الأقباط متحدون | أقباط ونشطاء: الانتخابات تحولت إلى إطار دينى ومصر ستشهد فترة عصيبة.. مدحت بشاى: مصر لم تكن مهيأة للديمقراطية فى شارع تسوده الأمية والطائفية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣١ | الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٣ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أقباط ونشطاء: الانتخابات تحولت إلى إطار دينى ومصر ستشهد فترة عصيبة.. مدحت بشاى: مصر لم تكن مهيأة للديمقراطية فى شارع تسوده الأمية والطائفية

اليوم السابع- كتب: نادر شكري | الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٩: ٠١ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

أبدى أقباط ونشطاء ورجال دين خوفهم من الفترة المقبلة التى تمر بها مصر، بعد ظهور المؤشرات الأولى للانتخابات بتقدم حزب الحرية والعدالة الابن الشرعى للإخوان المسلمين، وحزب النور السلفى، مؤكدين أن البرلمان المقبل سيكون برلمانًا دينيًا لا يعبر بشكل كبير عن جميع أطياف وأحزاب الشعب المصرى، وسيخرج عن نطاق طموحات المصريين أثناء خروجهم بثورتهم من أجل دولة عصرية.

يرى مدحت بشاى، الناشط القبطى وأحد مؤسسى جبهة العلمانيين، أن الانتخابات تحولت إلى التصويت على إطار دينى، خصوصًا عندما استمر الإخوان والسلفيون فى التأثير على الناخبين بدعوى أن الانتخابات دينية، بعد شائعة إعداد الكنيسة لقائمة انتخابية تؤيدها، ونجحت التيارات الدينية فى استغلالها، فضلاً عن ربط اسم نجيب ساويرس بـ"الكتلة المصرية" واستهداف الناس بأنها "كتلة صليبية"، فتحولت الانتخابات إلى ما كان عليه الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتم استغلال عامل الجهل والأمية، التى تصل نسبتها إلى 60%، فى توجيه الناخبين إلى التصويت على أساس دينى، وهذا يدفعنا للتصور بأن البرلمان سيكون على إطار توجهات فكرية.

وأضاف "بشاى" أن مصر لم تكن مهيأة للديمقراطية فى ظل شارع تسوده الأمية والطائفية، وما زالت تستخدم الأساليب القديمة باستخدام عاملى الدين والمال، ولذا فما حدث ليس انتخابات بل جريمة فى حق ثورة 25 يناير، لأنه كان يجب تأهيل الشارع وتوعيته بشكل كبير قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، وأشار إلى أن الأقباط قدموا صورة إيجابية بمشاركتهم فى الانتخابات، وقدموا ما لديهم من مشاركة من أجل دولة مدنية، ولكن الأحزاب السياسية والقوى الديمقراطية خيبت الآمال.

ويرى المستشار أمير رمزى، عضو لجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء، أن الأقباط يشعرون بتخوف من النتائج التى تظهر تفوق التيار الإسلامى لأن تجاربهم السابقة لم تكن تبشر بالخير، فالأقباط عانوا مع الإسلاميين طوال السنوات الماضية، وهم فصيل محظور، فماذا سيكون الحال إذا تم الاستحواذ على الأغلبية، وهناك فتاوى عن الجزية وتحريم تولى القبطى بعض الوظائف، والنقطة الأخرى هى أن الأقباط كانوا يأملون فى دولة مدنية، وأن لا يستحوذ فصيل واحد على مقاليد الأمور فى البلاد.

وأضاف "رمزى" أنه من المؤسف أن يكون تقدم الإخوان والسلفيين بالجولة الاولى ليس نتيجة اقتناع الناخب بهم، ولكن لأن هناك نسبة 60% من الأميين صوتوا لهم لأنهم لم يعرفوا غيرهم، ولأن الإخوان قوة منظمة استطاعت أن تتواجد فى جميع اللجان للتأثير على الناخبين، مع استغلالهم حربًا غير شريفة بتغيير إرادة الناخبين بأن "الكتلة" ترتبط باسم نجيب ساويرس، وهذه محاولة لتقسيم المجتمع إلى مسلم ومسيحى، لا سيما أن الكثير من المصريين ليس لديهم الوعى والإرادة الحرة فى الاختيار، وهو ما يتطلب توحيد المصريين والمستنيرين لاستكمال رحلة النضال حتى يتحقق الخير لمصر والمصريين، للحفاظ على كرامة وحقوق الإنسان، لا سميا أن وصول حزب النور يعنى أنه سيمارس أساليب تشدد تضعف من كرامة وحقوق الإنسان، وتهدد من وضعية الأقليات الدينية والمرأة.

وقال الدكتور رامى عطا، الباحث فى شئون المواطنة، إن نتائج المرحلة الأولى مجرد مؤشرات وليست نتائج نهائية، لأن هناك مرحلتين أخريين، وهذا يدفعنا للتأكيد على أهمية مشاركة كل المواطنين فى الإعادة، وفى التصويت بالمرحلتين المقبلتين، أما الأقباط فأظن أنهم يميلون إلى تأييد دعاة الدولة المدنية التى تؤكد مبدأ المواطنة، وهذه ظاهرة تاريخية، ففى بداية القرن العشرين دخل عدد كبير من المواطنين الأقباط حزب الأمة، والذى كان يؤكد فكرة أن مصر للمصريين، وبعد ثورة 19 دخل كثيرون منهم حزب الوفد الذى قام على أساس فكرة الوحدة الوطنية.

وأضاف "عطا" أن مستقبل مصر من المهم أن يشارك فى صياغته كل أطياف الجماعة الوطنية المصرية، من مسلمين ومسيحيين، رجل وامرأة، ليبراليين ويساريين وتيارات دينية.. إلخ.. لأننا جميعًا نعيش فى وطن واحد ويجمعنا مصير مشترك، وإذا جاء الإسلاميون وشكلوا أغلبية فى البرلمان فإننى سأحترم إرادة الناخبين، ولكن سأظل أدعو للدولة المدنية، دولة المواطنة، دولة كل المصريين، وإذا جاء الإسلاميون بقوة فى البرلمان ستكون أمامهم معارضة قوية وهذا يطمئننى كثيرًا.

أما كمال زاخر، المفكر السياسى، فيرى أن ما صرح به الإخوان حول تشكيل الحكومة ووضع الدستور لا يخرج عن إطار أدبيات الإخوان حول فكرة التمكين، فعندما يقتربون منها تظهر لغة أكثر حدة، وهى لغة ظهرت قبل إعلان المؤشرات كثيرًا من خلال المشهد السياسى بالشارع، وسيطرتهم بقوة وظهورهم فى صورة القوة الوحيدة بالشارع، والتى باتت أمرًا واقعًا، وأضاف أنه غير منزعج من أغلبية الإخوان لأنه أمر يجب مواجهته بشكل أكثر عقلانية لنزع الخوف الداخلى، ولنرى ماذا سيقدمون، وليعرف الشارع حقيقتهم وحجمهم الحقيقى، بعيدًا عن لغة الدين التى تستخدم فى تغييب العقل، وأشار إلى أن الإعلان الدستورى الذى تم وضعه لن يسمح لهم بالاستحواذ على وضع الدستور، وإقصاء طوائف أخرى غير ممثلة، لأن إقبالهم على هذه الخطوة سيكون بداية صدام جديد مع المجلس العسكرى والتيارات الأخرى.

ويؤكد الدكتور عوض شفيق، أستاذ القانون الدولى المقيم بسويسرا، أن تصويت المصريين بالخارج شابه العديد من القصور، مثل تعطيل الموقع الإلكترونى للتسجيل، حيث لم يسمح سوى بتسجيل 100 ألف شخص غالبيتهم من السعودية والدول العربية، أما أوروبا وأمريكا فكانت نسبتهما من التصويت ضئيلة، فى وقت يصل فيه إجمالى المصريين فى الخارج إلى حوالى 8 ملايين أو أكثر، منهم 2 مليون قبطى على الأقل.

وأضاف "شفيق" أن الانتخابات فى حد ذاتها لا تشكل الديمقراطية، فهى ليست غاية بل خطوة، وسيكون من المؤسف خلط الغاية بالوسيلة وتناسى الحقيقة القائلة بأن معنى كلمة الديمقراطية يتجاوز مجرد الإدلاء بالأصوات، بل يشمل كل جوانب عملية مشاركة المواطنين المصريين فى الحياة السياسية للبلد، وهذا لم يحدث من قبل التيارات الإسلامية، ولذلك نقف بشدة ضد هذه التيارات التى تم تعضيدها من الولايات المتحدة الأمريكية، ولاقت استحسانًا من الاتحاد الأوروبى، واعتبروا أن الإقبال الكبير على الانتخابات هو أولى خطوات الديمقراطية.

ويتفق معه مدحت قلادة، رئيس اتحاد منظمات أوروبا، مؤكدًا أن العملية الانتخابية لم تكن بالنزاهة التى روج لها الإعلام، فقد سادتها عملية شراء للأصوات واستخدام الدين، وظهر هذا فى تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان، وتحول الإخوان والسلفيون إلى تهيئة الناخبين للتصويت على أساس دينى، فى الوقت الذى غابت فيه القوى الحزبية لغياب التنسيق والصراع على الزعامة، فخسر المواطن المصرى، وإن كان تقدم أحزاب الكتلة المصرية، وحصولها على نسبة كبيرة، عاملاً يبشر بالخير برغم أن عمر هذه الأحزاب لا يتجاوز خمسة شهور أمام قوى التيار الإسلامى التى تعمل بالشارع منذ 30 عامًا، وطالب "قلادة" بعدم تخوف الأقباط من الإسلاميين، برغم تجارب الماضى المليئة بالمواقف العدائية ضد الأقباط، ولكن سيظل المواطن المصرى لديه الوعى للتصدى لهم إذا ما خرجوا عن إطار منظومة حقوق الإنسان.

وقال القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة شبرا، إن الأقباط لا يخشون شيئًا لأن لديهم إيمانًا وثقة بالله، وعليهم ألا يخافوا من نتائج الانتخابات لأن حالهم فى الماضى لم يكن أفضل مما هم عليه اليوم، أو حتى فى وصول التيارات الدينية للسلطة، فالأقباط اعتادوا على المعاناة منذ عصر السادات.

وأضاف "متى" أن التيارات الدينية استغلت الانتخابات بصورة سيئة بإشاعة ما يسمى "قائمة الكنيسة" وتحويل الأمر إلى انتخابات دينية على غير صحيح، وأشار إلى أن الكنيسة لا تفعل شيئًا سوى الصلاة من أجل مصر وشعبها والخير لها.

وقال عزت بولس، رئيس موقع الأقباط متحدون، إن الأقباط لا يتخوفون من الإخوان كفصيل، ولكن يتخوفون على مستقبل مصر كبلد يسوده الحكم بالمطلق، وينتهى إلى أحادية الفكر، أما بالنسبة للانتخابات فهى لا تعبر بأى حال من الأحوال عن تطلعات الشباب الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :