مطلوب مواطنون... لمصر ج 5
سقط الإخوان... ونجح الإسلام
بقلم: العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمــــــي
* الذي ترشَّح في الانتخابات الإســلامية برعايـة أمريكية مجلسية عسكرية، هو الإسلام المتشدِّد بجناحيه الإخواني (حزب الحرية والعدالة للمتأسلمين فقط– ولا حرية ولا عدالة لغيرهم) والسلفي (حزب النور الظــلامي)، وامتنع الإســلام الوســطي عن الترشــيح.
* خارطــة الطريق التي وضعها وينفذها بدقة متناهية المجلس العسكري الأعلى؛ من الاستفتاء أولًا، والإصرار على الانتخابات في هذه الظروف ضد كل منطق سياسي وضد كل مصلحة وطنية، يـبدو أنها فــخ كبير وقـــــع فيه الإسلام السياسي، لِكشف أساليب أطيافه في الحكم.
* أسس الاستعمار الفرنسي صِرحًا ثقافيًا في القرن الــ 18، ودمَّره حرقًا وتمزيقـًا أبناء عشيرتي أبي جهل وأبي لهب في القرن الــ 21، امتـــــدادًا وتخليدًا لحرق مكتبة "الإســـكندرية" في القـرن السابع عام 640 م.. بعد محاولات محو الهَوِية المصرية الفرعونية، يحاولون الآن محو وثائقهــــا، منْ الذي يلعب ويتلاعـــب بـ"مصـــــر"؟؟.
* الإدارة الأمريكيَّة بعثت مؤخرًا برسالة هامة جدًا للحكومة الإسرائيليَّة تطلّعها على مخططها لإعادة بلورة البيئة السياسيَّة المصريَّة، لتكون في خدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية خاصة بعد سقوط الرئيس "مبارك"، وتضمنت الرسالة تطمينات لـ"إسرائيل" حول مستقبل الأوضاع في المرحلة المقبلة، للروابــــط القوية والعلاقات "الحميمية" بين الإدارة الأمريكية- وتحديدًا الخارجية والبنتاجون- مع قيادة الجـــيش المصري ممثلًا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
* ضمن المخطط الأمريكي، العمل على إخراج وإبعاد العلاقات المصريَّة الإسرائيليَّة من الشارع السياسي المصري، خاصة في ظلّ الحديث عن مستقبل الأوضاع في البلاد. واستجابت جميع أطراف وأطياف وأظراف الإسلام السياسي لذلك.. لماذا؟ وتسود حالة تامــــة من الرضــا في الإدارة الأمريكيَّة لذلك الإبعاد، ولعـــدم تركيز المتظاهرين على ملف العلاقات الإسرائيليَّة المصريَّة بل إنعدام الحديث عنها، إلا من بعض الهتافات الخايبة من بعض السلفيين ((خيبر خيبر يا يهود.. جيش الإسلام سوف يعود)).. وهل كان الدكتور "يسري حماد"- المتحدث باسم حزب "النور" السلفي- يُخبِر اليهود بذلك عندما أدلى بـحديث مع مراســــــــل إذاعــــة الجـــيش الإسرائـيلي؟
* هل بدأ عصر التطبيع الإســـرائيلي مع "مصــر"، وبقيــــة الــــــدول العربية، ودول الإقليــــــم الشرق أوســــطي؟
* أخطاء وخطايا المجلس العسكري بدأت منذ الساعة الأولى لتوليه أمور البلاد بتكليف من الرئيس السابق "محمد حسني مبــــــارك"... وحتى الآن. ولا يمكن في هذه اللحظات تسليم السلطة لمدني، وإلا.. ســاد أعضاء البرطمان الجدد بالخل والمخلل الذي به.. الحل قــــــد يـــكون باستلهام روح تنظبم الضباط الأحرار في يوليو 52، وبـإرادة ومشيئة سمائية عُليا، لكن على كل مصـــري حر ومحب للوطـــن أن يعلم أن: الجيش المصـري لا يُمس بكلمة ســــــوء واحدة، فرجاله هم حُمـاةْ "مصر" تاريخـًا وحاضرًا ومســـتقبلًا.
* نفس سيناريو الوقيعة بين الشرطة والشعب جــار الآن على قدم وســاق، بالوقيعة وخلق فتنـــة بين الجيش والشعب.. وبإعــــلام استهبالي، خاصةً وقد فقدت "مصر" عقلها. مشكلة الثورة هي أنها لا ثـــورة، وانفجرت ماسورة الصرف الصحي الحقوقي، وأغرقت البلاد بالمؤسسات والتيارات والائتلافات والجمعيات والحركات... وكلها حركات تعمل في "مصر" كبثور سياسية تفرز الصديد الفكري المتخلف..، بالإضافة إلى عملها كأوكار سبوبية دولارية أمريكية بترولية لعدم الاستقرار وطابور خامس داخل البـــلاد.
هذه مقدمات مختصرة فرضتها وقائع الأحداث السريعة وغير المتلاحقة، والتي تتوالى على مصرنا التي تدمي وتنزف من جراحها التي أُصِيبت بها بأيدي مــــن يدعون أبناؤها، وكل من يلالالالالالالالادعي أنه من ثُوَارِها، وكلٌ منها يحتاج إلى مقالات منفصلة.. وقد يُبْعِدنا هذا– إلى حين- عن مقالات تاريخ الإخوان مع حكام "مصر" منذ العهد الملكي وحتى العهد المُشـــــيري.
عندما أطلق الجنرال "كولن باول" Colin Powell- وزير الخارجية الأمريكية في عهد "بوش الأب"- ما يُسمَّى بـ"خارطة الطريق" Road Map في 2003 لبدء خطوات تنفيذ السلام مع "إسرائيل"، استقبلتها "مصر" ومعها معظم البلاد العربية باستخفاف سياسي كبير. وبعد عِدة أعوام أطلقت السيدة الفاضلة "كونداليزا رايس" Condoleezza Riceفي عهد "بوش الابن" مبدأ ضرورة استخدام نظرية "الفوضى الخلاقة" Creative chaos ومعناها باختصار: إقامة حالات سياسية واقتصادية وإنسانية مستقرة وإيجابية، بعد مرحلة سابقة التخطيط الجيد والمدروس لخلق حالات من الفوضـى ومتعمدة الأحداث وضبط إيقاعاتها صعودًا وهبوطًا... الخ، استقبلتها "مصر" بنفس الطريقة، ولم يعر أحد من المسئولين أيًا منها الانتباه الكافي والتحفظ الوافي والإدراك الواعي لِما يُدار لهم وما يُحَــاك لبـــلادهم.. وكان نتيجـة هذا مـا هي عليـــــه حال "مصـــر" الآن، وما يعانيه المصريون اليـــوم، حيث بدأ الأمريكان في التنفيذ مبكرًا، ولم يخدعوا أحدًا، فقد أعلنوا نظريتهم على العالم كله، وانتبه العالم، لكن ظلـــت "مصر" ومعها أشقاؤها العرب أحفــاد أهل الكهف في سُبَاتِهِــــم العميق!. وقد قام الإخوة الأمريكان بتجريب هذه النظريــــة بـ"العــراق" مٌكتَسِبِـيــن خِبرات كبيرة في ممارستها، أفادتهم كثــيرًا في نجاح تطبيقاتها بـ"مصــر"، بعد أن درسوا الإمكانيات المُثلي لآليات وخطوات تنفيذها بالاشتراك وليس بالتعاون مع التيارات الإســـلامية المختلفة لِما يُسمَّى بالإســـلام السياسي. واستنادًا إلى الأُمية الأبجدية والعلمية والسياسية والدينية التي عليها الشعب المصـري خاصة، وجزء كبير من الشعب العربـي عامة.
بعد 14 يومًا من بِدء "هوجة 25 يناير"، وبتاريخ الثلاثاء 18 فبراير 2011، كتبت مُنبِّهًا المصريين، صارخًا:
* من هم شباب 25 يناير؟
* كل منْ بميدان "التحرير" الآن.. ليسوا بمصريين.. وإن كانوا.
* من الذي حاول القضاء على "مصر"؟ انتصار كامل وشامل للإخوان المسلمين.. رُفَعَت عنهم صفة المحظورة بأمر "أمريكا".
* أيدلوجية الإخوان.. لا ولاء لأوطان.
* "مصر".. لا تقرأ التاريخ ولا الجغرافيا.. ولا الدين.
ومن يريد التأكد من ذلك، فالرابط الأرشيفي هو:
http://copts-united.com/Arabic2011/Article.php?I=1027&A=30332
ومن قراءة واســــتقراء ما سبق، ها أنا أُعيد نفس التنبيه وذات الصراخ، قائلًا: انتبهوا .. ما يحدث في "مصر" الآن ليس بثورة على الإطلاق، بل هو تــآمر بآليات وفعاليات تطبيق نظرية الفوضي الخلاقة، بمثلث برمودا التنفيذي (الأمريكي/ الإسرائيلي/ التأسلمي). ولأن ما جاري ببعض بلدان المنطقة كـ"ليبيا" و"سوريا" و"اليمن" ليس كله ثورات، لكنه كله فوضويات خلاقة بالتركيبة الأمريكية مع اختلاف السيناريوهات باختلاف ظروف كل بلد، ما يجري الآن تحديدًا هو تآمر في صورة ثورات مُزيَّفة، وإعادة تفكيك للأوطان، والأهم المهم هو الاستيلاء المنظَّم على مصادر النفط ومنابعه، بالإضافة إلى التحكـم في العقل القائد للأمــة العربية كلها، على "مصـر".
وللأسف الشديد، يتم تنفيذ هذه المؤامرات القوية الحبكة على أيدى تطال بلادها هذه النظرية، وإن لم يكن بعد فإنها في طريقها لذلك، مثل الأيدي القطرية ولسانها الطويل (قناة الجزيرة التشقوقية) الملطَّخة بدماء المصريين في ميدان "التحرير"، بعد أن لعبت نفس الدور في "ليبيا" و"اليمن" و"سوريا"... بالإضافة إلى التهور الأمريكي المعروف في كثير من الأحيان، فقد تم القبض علي ثلاثة من الشباب الأمريكي مساء 23 نوفمبر.. تم ضبطهم بميدان "التحرير" وبحوزتهم عبوات حارقة.. ماذا يفعلون هناك؟
فكل ما حدث، ويحدث، وســيحدث في "مصر" الآن: من انقياد المجلس العسكري لرسائل الوفود الرسمية الأمريكية وتوجيهاتها- وقد يكون من منطلق أن ذلك لمصلحة "مصر"-، ومن إطلاق برابخ وبرازخ الإســلام السياسي على كافة اختلاف مدارسه وأغراضه وأهدافه، ومن تطعيم معظم فئات الشعب المصري بفيروسات جنون البقر السياسي والديني، ومن العمل على هدم "مصر" اقتصاديًا وتجويعهًا وتقزيمها..، ومن تمزيقها وطنيًا بكسر جناحي جسدها أقباطًا ومسلمين.. إلى كل أمور الاستهبال الانتخابي الحادث الآن، والذي أدَّى إلى إِنبـــــات لحيــــة بالصندوق الانتخابي، وإدارة الانتخابات بلجنة عليا أداء رئيسها يفوق آداء "عادل إمام" في أنجح مسرحياته... وقد يؤكِّد هذا بطـــلان الانتخابات الهزلية دوليـًا لإجرائها وتأسيسها على أســاس دينـــي مائة بالمائة..
وكالعادة، ولضيق المجال، أختم المقال..
لكل ما سبق، وهو جزء صغير من كل كبيـــر، أقول: إذا عُرِفت الأســـباب.. بَطُـل الإعجـــــاب بالثــــــــــــــــورة المزعومــة.
وإلى لقاء قريب بإذن من الله.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :