بقلم :  د.ماجد عزت إسرائيل

الاحتفالات بإعياد الميلاد فى أوروبا "مدينة بوخوم الألمانية نموذجاً"
تقع مدينة"بوخوم" فى ولاية "نوردراين فيستفالين" فى غرب ألمانيا،ويبلغ عدد سكانها إلى ما يقرب من نصف مليون نسمسه،و غالبية سكــــــانها من أصل ألمانى،ويسكنها بعض الأجانب من شتى دول العالـــــــم،ويدين معظم سكانها بالمسيحية.

وتشتهر مدينة بوخــــوم بالعديد من الصناعات ويأتى على رأسها السيارات (أوبل)، وتعتبر المدينة المركز الرئيسى للسيارات وهناك فروع للشركة منتشرة فى بلجيكا واسبانيا والبرتغال وإنجلترا وبلغاريا،كما تشتهر بالسياحــة وبها العديد من البحيرات المـــائية وحديقــة الحيوان والغـابات الطبيعيـة، والكنائس الآثرية،وبها أشــهر الأجراس وأكبرها فى مدن أوروبا حيث تم أنشأئه عام 1867م، ويقـــــــــع أمام بلدية بوخوم بوسط المدينة والمتاحف وأهمها متحف "الفحم"، الذى يضم كل الآلات والأدوات التى كانت تستخدم فى أستخراجه،وتشتـهر المــدينة بشوارعها الجميلة المتنوعة ذات المنــاطق الآثرية،والمحــلات والمـولات التجارية والمطاعــم والمقـــاهى ذات التراث الثقافى البديع الجمال.

والاحتفالات بإعياد الميلاد( ميلاد السيد المسيح) لها مذاق خاص بمدينة بوخوم حيث يحتفل بها كل منهما على طريقته، فيتم تزين المدينة بالأنوار، حاوية النجوم الذهبية، وتماثيل لبابا نويل، تساحبها موسيقى الميلاد الشهيرة، وتبدأ الاحتفالات أول شهر ديسمبر ، وجرت العادة بتقديم الهدايا للأطفال،على غرار تقديم المجوس الهدايا للسيد المسيح، وكان من أهم مظاهر هذا الاحتفال ضرورة أكل اللحوم بشتى أنوعه ،والبطاطا بالزبادى،وشرب النبيت خالى من الكحل ساخن، وأكل الكعك والشوكالاتة بأنواع متنوعه، وغالباً ما تكون على شكل بابا نويل.

ويواكب الاحتفالات بعيد الميلاد بداية السنة الميلادية(الكريسماس) فتنتشر حول بعض الكنائس الاثرية بالمدنية ما يعرف فى الشرق باسم " المولد" ،وربما تتشابه فى نفس العادات والتقاليد حيث يأتى إلى مدينة بوخوم سكان المدن والقرى المجاورة،وخاصة فى يومى السبت والأحد(العطلة الرسمية) فيلعب الأطفال بالالعاب مثل لعب القطارات الحديثة،والمراجيح،والتنشين، ووحضور المسرح ،مثل مسرح العرائس بالشرق، ومن الطريف أن كل القائمين على الألعاب والبائعين يلبسون ملابس شبة موحدة،تعود بنا إلى العصور الماضية، وكان من أبرز صور الاحتفال شراء تماثل الحلوى والشكولاتة للأطفال،والتحف والسلاسل،والصلبان وتماثيل الشمع والخشب،أما الاحتفال باليلة رأس السنة،فهو اليوم الوحيد المسموع ببيع الألعاب النارية بشتى أنواعها،حيث يخرج غالبية السكان فى الشوراع من الساعة الثانية عشر مساء حتى الواحدة من صباح بداية العام الجديد،حيث يتم أطلق الألعاب النارية معلنين بداية العام الجديد،كما كان أهالي المدينة يرتدون أفخر الثياب، ويتبادلون الزيارات والتهاني باعياد الميلاد.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الاحتفالات والأعياد الدينية ، كانت تشهد وفاقًا ومحبة بتبادل التهاني والزيارات فيما بينهما، وما زالت حتى الآن.
نستنتج أن سكان مدينة "بوخوم" استطاعوا أن يحافظوا على عاداتهم وتقاليدهم، وأضافوا ما يتفق مع تطور العصر الحديث و طبائعهم؛ كما عبروا في أفراحهم باعياد الميلاد ،عما لمسناه من بساطة ورضا متذكرين مولد "السيد المسيح" الطفل يسوع فى المذود.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :