الأقباط متحدون | هل نستورد الفشل والإرهاب؟!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٥ | الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ | ١١ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل نستورد الفشل والإرهاب؟!

الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: فايز فرح
الدول تستورد دائمًا تجارب الشعوب الأخرى وأسالبيها المتقدمة ونظرياتها الحديثة وأحدث صيحات التكنولوجيا من أجل تقدمها وحل مشكلاتها وتحقيق الرخاء لشعوبها، هذا يحدث على كل المستويات بين الدول، وبخاصة الدول النامية أو في الحقيقة المتخلِّفة التي هي فعلًا بحاجة إلى تجارب الشعوب الناجحة. لكن لم نسمع عن دول حاولت أن تستورد تجارب فاشلة فاسدة من دول أخرى، هذا مستحيل.
 

ومع ذلك يحدث عندنا في "مصر" فقط!
"مصر" أم الدنيا وأصل الحضارات، التي قدَّمت العلوم والفنون والفلك والطب والصيدلة إلى العالم، تريد أن تستورد اليوم من النظام السعودي تجربة فاشلة فاسدة تسمَّى "جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".. هذه الجمعية التي ثبت فشلها في "السعودية"، ويضجر الشعب منها، ويطالب المستثمرون من السعوديين بإلغائها.. ومن الطبيعى بعد أن امتد نفوذ الإسلاميين واختطفوا مجلس الشعب في يوم وليلة وفي غياب القانون الذي يحرِّم إقامة أحزاب على الأساس الديني ويطالب بإقامة الدولة المدنية.. لا أعرف بالضبط كيف حدث هذا وتحالف المجلس الأعلى العسكري مع الإسلاميين وتجاهلهم القانون، وجاء البرلمان أو مجلس الشعب الجديد المطعون في شرعيته.. المهم أن البعض الآن يريد أن يستورد من النظام السعودي جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه الجماعة سيئة السمعة والتي تتكوَّن من المجرمين أصحاب السوابق والبلطجية والذين لا عمل لهم، ليحملوا العصي والخرازنات المكهربة ليضربوا الناس أثناء الصلاة ليذهبوا إلى المساجد للصلاة، ويلسعون الفتيات غير المحجبات، ويهددون كل منْ يمشي في الشارع مع امرأة حتى لو كانت زوجته أو خطيبته أو ابنته؛ فلابد أن يُثبت ذلك للمتخلف عضو الجماعة حتى يتركه يمشي معها!! وهل كل رجل يمشي مع زوجته يحمل قسيمة زواجه منها؟ أو هل كل منْ يمشي مع أمه أو ابنته يحمل وثيقة تثبت ذلك؟؟.
 

والذين يدعون إلى وجود هذه الجماعة في "مصر" مستعجلون جدًا على وجودها، لدرجة أن بعض الشباب المصري المغيَّب حاول في "الجيزة" أن يفرِّق مظاهرات للفتيات، وصرَّحوا أن صوت المرأة عورة، ولذلك ليس لها الحق في التظاهر!.

ومجموعة أخرى من هؤلاء الشباب الضائع الذي– للأسف- لا يعرف دينه جيدًا هجم على أكثر من كوافير أو مصفِّف لشعر النساء، معلنين أن هذا حرام! يحدث هذا قبل أن تتكون هذه الجماعة فعلًا، فماذا لو تكوَّنت وأُعلنت؟؟!!

إن الجحيم في شوارع الجمهورية كلها وحواريها من صبية مغيبين جهلة مراهقين لا عمل لهم يريدون أن يتحكموا في الشعب وهم ليسوا على قدر معقول من التربية، فهل هذا معقول أو يليق بشعب "مصر" العظيم المتحضر؟!
 

وقد استضاف "وائل الإبراشي" في برنامجه التليفزيوني الناجح "الحقيقة" الصحفية السعودية المستنيرة والصورة المشرِّفة والمتحضرة للمرأة السعودية الأستاذة "نديم البدير"، التي تحدَّثت كثيرًا عن هذه الجماعة قائلة: "إن أعضاء هذه الجماعة خريجو سجون، ولهم سوابق إجرامية من قتل وسرقة، ومصابين بأمراض نفسية مختلفة، وهم في الواقع أعداء المجتمع وليسوا حرَّاسه، وليس لهم أي علاقة بالقيم الإسلامية أو الإخلاقية". وذكرت السيدة السعودية المستنيرة بعض حوادث جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي ارتكبوها في "السعودية"؛ مثل الشاب الذي كان يمشي مع فتاة وقتلوه حتى تفحَّم، وقتل فتاة أخرى وفصل نصفها الأسفل عن نصفها الأعلى وحرق نصفها الأسفل، والهجوم على منزل رجل قيل أنه يحتفظ فيه ببعض الخمر وقتله وإخراج مخه من رأسه، وقتل شاب آخر لأنه ترك شعره مسترسلًا واسمه "حسان نبيل حميد". وذكرت أيضًا حادث مدرسة البنات التي أُشعلت النيران فيها وهبت عربات المطافي لاقتحام المدرسة وإطفاء الحريق وإنقاذ الفتيات التلميذات، لكن أعضاء هذه الجماعة منعوا قوات الإطفاء من دخول المدرسة حتى لا يشاهدوا الفتيات فهذا حرام، وكانت النتيجة حرق (15) طالبة وإصابة العشرات غيرهن.

وتتسائل الإعلامية السعودية الأستاذة "نديم البدير": كيف تعاقب هذه الهيئة الناس دون محاكمة ودفاع عنهم؟! أليس هذا ابتزاز ديني واجتماعي يطبَّق على الشعب السعودي وفوضوية؟ وما هي علاقة هذه الجماعة بالشرطة؟ وما هو دور الشرطة إذن؟

ثم تُصرِّح بأن هذه الجماعة ليس لها إيجابيات فعلًا، بل أن ميزانيتها من مال الشعب السعودي الغلبان، والذي يُستخدم ضده في الضرب والقبض بل والقتل دون محاسبة أو رقيب..

ثم تعبِّر في عصبية قائلة:
"وهل هذا هو الإسلام عندهم؟ إن التربية الحقيقية تكون للأطفال والصبية والشباب في البيوت أولًا، وعن طريق الآباء والأمهات وليس عن طريق أعضاء هذه الجماعة القتلة واللصوص وخريجي السجون والمرضى نفسيًا."
 

هكذا شهد شاهد من أهلها، وفضحت الإعلامية السعودية المستنيرة "نديم بدير" أعضاء هذه الجماعة الإجرامية الهمجية التي ترتكب جرائم يوميًا في "السعودية" باسم الدين. الغريب والعجيب في نفس الوقت أن يخرج البعض علينا في "مصر" بالدعوة إلى إقامة هذه الجماعة سيئة السمعة! وهل نحن في حاجة إلى زيادة المشاكل؟ ثم أليس الدين والأخلاق جزء من ضمير الإنسان وأن العلاقة بين الإنسان وخالقه علاقة خاصة جدًا جدًا؟

أيها العباقرة في الجهل، فكِّروا كيف تخدمون "مصر" بأن تستوردوا لها أحدث الأجهزة الطبية التي تعالج الأمراض المزمنة للمصريين، مثل الفشل الكلوي، وفيرس سي C ، والسكر، والقلب، والسرطان..

فكِّروا في تكوين جماعات تنشر الحب بين الناس والمودة كما كان يفعل الشيخ الإمام الجليل "محمد عبده".
فكِّروا كيف نخلِّص شعبنا من الفقر والجهل والمرض، وكفاكم تخلف ورجعية ونحن في القرن الواحد والعشرين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :