* "طلعت رضوان": منظمات المجتمع المدني ساندت الثورة المصرية.
* د. "إيمان بيبرس": منظمات المجتمع المدني تمثِّل ركيزة أساسية في تنمية المجتمع.
* د. "عاطف العراقي": المرحلة الانتقالية تتطلب تضافر جهود الجميع لإنشاء نظام سياسي ديمقراطي مدني.
* د. "وفاء الجندي": تغيير السلوكيات السلبية في المجتمع يستلزم تغيير الوعاء الفكري للمواطنين.

تحقيق: ميرفت عياد
للمجتمع المدني أهمية كبيرة داخل الدول؛ لما تقوم به مؤسساته المتمثلة في الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجمعيات الأهلية من دور في تفعيل مشاركة عدد أكبر من المواطنين في تقرير مصائرهم والتفاعل مع السياسات التي يمكن أن تؤثر إيجابًا على حياتهم، لذا تسعى هذه المؤسسات إلى خلق دور مؤثر وفعال في المجتمع يهدف إلى التنمية، مع وجود علاقة متوازنة بينها وبين الحكومة أساسها الاحترام المتبادل.

وحول منظمات المجتمع المدني، وأهميتها، ودورها في تنمية المجتمع- خاصةً بعد الثورة المصرية-، والحملات التي تتعرَّض لها من قبل الدولة لتشويهها، كان لنا هذا التحقيق..

تغيير الوعاء الفكري
في البداية، عرَّفت الكاتبة والناشطة الحقوقية "وفاء الجندي" المجتمع المدني بأنه مجموعة من التنظيمات التطوعية الحرة التي تنشأ بهدف تقديم خدمات للأفراد داخل المجتمع، وهي تساعد الحكومات على تحقيق الأيدلوجية العامة للبلاد، مشيرةً إلى أهمية دور منظمات المجتمع المدني في عقد ندوات جماهيرية ودورات تدريبية وورش للشباب لتعميق مفهوم حقوق الإنسان، وعمل تثقيف سياسي، خاصة في ظل اللغط السياسي الموجود بالشارع المصري نتيجة تداخل المفاهيم والمعلومات المغلوطة، هذا إلى جانب دورها الحيوي في بث مفاهيم المواطنة والوحدة الوطنية لمواجهة محاولات الفتن الطائفية التي تحدث نتيجة الجهل بالآخر والمفاهيم المتشددة، ونشر روح التسامح وقبول الآخر والتعامل مع الإنسان كمخلوق له قيمة، ومن هنا يأتي دور المنظمات في أحداث التنمية البشرية وبناء دولة الإنسان، والمساعدة في تغيير الوعاء الفكري للمواطنين حتى نستطيع تغيير السلوكيات السلبية في المجتمع المصري.

التطوُّر الديمقراطي
بينما يرى الكاتب والمحلِّل السياسي "طلعت رضوان" أن لمنظمات المجتمع المدني دورًا رئيسيًا وأساسيًا في مساندة الثورة المصرية، إلى جانب دورها في عملية التطوُّر الديمقراطي لأي بلد، حيث أنها تقوم بإحداث حالة من الوعي الجماهيري بقضايا الوطن وبأهمية الدور المدني في صناعة توجهات الدولة وسياساتها. مشيرًا إلى أن قضية التمويل التي تُثار الآن حول بعض منظمات المجتمع المدني تتطلب أن تعتمد المنظمات على تمويل الأفراد وليس الهيئات والحكومات، لأن هذا يعطيها حرية الحركة في التصرف، ويحميها من إثارة أي شبهات حولها. أما بالنسبة لدور المجتمع المدني في التثقيف السياسي والتوعية بمفاهيم المواطنة فهو يستلزم النزول إلى الشارع، والاحتكاك بالمواطنين البسطاء، وعدم الاعتماد على الندوات التي لا يحضرها سوى المثقفين الذين يؤمنون بفكرة المواطنة وحقوق الإنسان وغيرها من مفاهيم سياسية وأيدلوجية.

احترام سيادة القانون
وعن حملة التشهير الشرسة التى تعرضت لها منظمات المجتمع المدني لتشويه صورتها وسمعتها أمام الرأي العام، قالت الدكتورة "إيمان بيبرس"- الخبيرة الدولية في قضايا النوع والتنمية الاجتماعية، ورئيس مجلس إدارة جمعية "نهوض وتنمية المرأة"- إن هناك حملات تشهير واسعة ضد منظمات المجتمع المدني بشكل عام، وهذا التعميم أضر بسمعة كافة المنظمات، وتسبَّب في تشويه صورتها الذهنية لدى الرأي العام، خاصةً في ظل غياب الوعي بالدور الحقيقي لهذه المنظمات التي تمثل ركيزةً أساسية في تنمية المجتمع، والخلط بين دورها ودور الدولة. وطالبت بسيادة القانون على الجمعيات التي يثبت مخالفاتها، ومتابعة التمويلات غير المشروعة لكافة المنظمات والحركات من أجل حماية المجتمع واستقرار الدولة، ولكن دون إلقاء الاتهامات والتخوين الجزافي؛ لأن الكثير من هذه المنظمات يحترم سيادة القانون في إمداد وزارة التضامن الاجتماعي بكافة المعلومات عن أية تمويلات تتلقاها، ويتم إعلام وزارة الخارجية بهذه المعلومات إن كان التمويل أجنبيًا، وذلك في حدود المتعارف عليه دوليًا.

الدولة المدنية الديمقراطية
وعن الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه منظمات المجتمع المدني في "مصر"، أكّد الدكتور "عاطف العراقي"- أستاذ الفلسفة- على دور هذه المنظمات الرئيسي في ضم المصريين على كافة أطيافهم وانتماءاتهم الدينية والسياسية للعمل معًا من أجل حل جميع القضايا الشائكة، وصياغة أجندة وطنية جديدة للأفكار الداعمة للدولة المدنية الديمقراطية، وفتح حوار مجتمعي حولها لإيجاد دعم ومناخ مجتمعي مساند لتطبيقها، رافضًا هذه الهجمة على منظمات حقوق الإنسان، خاصة في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها "مصر"، والتي تتطلَّب تضافر جهود جميع القوى والتيارات المختلفة في إنشاء نظام سياسي ديمقراطي يحترم مبدأ مدنية الدولة، ويؤكد على سيادة القانون، ويحترم مبدأ تداول السلطة بين مختلف القوى والأحزاب السياسية.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :