الأقباط متحدون | مصر تنتحب ولا يكفي الإعتذار
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٠ | الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠١١ | ١٢ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر تنتحب ولا يكفي الإعتذار

الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم  : مارثا فرنسيس

كلما هدأت مصر يخرج من يتعمد أن يكسر قلبها ثانية، أحداث متتالية ومتتابعة، يكون ضحيتها دائما ًمصر والمصريين، يخرج المصري ليطالب بالحرية ويثور حتى يقضي على الديكتاتورية، فيتنحى الرئيس السابق وتظل الديكتاتورية والنظام السابق بكل شره وتخطيطه الذي لا يريد لمصر الخروج إلى شمس الحرية

والديموقراطية، وبدلا من أن يقوم حماة مصر والمصريين بدورهم المنتظر، إختاروا أن يكونوا هم المعتدون بالضرب والإهانة والسب بأفظع الألفاظ والشتائم . مصر تنتحب بسبب ابنائها الذين يقتلون والذين يتعرضون لإصابات خطيرة وعاهات مستديمة، مصر تنتحب عندما يُسحَل أبنائها وتُعَرى بناتها وتداس أجسادهم وكرامتهم بأحذية رجال الشرطة المصريين، مصر تنتحب عندما يغيب الضمير، ف

يخرج لنا احد أعضاء المجلس العسكري المبجل، مكرراً نفس الاسطوانة المشروخة بأن هناك أيادِ خفية وعنصر ثالث،وهو ما مللنا سماعه منذ أواخر يناير الماضي، دون تحقيق أي خطوة واحدة في القبض على هذه الأيادي؛ الا إذا كانت من الأرواح الشريرة أو الكائنات الهلامية أو الفضائية وقام المحترم عضو المجلس العسكري بعرض لقطات لبعض البائسين وهم يلقون بالطوب على المجمع العلمي المصري- ورغم بشاعة ماحدث للمجمع العلمي- فكل منهم ليس له ماضي أو مستقبل، ولا يشكل له الحاضر أي فرق، وإثباتا لعدم الآمانة علمنا من أحدى المحاميات ان هؤلاء البائسين هم سجناء محبوسين على ذمة قضايا أخرى، وكأن كونهم ضحايا الجهل والظلم وشدة الفقر وتعدد الزيجات وسهولة الطلاق والقائهم ليعيشوا في الشوارع، بكل ماتحمل هذه العبارة من مهانة وذل وضياع

وممارسة الشذوذ وتعاطي المخدرات والسرقة وإستخدامهم في البلطجة أو إرتكاب الجرائم مقابل المال-وكأن كل ذلك ليس كافياً لهم فيؤتى بهم ليكون كل منهم كبش فداء من جديد!!

ونسى أو تناسى السيد عضو المجلس مقاطع أكثر بشاعة وقسوة من جنود يقذفون المصريين بالطوب والزجاج والسيراميك والرصاص الحي، من فوق أسطح مباني حكومية منها مجلس الوزراء بالإضافة الى سلوكيات غير مهذبة ومخزية يندى لها الجبين ويخجل من مجرد مشاهدتها الشرفاء، ومئات المشاهد التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك تورط جنودنا البواسل من الجيش والشرطة في اهانة وابادة المصريين.

مصر تنتحب لسكوت التيارات الدينية الإسلامية التي خرجت وحاربت وحرقت ودمرت وقتلت لأجل بعض الشائعات التي اطلقت عن إعتناق مسيحيات للاسلام رغم انها قضية شخصية لا يصح التدخل فيها وبغض النظر عن صحة أو كذب هذه الشائعات! وفي نفس الوقت لم يتحرك لهم ساكناً عندما أهينت بنات مصريات سواء بالضرب أو السحل أو التعرية أو السب أو التحرش وهي جرائم يعاقب عليها القانون الأخلاقي قبل القانون الوضعي، ويبدو أنهم يوفرن كل الجهد والطاقة والأموال لشراء الأصوات والتخلص من بعض صناديق الانتخابات غير المرغوب فيها!

بكل أسف لا يكفي الاسف المتعالي ياسيادة أعضاء المجلس العسكري، الأسف الذي لم يصل حتى الى مرتبة الإعتذار، لا يكفي لأنه ليس هناك أي ضمانات بعدم تكرار نفس الاعتداءات والسلوكيات المشينة، لا يكفي الاعتذار الشكلي المتجاهل لكل التعديات والجرائم التي أرتكبها جنود مصر ضد شعبها. لن يكفي الإعتذار إلا بعد تصحيح الوضع الحرج الذي تعيشه مصر الآن، وبعد أن تعلن نتائج التحقيقات مع النظام البائد بصدق وحيادية، وبعد أن يرد اعتبار كل مصري شاب أوفتاة انتهكت كرامتهم وانسانيتهم.

وسؤالي الى المجلس العسكري وسيادة المشير طنطاوي اذا كانت كل هذه الجرائم يقوم بها الجيش والشرطة في مواجهة المصريين أبناء نفس الشعب فما هي طرق التعامل في الحروب مع الأعداء؟
قلبي معك يامصر ياوطني الجميل .
محبتي للجميع

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :