الأقباط متحدون | نهر من الدم ومذبحة جماعية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢٣ | الاربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١١ | ١٢ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

نهر من الدم ومذبحة جماعية

الاربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١١ - ٢٧: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عايدة نصيف
كم عدد من شبابنا سوف يموت في اللحظات القادمة، وكم عدد من الشهداء الذين قتلوا في الأيام السابقة من مذبحة ماسبيرو إلى ميدان التحرير. وإلى اللحظة التي اكتب فيها مقالي الآن؛ المفارقات والمتناقضات أصبحت واضحة؛ المفارقة بين الثمن الباهظ لشراء الغازات القاتلة لقتل شباب مصر، وبين فقراء يحتاجون ثمن هذه الغازات للعيش، فهم يموتون مرتين، مرة من الفقر ومرة من إلقاء الغاز عليهم، لمناداتهم بحقهم في العيش والكرامة الإنسانية، مفارقة بين شباب يدافع عن هذا الوطن وشباب آخر من قوات الأمن يحاول أن يهدم هذا الوطن بأوامر طاغية لا عقل لها ولا قلب.
وأقف أمام مفارقة أخرى بين رأس النظام وأسرته الذين يتمتعون برغد العيش في بورتو طرة ومستشفى خمس نجوم بإدعاء لمدة إحدى عشر شهرًا بأن العدل يتحقق في محاكمة مدنية، في حين يتم محاكمة الثوار أمام المحاكم العسكرية، مثل واقعة علاء عبد الفتاح، وبين شباب هذا الوطن الذي يُسحل ويُسحق ويُقتل بطريقة غير آدمية خالية من النزعة الإنسانية، والسؤال المطروح عند الجميع، من يستحق القتل، ومن الجاني، ومن المجني عليه، أليس على النخبة السياسية والفكرية أن تتفكر الأمر، وتقف على التساؤل "من هو المسؤول عن هذه المذبحة الجماعية التي انطلقت من ماسبيرو وتنطلق الآن من شارع محمد محمود"؟

فالنظام القديم مازال يُدافع عنه من قبل معظم المؤسسات فى مصر، مؤسسات الدولة من الجامعات، والإعلام، والصحافة، محاولة لإجهاض الثورة، وأن تضع المواطن المصري تحت ضغط مادي ونفسي ليكره الثورة، حتى حكومة شرف المائعة هي جزء من نظام مبارك، فقد تم من قبل هذه المؤسسات، تشويه القوى الثورية، وتشويه روح الثورة، ولكن أدرك معظم الشعب المصرى المخطط بوعى أعلى من وعى السياسيين، وخرج بلا قيادة للإطاحة ببقية نظام مبارك، مقدمًا أرواحه لفداء الوطن، تحت أسر الغازات المحرمة دوليًا، ليقول هذا وطننا وهذه أرضنا، ولم ولن نرضى للفاسدين أن يغتصبوها منا، فنظام مبارك يتفنن فى قتل الجسد الإنساني ولكنه لا يستطيع قتل الإرادة الإنسانية.... وما أقوله الآن، مازال نهر الدم يجرى للتخلص من الاستعمار الداخلى الذى دام ثلاثين عامًا، ومازال العقل الجمعي الذي ينبع من الروح المصرية يستعيد قواه لإنقاذ مصر وشبابها من هذا الطغيان، ومن هذه المنظومة العقيمة.. عشت يا مصر وعاش شبابك أحرار.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :