"لا أتكلم إطلاقاَ عن السياسة" هذا ما قاله البابا "شنودة" الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية فى أول عظة له بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة عقب عودته من رحلته العلاجية بالولايات المتحدة الأمريكية و وذلك رداَ على تساؤل من شاب مسيحي حول الازمة السياسية فى مصر خلال الفترة الحالية.

 

وعندما سألت أحد الحاضرين البابا قائلة : "زوجى طلقنى مدنياَ بالخارج ولكن مازال يأتى إلى المنزل ولا يريد أن نعود لبعضنا مرة أخرى أو نصحح الطلاق المدنى ويقول لى أننا أمام الله متزوجين؟ , أجابها البابا شنودة وقال لها : "أعتبرى الطلاق المدنى كأنه لم يكن وفعلاَ أنتما أمام الله متزوجين"

وطالب البابا عدد من مسيحيي العراق من الأرمن الأرثوذكس بمدينة نينوى بعدم الخوف من الظروف الحاضرة عقب أنسحاب الجيش الامريكي من الأراضى العراقية , وقال لهم لو وجدتم مشكلات أجعلوا الله أمام تلك المشكلات وستختفى .

وعندما قال شاب من أسيوط أنه تقدم للهجرة للولايات المتحدة الأمريكية طالبه البابا بالتفكير ملياَ فى الأمر وتحديد الولاية التى سيقصدها من بين 50 ولاية أمريكية والوظيفة التى يمكن أن يعمل بها وهل شهادته معتمدة بأمريكا ام لا

ورداَ على تساؤل هل يمكن لسيدة أن تقوم بصنع القربان فى الكنيسة ؟ قال بطريرك الأقباط الأرثوذكس : مفروض أن صنع القربان يقوم به أحد المكرسين بالكنيسة ويستحسن أن يكون له صفة على الأقل شماسية وصنع القربان يحتاج إلى أن من يصنعه يتلو صلوات كثيرة معينة لكى يكون معجون ومخبوز بالصلاة .

وحول أمكانية حياة الشخص فى العالم دون زواج ودون رهبنة قال البابا أنه يمكن ذلك وهناك اتقياء تخصصوا فى أمور أو مشروع أستهلك وقتهم , مثل الدكتور مراد كامل الذى كان متخصصاَ فى العلم وصار رئيساَ لمدرسة الألسن ورئيساَ لقسم اللغات السامية بالجامعة , فهو تخصص فى العلم والعلم شغل وقته .

وعندما سأل أحد الحضور عن سبب إضاءة الشموع أمام الايقونات, قال البابا شنودة أنه أولاَ اعترافاَ منا أن القديس أو القديسة صاحب الأيقونة كان نوراَ للعالم وثانياَ إكراماَ لصاحب الأيقونة وطلباَ منه أن يشفع فينا امام الله , وأيضاَ أحتراماَ لصاحب الأيقونة التى تضاء الشموع أمامه .

ووصف البابا لجوء الفتاة التى أختطفت وأجبرت على شئ يخالف المسيحية إلى الإنتحار بخطية وقال أنها بالطبع ستكون قاتلة نفس وفاقدة للرجاء فى معونة الله ونعمته , وأيضاَ لن تستفيد شئ  من الانتحار .

ووسط عظة البابا قام اثنين من الحضور وهتفوا مطالبين البابا بحل مشكلات بعانون منها وقدما طلباتهما للانبا "يوأنس" سكرتير البابا الشخصي، إلا أن رجال الأمن كمموا أفواههم وطردوهم خارج الكاتدرائية.

 

وقال البابا فى محاضرته لهذا الأسبوع أن ربنا تقدس أسمه له اسماء كثيرة ولكننى ومنها "طيبة الله" و"حنو الله" , ونحن سعداء أن نكون فى رعاية إله طيب إله حنون , ومن طيبة الله أنه أعطانا نعمة الوجود ونحن لم نطلب له هذا الوجود لأننا لم نكن موجودين حتى نطلب وفى هذا الوجود نجده فى حنوه على آدم عندما وجد آدم يعيش بمفرده وكل ما أمامه من الحيوانات له رفيق ولكنه يعيش بمفرده وبدون أن يطلب أوجد له معين نظيره ليجد أحد يتحدث معه ومن نفس نوعه فأوجد له حواء وكان هذا من حنو الله على آدم لتكون معين نظيره ومن إكرام الله لحواء أنه لم يصنعها من التراب مباشرة كما صنع آدم أنما بطريقة معدلة وأرقى أنه أوجدها من دم ولحم وعظام , وبالطبع الله أوجد فيها عقلاَ لأن هناك بنات متفوقات أكثر من الرجال ومنحها أيضاَ صوتاَ ومن أجل ذلك فالمرأة مكتملة من كل شئ .

وأضاف البابا أن من حنو الله انه أوجد المرأة وصار لآدم معين نظيره ومع أن الله خلق الإنسان أولاَ من تراب ولكن من حنوه أبدى اهتماماَ كبيراَ بهذا التراب الذى هو الإنسان وسمح له أن يقف ويتحدث إليه وأحياناَ يقف دون خشوع وبلا لياقة , وسمح لهذا التراب إن أخطأ وكسر وصاياه أن يقف أمامه ويتحدث كأن شئ لم يحدث .

وقد بدت الأعداد التى حضرت العظة قليلة جداَ بالمقارنه بعدد الأقباط الذين يحضرون عظة البابا الإسبوعية وقد استقبل الحضور البابا فى اول عظاته عقب رحلته العلاجية وهو يحملون صوره ويهتفون بنحبك يابابا وبنحبك ياسيدنا , بينما أستقبلته النساء وهن يزغردن .