سلم لي على النزاهة
بقلم: مينا ملاك عازر
طبعًا مافيش في "مصر" أي حاجة مخططة، بنتفاجأ بكل حاجة، بنتفاجأ إن المصريين بالخارج من حقهم الانتخاب، فنوجد آلية مرتبكة للانتخاب، فتبقى مصيبة، لأننا لم نكن نريدهم أن يدلوا بأصواتهم، ولما نجد نفسنا مضطرين لهذا، نروح نتيح الفرصة للمصريين بالدول العربية، أما من هم في دول أوربا الغربية وأمريكا، فدول بقى مش مهم يدلوا بصوتهم؛ لإنهم احتمال لو صوتوا يسقطوا حزب الحرية والعدالة- الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- صمام الأمان للمجلس العسكري، الذي يعرف أنه خارج خارج من الحكم، ويحتاج أن يترك وراءه من يطمئن لهم كما ترك "مبارك" ورائه من يطمئن لهم.
وتتجه "مصر" الآن لنقل السلطة من الحكم العسكري للحكم الديني، ومن هذا لذاك يا قلبي لا تحزن، وعليك أن تنزل الانتخابات لو ما كنتِش نزلت إمبارح، وعليك أن تتمنى أن يتدخل ربنا برحمته بما أن العدل الأرضى قد فُقد، فمن يزورون أصوات المصريين بالخارج بدلًا من أن تصب في مصلحة الكتلة المصرية كما روى السيد "إبراهيم عيسى" في برنامجه لمصلحة حزب "الحرية والعدالة"، لا مصلحة لهم إلا تنفيذ توجيهات المجلس العسكري الذي فقد شرعيته على يد رجال الميدان الثوار الحقيقيين.
دعك من كل ما سبق، وتستطيع أن تبدأ المقال من هنا، وتذكَّر أن التصويت في القرن الواحد والعشرين يتم عبر البريد العادي وليس الإلكتروني، وذلك لكي يتمكن المصريون بالخارج أن يدلوا بأصواتهم.. شفتم بقى التقدم والثورة؟!! والغريب إن ده بيحصل برضه بس في أوروبا وأمريكا، أما في السعودية والدول العربية فيذهبون بأنفسهم للسفارات. وعلى أي حال تعددت طرق التصويت والتزوير واحد، سواء في "أمريكا" أو في "السعودية"، فالطريقة واحدة وهي الكتابة على الورق بظرف يمكن فتحه وتغيير ما بالظرف.
أما الورق في "مصر" ففيه سم قاتل، عارفين ليه؟ لأن الورق اللي بيتوزع في داخل اللجان مش مختوم، حلو جدًاااااااااا، معناها إيه ياسادة؟؟ معناها إن الورقة باطله، وده فين؟ في لجان "شبرا" و"مدينة نصر" و"القللي".. واخد بالك؟؟. ناهيك عن مساهمات رجال الأمن المركزي في توجيه الناخبين كبار السن والبسطاء لانتخاب حزب "الحرية والعدالة" الذي يسانده المجلس العسكري. ويبدو أن حزب "الحرية والعدالة" ما أن يفوز سيتنكر للحرية والعدالة، ولن نسمع عنهما إلا في اسمه.
وسلم لي على النزاهة بقى، وقفل على الانتخابات، طالما من يشرفون على الانتخابات يبحثون عن من يؤمِّن لهم خروجهم، كما أمنوا لـ"مبارك" خروجه. وسلم لي على النزاهة، وسلم لي على الشفافية والطهارة الثورية والشرعية. وعلى أي حال، لو نجح الإخوان يكون قد تم وعد من لا يملك لمن لا يستحق لثاني مرة في خلال أقل من قرن، مرة من "بلفور" لليهود والثانية من "المجلس" لمكتب الإرشاد.
المختصر المفيد، لقد انتقمت يا مبارك، فأنت داهية سياسية حقًا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :