الأقباط متحدون | من عظماء الأقباط "البابا كيرلس الخامس" البطريرك الـ (112) (1874-1927م) ج1
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٢٧ | الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ | ١٥ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

من عظماء الأقباط "البابا كيرلس الخامس" البطريرك الـ (112) (1874-1927م) ج1

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل


وُلد "يوحنا" في بلدة "تزمنت" مديرية "بني سويف" سنة 1824، وبعد ميلاده بفترة هاجر به أبواه من "تزمنت" ليستوطنوا "كفر سليمان الصعيدي" (كفر فرج) بمديرية "الشرقية"، ثم توفى والده وهو طفل، فتكفَّل به شقيقة الأكبر المعلم "بطرس"، ولما بلغ سن الرشد رسمه الأنبا "إبرام"- مطران "القدس"- شماسًا، وكانت تبدو عليه دلائل التقوى والميل إلى الزهد والانقطاع عن العالم ومحبة الكتب والقراءة، فكان يتجنب أصدقائه الشبان ويعكف على الروحيات.
 

وعندما بلغ العشرين من عمره- أي في سنة 1844م- تردَّد بين أمرين: إما أن ينذر نفسه لله ويعيش بتولًا بين الرهبان، أو يتزوج ويصبح أب أسرة، إلا أن الوازع الأول تغلب عليه، فقصد دير السريان، ولكن أسرته سعت لإرجاعه ورجته ألا يتركها، إلا أنه ما لبث أن هرب ليعيش راهبًا في دير البراموس.
 

وكان دير البراموس آنذاك يعاني من الفقر، وكانت إيرادته في أيدي الغير يستغلونها لأنفسهم، حتى أن رهبانه كانوا يقتاتون على الترمس الذي كان مدخرًا في الأديرة منذ أيام المعلم "إبراهيم الجوهري"، ولذلك كان عدد رهبانه قليلًا وصلوا إلى أربعة رهبان، أما هو فكان معهم، فتتعلَّم أصول الفضيلة، ومن ثم اتفقت كلمتهم على ترقيته إلى درجة الكهنوت، وكتبت له ترقية ورُسم قسًا 1845م على يد الأنبا "صرابامون" أسقف "المنوفية" في حارة "زويلة".
 

وبعد قليل طلبه الرهبان ليتولى إدارة شئونهم، فتسلم تدبير مجمع الرهبان بدير البراموس، فنجح لأنه احتقر نفسه ليرفع الرهبان، وكان يوزِّع عليهم ما يكسبه من حرفة نسخ الكتب، ومن هنا سُمِّي "يوحنا الناسخ"، وتحسَّنت أحوال الدير في عهده وزاد عدد رهبانه.
 

ولما فاح عطر سيرته الحسنة، رغبت الأمة القبطية في إحضاره إلى "القاهرة" وتعيينه في رتبة أعلى، فلم يقبل، ولم يسمح كبار الرهبان بأن يتركهم، إلى أن استدعاه البابا "ديمتريوس" عام 1855م ورسمه إيغومانسًا ليكون مساعدًا له في الكاتدرائية بالأزبكية، إلا أن الرهبان في البراموس شق عليهم هذا فكتبوا يستعطفون البابا في رجوعه فأرجعه.
 

ثار رهبان دير المحرق على رئيسهم القمص "عبد المسيح الهوري" سنة 1857، ووفدوا إلى "القاهرة" برئاسة القمص "عبد المسيح جرجس المسعودي" طالبين عزل "الهوري"، ولما حقق البابا "كيرلس الرابع" في شكواهم ووجدها بسيطة لا تستحق كل هذه الثورة، فلطم زعيمهم على وجهه وأمره بالتوجه إلى دير "البراموس"، فسار إلى هناك ومعه كل من القمص "حنس" والقمص "ميساك" والقمص "ميخائيل الأشقاوي" وغيرهم.
 

ثم ثار رهبان نفس الدير مرة أخرى في سنة 1870م وعزلوا رئيسهم القمص "بولس غبريال الدلجاوي"، الذي هاجر بعدها إلى دير البراموس سنة 1871 م ومعه مجموعة من خلصائه القمامصة، واستقبلهم هناك القمص "يوحنا الناسخ"، وأحبهم ولم يعاملهم كضيوف أتوا ليقيموا بشكل مؤقت بل حسبهم أخوته، لهم كافة الحقوق كرهبان الدير البراموسيين، وأشركهم معه في شئون الدير وتنمية موارده المادية والروحية، حتى أنه لما جاء بطريركًا فيما بعد لم ينس هؤلاء الرهبان المهاجرين، بل قدَّر أتعابهم وأفسح لهم مجال الخدمة، فجعل القمص "عبد المسيح المسعودي" أبًا لرهبان دير البراموس، ورفع عددًا منهم إلى رتبة الأسقفية.
 

بعد نياحة البابا "ديمتريوس"- البطريرك رقم (111)- اجتمع الأساقفة مع وجهاء الشعب الأرثوذكس، وقرَّروا تعيين مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية نائبًا بطريركيًا إلى أن يتفقوا على اختيار بطريركًا جديدًا، إلا أن هذا المطران لم يقنع بهذا المنصب المؤقت بل طمع في المنصب بشكل دائم، فرشَّح نفسه بطريركًا، ولكي يكسب عطف الشعب؛ شكَّل لهم مجلسًا مليًا من أربعة وعشرين عضوًا واعتمده من الخديوي بقرار حكومي صدر في 29 يناير 1874م.
 

وكان هذا المطران يخطو بثقة، بل أن "وهبة الجيزاوي"- كبير كتاب المالية آنذاك- استطاع أن يقنع الخديوي بصلاحيته دون غيره للكرسي البطريركي، فأخذ الخديو "إسماعيل" برأيه، وأظهر استعداده له متى اجتمعت كلمه الأقباط عليه.
 

إلا أن الأساقفة برئاسة الأنبا "إيساك"- أسقف "البهنسا والفيوم"- زاروا "وهبه بك" هذا في داره، وأفهموه أنهم اتفقوا جميعًا على ترشيح القمص "حنا الناسخ" البراموسي بطريركًا، وأنهم لن يرضوا غيره بديلًا، كما حمَّلوه بلهجة شديدة مسئولية تأخير الرسامة وما يترتب عليها من سوء العواقب تضر بالأمة القبطية وبالكنيسة والشعب، وقالوا له إنه قد مات أساقفة "قسقام" و"منفلوط" و"أسيوط" و"قنا" و"إسنا" و"الخرطوم"، وإنهم يخشون من تأخر الرسامة أكثر من ذلك فلا يجدون فيما بعد العدد الكافي من الأساقفة لتنصيب البطريرك، وصارت مشكلة بين "وهبة بك" والأنبا "إيساك"، وما لبث أن مات "وهبة بك" من الحزن لما فعل، كما حزن "إسماعيل باشا" على "وهبة بك" فأرجأ إصدار أمر عال بالرسامة.
 

إلا أنه في هذا الوقت كانت الكنيسة الحبشية تعاني من بعض المشاكل التي لا يمكن حلها إلا عن طريق البطريرك، لهذا وسَّط "النجاشي" قنصل "روسيا" لكي يتدخل ويعجِّل برسامة بطريرك في "مصر" عند الباب العالي في "الأستانة". وبعد أن درس الباب العالي القضية في الديوان العثماني بـ"الأستانة"، كتب السلطان يتعجَّل الخديوي في سيامة البطريرك، فلم يجد "إسماعيل باشا" بدًا من التنفيذ بأن أعطى الحكومة أمرًا بهذا.
 

وعليه، التمس الشعب القبطي رسامة القس "يوحنا"، طلب من المنام الخديوي عن طريق المجلس الملّي إحضاره بمساعدة الحكومة لرسمه بطريركًا، فتم ذلك، وكلفت الحكومة مدير "البحيرة" بإحضاره، فحضر القمص "يوحنا" إلى "القاهرة" وانتخبه البطاركة والأساقفة الأعيان بطريركًا للكرازة المرقسية في 23 بابة 1591، 1 نوفمبر 1874، باحتفال كبير حضره كبار رجال الأمة والرؤساء الروحيين، وكان ذلك في الكنيسة الكبرى في الأزبكية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :