له بالشفاء بعد تركه لـ كليفلاند كلينك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :