الأقباط متحدون | يسألونك عن القلة المندسة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣٠ | الاربعاء ٧ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٦ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

يسألونك عن القلة المندسة

بقلم: Oliver | الاربعاء ٧ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

Oliver : بقلم

لا تقل "قلة مندسة"؛ لأن القلة المندسة لا يوجد لها يونيفورم طبعًا، فمن غير الطبيعي أن تتعرَّف عليها وسط الآلاف بل الملايين الهادرة. فالقلة مثلها مثل الكثرة لا يوجد ما يميِّزها عنهم.. فكيف استطاعوا التمييز بين الفئة المندسة والجماهير؟؟ كيف اكتشفوا أنها قلة؟؟؟ ربما هي كثرة..

وكيف إذا اكتشفوا أنها مندسة لم يستخرجوها من بين الكثرة؟ الموضوع لا علاقة به بالقلة ولا بالكثرة. المسألة أكبر من هذا التسطيح الإعلامي، فما هو موضوع الفئة المندسة؟؟.

السؤال الأهم: هل توجد فئة مندسة؟
الإجابة: نعم توجد فئة مندسة..، بل فئات.
السؤال التالي: من هي هذه الفئة؟ وما هي مصالحها؟ من يقودها؟ ولماذا لا يقبضون عليها؟
الإجابة: واحدة واحدة.. فلنجيب عن من هي الفئة المندسة..
الحقيقة، إن هناك فئات مندسة كثيرة، ولكن تتفق الأهواء تارة وتارة أخرى تختلف المصالح.. دعنا نستعرض هذه الفئات..
الفئة الأولى المندسة هي الحرس الجمهوري..
طبعًا أنت تعرف أن القوات المسلحة عبارة عن عدة أسلحة.. وكل سلاح له كتائب وألوية، وله طبعًا قائد.. كل القادة الآن هم المجلس العسكري.. كل الأسلحة تتعاون معًا لتنفيذ المهام الدفاعية والقتالية لحماية حدود "مصر"، أما الحرس الجمهوري فهو فصيل مختلف عن كل قيادات الجيش، طبيعة عمله تنحصر في حماية الرئيس وحماية المنشآت السيادية- أي قصور الرئاسة، وإتصالاتها، والمطارات، والطائرات الرئاسية وما يتعلق بها-.. الحرس الجمهوري ولاءه للرئيس وليس لأي جهة أخرى، ولا حتى "مصر".

له قائد لا يخضع للمجلس العسكري ولا لأي وزير، وهو يأخذ أوامره من الرئيس وحده.. وهذا القائد هو الوحيد الذي يعطي الأوامر لسلاح الحرس الجمهوري، وتحت إمرته جهاز معلومات وإتصالات على أعلى مستوى.

عندنا أربعة أجهزة للمخابرات؛ وهي: المخابرات العامة، والمخابرات الحربية، وأمن الدولة، ثم رابع الأجهزة وأخطرها هو مخابرات الرئاسة، وهي جزء من الحرس الجمهوري.. فهؤلاء نخبة الجيش، وكل الجنود والضباط في هذا السلاح يأتمرون بأمر قائدهم وحده؛ لأنه لا يوجد من يفوقه سوى الرئيس، وهو غائب الآن..

هذا الحرس بدأ أول فئة مندسة حين قام بعملية فاشلة لاغتيال "عمر سليمان" بعد قراءته خبر التنحي.. وقد لقي سائقه مصرعه في السيارة التي كان مفترضًا أن يركبها "عمر سليمان" ولكنه تركها وركب سيارة أخرى..
وحتى بعد أن أظهر المجلس العسكري بعض كواليس فيديو التنحي، قال اللواء "عثمان" أنه كان متخوفًا من أن يمنعه الحرس الجمهوري من دخول "ماسبيرو"؟؟؟.

إلى هذه الدرجة يخاف قائد سلاح كبير في الجيش بدرجة فريق أو لواء من حرس يقف على أعتاب المبنى لا تصل أكبر رتبة فيه إلي مقدِّم.. نعم، ولكن هذا المقدِّم لا يملك كل قادة الجيش سلطة عليه، بل يملك فقط قائد الحرس الجمهوري هذه السلطة.

إذن، نحن لدينا الآن جيشان.. جيش يقوده المجلس الأعلى للقوات المسلحة (18 قائد حربي ليس من بينهم قائد الحرس الجمهوري)، وجيش أصغر ولكنه أكثر تدريبًا وأعلى تقنية هو جيش الحرس الجمهوري، ويقوده اللواء الذي لا يعرف أحد أسمه، والذي قال عنه الفريق "سامي عنان" أنه رهن الاعتقال.. بسبب محاولة انقلاب فاشلة بعد الثورة، وكان ذلك قبل حبس أبناء "مبارك"، وقبل إحالة "مبارك" للمحاكمة. قال هذا "سامي عنان" وهو في ميدان "التحرير" يوم الجمعة 11 مارس 2011، وسمعه العديدون من الشباب الذي جاء ليحاورهم.

وإذا صدَّقنا هذا القول، فإننا نربط بين هذه المعلومة الخطيرة وبين التصريحات المتكررة والصادرة من المشير ومن "سامي عنان" بأن هناك أحداثًا خطيرة لم يأت أوان الكشف عنها، وبأن هناك تحديات من الداخل ليس هذا وقت كشفها.. فإذا كان الهدف هو عدم إظهار الجيش أنه منقسم فهو هدف أؤيده.. ولكن بما أن المعلومة وصلت فمن الأفضل أن نعرفها بدقة وبالتفاصيل.. فإذا كان الحرس الجمهوري يعيث فسادًا في كل عموم "مصر"، ويستغل قدراته التقنية والمعلوماتية لتخريب "مصر"، فإن للشعب كله وقفة، ولا يوجد من هو أقوى من الشعب..

وإما أن الاحتمال الثاني يكون أن هذا الحرس الجمهوري لم تتم السيطرة عليه بعد، وأن هذه الأحداث هي أعراض انفلات هذا الحرس الجمهوري فيكون وقتها الأمر خطير.. ونكون كمن يعيش انقلابًا عسكريًا يوميًا..

السؤال الثاني: ما مصلحة هذا الحرس في الفوضى؟؟؟ متى تتفق مصلحته مع المجلس العسكري؟ ومتى تختلف؟
الإجابة: إذا صدقنا رواية "سامي عنان"، يكون أن هذا الحرس الجمهوري في حالة غليان بسبب اعتقال قائده الوحيد وتنحي قائده الأعلى، ويكون حرس بلا قائد، أي فئة لا سيطرة عليها.. هي بالقطع ليست ضد الشعب في شيء أصلًا لكنها ضد المجلس في جزئية اعتقال قائدها، وهم والمجلس معًا يقفون ضد الثورة لأنها أطاحت بالقائد الذي يأتمرون بأمره، ولكنهم يخدعون الشعب بأنهم مع الثورة.. هم مع المجلس ضد الثورة وضد المجلس إلى حين الإفراج عن قائدهم والإبقاء على تفردهم بأنهم قوة لا شأن بالمجلس العسكري بتنظيماتها أو بأعمالها. نستطيع أن نقول بوضوح: نحن أمام إنشقاق خطير في الجيش وليس انقلاب..

نحن هنا أمام صراع قادة وليس على مستوى أقل.
نحن أمام موقف في منتهى التعقيد عسكريًا..
هل الحرس الجمهوري هو الذي ارتكب مذبحة "ماسبيرو"؟؟؟
الإجابة: دماء شهداء "ماسبيرو" متفرقة بين قوتين؛ لأن الحرس الجمهوري لم يعد يحرس "ماسبيرو" منذ مارس 2011، بل تحرسها الشرطة العسكرية وقوة من المشاة قيادة، فيكون شهداء "ماسبيرو" قد ذبحتهم قوات الجيش النظامي الواقفين عند "ماسبيرو"..

ولكن لا توجد في هذه القوات قناصة، بل القناصة تابعون للحرس الجمهوري، فيكون أن القناصة التي قتلت البعض في "ماسبيرو" هم من الحرس الجمهوري والبعض الآخر كما شاهدنا ذبحتهم مدرعات الجيش ورصاص بعض الموتورين من القوة العسكرية على أعتاب "ماسبيرو".

لكن غرابة المشهد تعكس شيئًا مهمًا.. كيف يبقى القناصة في المنطقة وهو من الحرس الجمهوري، بينما لم يعد الحرس الجمهوري مسئولًا عن "ماسبيرو"؟؟ هل يعمل وحده؟؟ ما مصلحته؟؟ من يصدر له الأوامر؟ هل يريد أن يورِّط الجيش؟؟ لا عليك يا قناصة، فالجيش سبقك وتورَّط بدون رصاصاتك.. أنت فقط أكملت السيناريو الحزين وعزفت على أوتار الدم دون أن تعرف.

وليس مستغربًا أن نقرأ في الصحف مؤخرًا أن قناصة الثوار هي بعينها قناصة "ماسبيرو" كما نشرت مؤخرًا الصحف المصرية.

إذن القناصة والمدرعات قوتان مختلفتان في التوجه لكنهما اشتركا معًا في هذه الجريمة.

إشاعة الفوضى ورقة في يد هذه القوة للمساومة على موقعها في السلطة، وللإفراج عن قائد الحرس الجمهوري، وتبرئة ساحته باعتبار أن ما قام به من اعتداء على الشعب هو من صميم عمله لحماية الرئيس.. ربما هكذا يفكِّرون..

الفئة الثانية المندسة: البلطجة الإسلامية
هذه فئة تخدم تحت الطلب.. هي الذراع العسكري للإخوان.. وهم خليط بين سلفيين وبين إخوان.. هذا الذراع العسكري هم في الأصل مجموعة بلطجية دفعوا لهم لكي يصبحوا ميليشيات عسكرية إسلامية.. هذه هي التي كانت تستعرض قوتها في الأزهر منذ سنتين وتم القبض عليهم، ثم أثناء الثورة قامت الداخلية بتسريحهم ليساهموا معها في إشاعة الفوضى في الشارع المصري.

الحق يُقال، إنها فئة منظمة جدًا، تخرج مجموعات وتختفي مجموعات.. وهي الفئة التي قطعت أذن "أيمن متري" في "قنا"، وأحرقت كنائس "إمبابة"، وهي الفئة التي خرجت على مظاهرة الأقباط عند نفق السبتية قبل أحداث "ماسبيرو" بدقائق، وهي الفئة التي خرجت أثناء مظاهرات "شبرا" في تذكار الأربعين لشهداء "ماسبيرو".

هذه المليشيات هي التي بها يهدِّد الإخوان ببحور الدم إذا مس أحد المادة الثانية للدستور، وهي الفئة المسئولة مسئولية مباشرة عن أية أحداث بلطجة في أية انتخابات تمت بعد الثورة، وستبقى هي الفئة المتحكمة في صناديق الانتخابات بإرهابها للقضاة والناخبين.

هؤلاء الذين خرجوا الساعة السادسة في اليوم الثاني للانتخابات، أي بعد انتهاء مأموريتهم في بلطجة الصناديق، ووصلوا إلي "التحرير" يعتدون على المعتصمين فيه؛ لأنهم سبب لفقدانهم العديد من الأصوات في الشارع المصري.

هي فئة قضيتها الوحيدة هي إرهاب الأقباط والعلمانيين، وكذلك هي الذراع الطولي التي يلوح بها قادة الجماعة الإسلامية الإرهابية وقادة السلفيين الإرهابيين.. هي التي بها يهدِّدون كل من يتجرأ على فضحهم.

الفئة الثالثة: هي بلطجية وزارة الداخلية
هذه الفئة تتكون من العساكر والمخبرين وأمناء الشرطة.. هؤلاء الذين كانوا ذات يوم يحكمون الشارع بفسادهم وتطاولهم وإجرامهم، كانوا يسرِّحون المجرمين ليعملوا لحسابهم، كانت الميكروباصات ملكًا لهم في معظم الخطوط، وهم كفيلون بحمايتها من الغرامات والإتاوات وبقية الأخطار التي يتعرض لها الباقون.

هذه هي الفئة التي كانت تفرض على المقاهي والمطاعم ونوادي الإنترنت وحتى محال الذهب إتاواتها، وقد راحت الدجاجة التي تبيض ذهبًا، وجاءت الثورة على غير هواهم، وتوافقت خسائرهم مع خسائر قادتهم الضباط الكبار الذين أصبحوا مهدَّدين بالحبس مع قائدهم لسبب تجبرهم وتصلفهم وقساوتهم مع الشعب، وهم جميعًا معترضون على محاكمة قائدهم الذي كان يتستر على جرائمهم ضد الإنسانية ويعطهم حرية اختيار أي طريقة تتراءى لهم في التعامل مع الشعب.. والآن هم بلا درع واق من القضاء.

نحن أمام تمرد على الوطن.. وزارة بأكملها تتمرد على شعب "مصر" بأكمله، نحن نعاني إنشقاقًا في الجيش وإنشقاقًا في الداخل.

ولأنهم اعتادوا الصلف والجبروت بينما تغيِّر الشعب وأفاق بعد استسلامه للقهر زمنًا طويلًا، لذلك نسمع عن ضحايا من الشرطة بسبب عدم توقعهم رد الفعل لرجل الشارع فيما هم يتعاملون مع البشر دون احترام، تكون النتيجة اعتداء الشارع عليهم في معظم الأحوال.

هذه الفئة هي التي تسببت في ضحايا شارع "محمد محمود" وكذلك ضحايا في "الإسكندرية" وفي "الإسماعيلية".. هذه الفئة لا تعتدى إلا بدافع الإبقاء على إرهاب البسطاء في الشارع، فهذه هي طريقتهم الوحيدة للتحكم في الأمن.. الإرهاب وحده.. لأنهم عجزوا عن التعامل بحرفية رجال الشرطة في البلاد المتحضرة، واكتفوا بفكر البلطجة فوق القانون..

غير أن فئة أمن الدولة المنحل هي التي تغذي الشعور بتفكك الشرطة التام؛ لأنها فئة لا تقبل قرار حل جهاز أمن الدولة.. كما أن الدولة التي أصدرت هذا القرار ليس في يدها قوة ولا خطة لتنفيذ القرار سوى تغيير اسمه، فأصبح لدينا جهاز منحل دون أن ينتسب لأي جهاز موجود، ودون أن يتأقلم على أية أوضاع جديدة.. هي فئة غريبة الآن وسط الشرطة، لا تجد نفسها ولا يقبلها الآخرون أيضًا.. فئة ضالة حقًا.

الفئة الرابعة في هذا المقال هي فئة قوات الشرطة العسكرية.. وهي قوات عسكرية مهمتها الحقيقية فرض الانضباط للعسكريين في حال تواجدهم خارج معسكراتهم؛ فهي فئة تتعامل بالأوامر والأحكام، لا توجد فرصة للنقاش ولا طول بال للتفاهم. ولما وجد المجلس العسكري نفسه مضطرًا أحيانًا لاستخدام القوة، ولأنه يعرف أن استخدام القوة سوف يهيج الشعب عليه؛ لذا هو الذي اخترع "الشرطة العسكرية المدنية"، وهي قوة عسكرية تلبس مثل رجل الشارع ولكنها تعمل بأوامر عسكرية من اللواء "حمدي بدين".. هذه هي القوة التي يظن المجلس العسكري أنه يتخفى وراءها، يستخدم القوة من خلالها ثم يخرج أحدهم بتصريح أن الجيش يلتزم بأقصى درجات ضبط النفس.. هذه مشابهة تمامًا لنموذج الشرطة التي ترتدي زيًا مدنيًا وتنشر الفوضى وتهاجم الثوار.

هذه هي القوة التي تعتدي على المتظاهرين في "التحرير" ولا تعتدي طبعًا على المتظاهرين في "العباسية".. هذه القوة التي اعتدت على المظاهرة في "كوبري القبة" التي قالت إنها متَّجهة إلي وزارة الدفاع للتظاهر أمامها، فقابلوهم في كوبري القبة، ثم قال المجلس العسكري إنهم أهل منطقة "كوبري القبة"!!.

هذه هي أخطر فئة تلقى حماية من أعلى سلطة موجودة حاليًا، ولديها ميول عنيفة مسبقًا بحكم طبيعة عمل الشرطة العسكرية.

هذه هي الفئة المندسة التي يستخدمها المجلس للإيحاء بأن هناك جماعات في الشعب ترفض الثورة أو المظاهرات، هذه فئة تعمل وسط الجماهير وهي تعرف أن هناك كاميرات ترصدها وتتابع عملها، وكلما كانت عنيفة مع الشعب ومخرِّبة كلما نالت رضى القادة العسكريين الذين يستخدمونها لإيجاد الفرقة بين الثوار والشعب.

توجد فئات أخرى بالشارع المصري؛ من حماس، وحزب الله، وأجهزة مخابرات من دول عديدة، لكنهم يعملون بالتنسيق مع قياداتهم بالداخل.. وهؤلاء نؤجِّل الحديث عنهم إلي مقال آخر.. هؤلاء جميعهم مندسون.

كما ترون.. كلها فئات منظَّمة.. مندَّسة أو مدسوسة.. هي معروفة للمجلس، بل بعضها من صنع يده، وبعضها موجودة برضاه، والبعض الأخير خارج عن سيطرته.

لكن هذه الفئات مجتمعة لم تستطع أن توقف الثورة، ولم تستطع أن تكمم أفواه الثوار.. كم أنت عظيم يا شعب "مصر" بعيدًا عن هذه الفئات المندسة.

رسالة للخائفين واليائسين
لكن حتى نلتقي، علينا أن نتماسك ونداوم على الثقة في وعود الرب يسوع الذي بارك شعبه "مصر"، ولا نسمح لأحد أن يخيفنا أو يجعل الكآبة والضيق تخترق مشاعرنا وقلوبنا. كل من يصدِّر لكم اليأس والكآبة هو عدو للروح القدس المعزي. فلا تسمحوا له بذلك، ولا تستحسنوا كآبته. قولوا بعضكم لبعض إن الخير في يد المسيح ولن يمكن لأحد أن يحوِّله إلى شر، بل شرورهم ستصبح خيرًا في يد المسيح الرب. استمتعوا بحماية المسيح الخاصة للملتجئين إليه، الذي أسقط "جليات" سوف يهزم كل تابعيه. يد الرب لا تقصر عن أن تخلص بالقليل وبالكثير. لا تصدِّقوا من يقول إننا مقبلون على كوارث، بل نحن سنرى عجبًا من مخلصنا يسوع المسيح. وأما اليائسون فأرجوهم أن يتوقفوا عن نشر يأسهم في مقالاتهم المزرية المعذّبة لنفوس البسطاء، وأقول لهم: التفتوا إلى الرب وهو قوتكم، ولا تحسبوا الثقة به خسارة أو ضعف، بل أصل القوة هو، ونبع النصرة هو. لا تكتبوا بعقولكم المقفلة عن سر النصرة، صلوا قبل أن تبدأوا نشر أفكاركم فتخرج عندئذ مملحة بالنعمة والرجاء. لا تسمحوا أن تقتنوا في داخلكم نفس مهزومة، فالذي فيكم أقوى من الذي في العالم، ضعوا أفكاركم في يد المسيح فيحوِّل الخوف إلي ثقة ويقيم النفس المنحنية.

أخطر عدو يتربَّص بأولاد المسيح هو أن يظنوا أنهم متروكين، أو أنهم وحدهم في الساحة أمام خصومهم.. هذه خدعة أيها الأحباء؛ فنحن لسنا وحدنا، هو معنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر، هو وعد وهو أمين في وعوده. قولوا للخوف أنت باطل، وقولوا لليأس أنت شر، وقولوا للرجاء أنت مريح التعابى؛ لأن المسيح هو رجاؤنا، وفيه حياة المنتصرين.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :