الأقباط متحدون | أسئلة للمشير طنطاوي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٤ | الاربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١١ | ١٢ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أسئلة للمشير طنطاوي

الاربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٣: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. إيهاب العزازي *
جاء خطاب المشير طنطاوى كعادة الخطابات الرسمية في مصر، فى الأزمات مخيبًا للآمال، لا يقدم جديدًا ولا يرضي ثوار مصر، الذين يجاهدون من أجل سرعة عملية نقل السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، تعمل على تحقيق مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير، من حرية وعدالة اجتماعية، والأهم من خطاب المشير أنه جاء متأخرًا بعد حالة من الاحتقان والغضب الشعبي، نتيجة لدخول مصر في نفق المناورات السياسية بين القوى المتصارعة، في سباق الوصول للسلطة وحكم مصر.
جاء خطاب المشير بنفس لغة الإحباط التى عكست حالة التخبط الذى يعيشها المجلس العسكرى، وعدم قدرته على اتخاذ قرار يرضي كافة الأطراف السياسية، ولكن كالعادة البيانات الصادمة مما يزيد حالات الاحتقان والعنف فى الشارع المصري، ويؤدى لحالة من الغضب الشعبى، وتزايد حالات الاعتصام السلمى فى كافة المحافظات التى تنقل صوت الشعب الذى يطالب بحريته وسعيه إلى مستقبل حقيقي، يعيد للمواطن المصري كرامته وحريته.


وعلينا جميعًا أن نقدم عدة أسئلة للمشير بصفته حاكم مصر الآن، ليرد علينا ويزيل حالات الالتباس والغموض والشك، الذى يعيشها كل مصري تجاة سياسات المجلس العسكري.
جاء خطاب المشير على عكس كافة التوقعات التى كانت تنتظر قرارات عديدة، أولها تشكيل مجلس رئاسى انتقالى منتخب من مرشحى الرئاسة وقيادات الثورة المصرية، فى إطار توافقى يجعل المشهد السياسي المصري أكثر تماسكًا وقوة وقدرة على إدارة شئون البلاد، فهل يخشى المجلس العسكرى أن يهمش المجلس الرئاسي دورة فى الشارع المصري؟
لماذا رفض المجلس العسكري الإعلان عن حكومة إنقاذ وطنية من خيرة علماء مصر والمتخصصين من كافة المجالات من أجل عودة الروح للحكومة المصرية ومحاولة إنقاذ مصر من شبح الانهيار الاقتصادي التي تذكر كافة المصادر على قرب ظهور أزمة وشبة مجاعة اقتصادية فى مصر، وكذلك العمل على رسم سياسات حقيقية تشعر المواطن المصري بقرب حدوث عدالة اجتماعية وتحسن في أداء وخدمات كافة الوزرات المختلفة؟


لماذا رفض المجلس العسكري الاعتذار لشهداء مصر نتيجة انتقام الداخلية من الثوار، فالكل في مصر يعلم أن ظباط الداخلية ملائكة الموت في مصر الآن ينتقمون من شباب الثورة، ويحملونهم الغضب الشعبي الجارف ضد الوزارة التى أهانت كرامة المصريين، وعملت عبر سنوات طويلة على نشر سياسات القمع والتعدي على حرمات المواطنين، وغيرها من سياسات الوزارة المعروفة، فهل يحمي المشير سياسات الداخلية أم ماذا؟
لماذا رفض المجلس العسكرى تقديم الجناة والمتهمين في قضية فض اعتصام مصابي الثورة بالقوة، وهو ما أصاب المتظاهرين والثوار أن العدل في مصر سيظل بطئ جدًا؟
لماذا رفض المجلس العسكري تأجيل الإنتخابات التي يعلم الجميع أنها محكوم عليها بالإعدام، نتيجة لحالة الفوضى فى الشارع المصري، وغياب الأمن، مما يؤدى إلى انتخابات يخشى الجميع أن تكون أكثر دموية وعنف؟
لماذا لم يصدر المشير قرارًا بحرية التظاهر وحرية الشعب في التعبير عن رغباته وآماله، وأن يحمي أبناء مصر من بلطجة وعنف الداخلية؟
لماذا يقوم المجلس العسكري بقرار يعلن فيه إنشاء هيئة قومية ضد الفساد، تقوم بتطهير كافة قطاعات الدولة من بقايا النظام السابق، الذين تثبت إدانتهم بقرار قضائي عبر محاكمات سريعة ترضي كافة الأطراف وتبث في نفوس المصريين رسائل تطمينية، أن المحاكمات جادة وعادلة ولن تكون مسرحية هزلية؟
لماذا لم يقم المجلس العسكري بالدعوة إلى جمعية تأسيسية من شباب الثورة الحقيقيين، تكون منتخبة تشارك في صنع مستقبل مصر ومشاركة الحكومات القادمة في صياغة قرارات ترضي ثوار مصر، وتعكس أهداف ومطالبات ثورة 25 يناير؟


لماذا لم يحضر اليوم مع المشير والمجلس العسكرى مجموعة منتقاة من خيرة الشباب المصري، صناع الثورة الحقيقين، للمشاركة في مفاوضات إنقاذ مصر وإلى متى تهميش دور الشباب في صنع مستقبل مصر؟
لماذا لوح المشير بإجراء استفتاء حول بقاء القوات المسلحة في قيادة البلاد، ألا يعلم أن القوات المسلحة لها دور مؤقت مقدس في حماية الثورة المصرية، وأنها أقسمت على الوقوف مع الثوار، وأنهم الحماة والداعمين لثورة شباب مصر؟
سيادة المشير نتمنى ألا نظل في حالة قلق وشك أن المجلس العسكري لا يعقد صفقات مع تيارات سياسية معينة، فهى مع ضخامة حجمها وحضورها السياسي ليست الأغلبية، هي مجرد فصيل سياسي مصري له الحق في العمل وللشعب حق تأييده أو معارضته.
سيادة المشير الشعب إلى الآن أغلبه في حالة صمت شديد، في ترقب وحذر، ينتظر قرارات وسياسات حقيقية، وإلا فمصر قادمة على ثورة غضب ستدمر مصر كلها.
في النهاية أوجة رسالة أخيرة للمشير طنطاوى؛ عليك بخلق حالة حوار مع شباب مصر فهم صناع الثورة الحقيقية، وعليك تعلم الدروس من الفترة السابقة، أن التيارات والقوى الحزبية ليست هي المعبر عن الشعب المصري، لأن أغلب الأحزاب جديدة، وبدون خبرات سياسية تجعلها قادرة على قيادة الرأي العام.
_____________
* أكاديمي مصري
dreemstars@gmail.com




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :