الأقباط متحدون | يا شباب الثورة.. العمل ينادينا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٧ | الجمعة ٩ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٨ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا شباب الثورة.. العمل ينادينا

الجمعة ٩ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: فايز فرح
نجحت ثورة 25 يناير 2011 الشبابية الشعبية وحققت مطالبها الرئيسية، وأثبت شباب "مصر" أنهم أحفاد الفراعنة أصحاب أول حضارة إنسانية، وأشاد العالم شرقه وغربه بشبابنا الذي نعتز به دائمًا.

نظَّف الشباب "مصر" من الفساد، ثم نظَّف بأيديه ميادين البلاد والشوارع من القمامة وآثار المظاهرات.

وجاء الآن وقت العمل والجهاد والعرق حتى تتحوَّل الإنجازات إلى أعمال يشعر بها كل المصريين، لابد أن يشعر أصحاب الثورة أن باب العمل يفتح أمامهم على مصراعيه دون وساطة أو محسوبية أو شللية، لابد أن يشعر كل شاب مجتهد متميز موهوب أن الفرصة متاحة له ليخدم بلده، وأن المناخ يساعده على الإبداع. كذلك لابد لكل المظلومين في المؤسسات والهيئات والشركات المختلفة أن تُنظر شكواهم وأن يحصلوا على حقوقهم كاملة، فقد ظلموا سنوات طويلة وجاء وقت العدالة والحرية والديموقراطية الحقيقية، ومن الطبيعي أن يصرخ المظلومون ويعبروا عن آلامهم ومعاناتهم، كل هذا مشروع.. ولأن النظام السابق كان ظالمًا فعلًا فقد شمل ظلمه كل المصريين، ومن هنا وجدنا المظاهرات العديدة في كل المؤسسات والوزارات والمصالح، الكل يريد أن يحصل على حقه ويتخلص من الظلم البيِّن الذي وقع عليه.

وجدنا "مصر" كلها تتظاهر في فورة غضب ضد الظلم والفساد، وعندهم جميعًا الحق كله، فهذا هو وقت الحرية والتعبير والعدالة بعد فساد دام سنوات طويلة. هنا نتذكر الآية الكريمة: "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" صدق الله العظيم.

رسالة الشباب وصلت للمسئولين، والكل يحترم طلباته، ونحن الآن في مرحلة جديدة، بعد الثورة وبداية بناء الدولة الجديدة، ويحتاج المسئولون إلى فترة وقتية للتفكير السديد والبناء المتين، ويجب أن نعطيهم الفرصة لذلك؛ لأن الدنيا نفسها لم تُخلق في يوم وليلة، بل إن الخالق العظيم خلقها في ستة أيام، والخلق في حد ذاته كان للعمران، فالإنسان هو الذي عمَّر العالم وشغله بفكره وكفاحه وعرقه، ولو لم يعمل الإنسان بجد واجتهاد لما وصل إلى حضارة القرن الحادي والعشرين.

العمل هو ضرورة إنسانية من أجل بقاء الإنسان وتقدمه ورفاهيته. لقد ثار الشباب من أجل حياة أفضل، والحياة الأفضل هذه لا يمكن أن تتحقق إلا بالعمل الجاد المستمر المتقن. من هنا لابد أن يذهب شبابنا إلى عمله ويترك ميادين المظاهرات، ومن الطبيعي أن الدولة لا يمكن أن تحقق للجميع طلباتهم في الحال، لكنها وعدت بالخير والدراسة وتحتاج إلى وقت لكل هذا، وهي تعمل ليل نهار كما نرى من أجل ذلك، ويجب أن نساعدها في ذلك بأن نعمل ونزيد الإنتاج حتى تجد الدولة الموارد الكافية لتحقيق مصلحة الجميع.

أما المظاهرات وضياع الوقت في الهتافات والطلبات فإنه سيعيق العمل ويعطله ويسبب خسارة على الدولة وعلى كل مواطن منا، وأنا أتخيل فقط خسارة السياحة اليومية على "مصر" ملايين الدولارات!!.

ألسنا بحاجة إلى هذا المال؟ إن المظاهرات والإحتجاجات لن تجدي لأن الرسالة الأساسية قد وصلت، والذي يحدث يمكن أن يؤدي للفوضى العارمة وتعطل المصالح والخدمات للشعب. إن هذه الفوضى في المظاهرات التي يمشي فيها أصحاب الشكاوى الحقيقيين يمكن أن يندس فيها بعض المأجورين الذين عانينا منهم خلال الأيام الماضية وحوَّلوا مجتمعنا إلى غابة يقف فيها سكان كل عمارة حاملين العصي والشوم والأسلحة البيضاء للدفاع عن أنفسهم..!

وهل نتصوَّر مثلًا أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه رغيف الخبز أو طبق الفول أو عربة الإسعاف أو وسيلة المواصلات؟ إن استمرار المظاهرات والهتافات والفوضى يمكن أن يؤدي إلى ذلك بالفعل.

من هنا نحن نثق في شبابنا وفي كل متظاهر يدافع عن حقه، ونقول له لقد عبَّرت عن نفسك ومشكلتك، ولك الحق، وثق أننا معك ونبحث عن أفضل الحلول حتى تأخذ حقك وتتمتع بحريتك كإنسان مصري له كل الحقوق وعليه كل الواجبات.

العمل هو طريقنا إلى تحقيق مطالب الثورة الرائعة البيضاء التي قمتم بها يا شبابنا.. يا أعز ما تملك "مصر".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :