بقلم: حليم إسكندر
تناثرت الاقاويل مؤخرًا بشأن قرار النيابة العامة باستدعاء رجل الأعمال المصري الشهير "نجيب ساويرس" بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، على خلفية بلاغ مقدَّم من "ممدوح إسماعيل" المحامي، وقد ورد الخبر بجريدة "الفجر" بتاريخ 9 يناير 2012، والتفاصيل تقول:
"قرَّرت نيابة وسط القاهرة إحالة رجل الأعمال الشهير نجيب أنسى ساويرس إلى محكمة جنح بولاق أبو العلا بتهمة ازدراء الأديان والإساءة إلى الدين الإسلامى عن طريق رسوم كاريكاتيرية، وحددت محكمة استئناف القاهرة جلسات دائرة المستشار شريف كامل رئيس المحكمة لنظر الدعوى. ونسبت التحقيقات لساويرس أنه تعمَّد إظهار رسم كاريكاتير لصورتين لشخصية ميكى ماوس ورسم على صورة منهما نقابا لامرأة والأخرى لحية وجلابية لرجل والقصد الواضح منهما هو الاستهزاء بأمر من الدين."

وأنا اليوم أكتب لا لأدافع عن موقف "ساويرس" رغم اعتذاره المتكرِّر عن هذا الفعل "علمًا بأنه لم يرسم ذلك الكاريكاتير بل هو موجود على الانترنت من وقت طويل، وإنما قام بوضع ذلك الرسم الكارياتيري على حسابه الشخصي على موقع Twitter للتواصل الاجتماعي "وبالتالي فهو مجرد ناقل لهذا الرسم الكاريكاتيري!!".

وكان "ساويرس" قد اعتذر بعد ساعات من نشره الرسم الكاريكاتيري على موقعه في "تويتر" وكتب: أعتذر لأي شخص لم يعتبر هذه الصورة على أنها مزحة، أنا أسف يبدو أن هناك أفرادًا فقدوا حس الدعابة، لا أقصد التعبير عن عدم الاحترام.

كما أن رجل الأعمال المصري الشهير له مواقفه الطيبة مع المسلمين في "مصر"، وعدد العاملين المسلمين في شركاته ومصانعه يفوق عدد العاملين المسيحيين بكثير، كما أنه تحمَّل تكلفة إنشاء صالة الحجاج في مطار "القاهرة"، والتي جعلت الحجاج يعاملون بآدمية في الوقت الذي تجاهلهم فيه الجميع!.

وبعيدًا عن تلك الرسوم، أعلن رفضي التام والقاطع أن يتم الإساءة لأي شخص أو أي دين من قريب أو من بعيد. وحسنًا فعل الأستاذ "ممدوح إسماعيل" المحامي بهذا البلاغ!! حتى يتم إعمال القانون ووضع حدًا لتلك الحدوتة!!.

على الجانب الآخر، يجب أن يتم إحالة كل من يزدري المسيحية ويسيئ إليها ويصف المسيحيين بالكفار نهارًا جهارًا، وعلى صفحات الصحف والمجلات، وعلى شاشات الفضائيات بل وعلى شاشة التليفزيون الرسمي للدولة!!.

يجب أن يتم تطبيق القانون على الجميع دونما أدنى تمييز أو محاباة، فكلنا مصريون، ويجب أن يكون لنا جميعًا كافة الحقوق وعلينًا جميعًا كافة الواجبات والالتزامات دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس!!.

أيها السادة، علينا أن نتذكَّر جيدًا أننا إخوة في الإنسانية، وجميعنا ننتسب إلى أب واحد وهو "أدم" وأم واحدة وهي "حواء"!! ومن ثم علينا أن نتعامل مع الجميع بروح المحبة والمودة والتقدير والاحترام!! علينا أن نهتم بنشر المبادئ والقيم الجميلة والنبيلة، كالعدالة، والمساواة، والتعاون، والاتحاد، والعمل، واحترام الوقت، واحترام الآخرين!! علينا أن نلتف حول هدف واحد ونبيل وهو رفعة شأن الوطن والعمل على النهوض والارتقاء به حتى يصل إلى المكانة الطبيعية له بين دول العالم المتقدِّم التي تبوأت مكانة راقية وحقَّقت طفرات عظيمة في مجالات العلم والاقتصاد والتعليم والحريات، رغم أن حضارة تلك الدول لا تُقارن على الإطلاق بحضارة بلادنا، والتي تضرب بجذورها في إعماق التاريخ، حضارة أجدادنا التي أبهرت ومازالت تبهر العالم!!.

وأخيرًا، علينا أن نتذكَّر أن الإنسان هو تاج خليقة الله، خلقه الله على صورته ومثاله، ميَّزه بالعقل والضمير والخلود، أعطاه السلطة والسيادة على كافة المخلوقات الأخرى، أعطاه حرية الاختيار بعد أن أوضح له الخير والشر! ولكن تلك الحرية يجب أن تكون حرية مسئولة، بمعنى ألا تعتدي أو تتعدى على حريات الآخرين أو تنتقص منها بأي شكل كان! علينا أن نتذكَّر معًا تلك الأقوال الجميلة: "أنت حر ما لم تضر"، و"حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين".

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :