الأقباط متحدون | الغـزو الجديـد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢٠ | الاثنين ٢١ نوفمبر ٢٠١١ | ١٠ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الغـزو الجديـد

الاثنين ٢١ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم :عزمي إبراهيم

أولا أعتذر لكثرة الأسماء الورادة بهذا المقال والتي تمثل أكثر من 25% من حجمه رغم أني اختصرتها (على قد ما قدرت). ولكني مضطر كما سيرى القارئ... لأني أتعجب وأستعجب كثيراً، ويشغلني سؤال بسيط جداً وان كان هو سبب الإطالة في المقال:


أتعَجَّب، هل كان هناك إســـــــلام بالشرق الأوسط وخاصة بمصر فيما يقرب من الـ 1400 سنة الماضية؟؟؟ واختصارأ للوقت دعنا من 1250 سنة من الـ 1400 بما كان فيها من صحابة وأئمة وشيوخ علاوة علماء واخصائيي ودارسي الدين الاسلامي في الشرق والعالم. ولنركز على 150 سنة وهي عصر نهضة مصر الحديثة، أزهى وأشرف وأنقى وأتقى وأرقى فترة منذ أن تفضل وتعطف وتكرم وتنازل الجنرال مارشال عمرو بن العاص بقبوله واستجابته لدعوة المصريين لاحتلال مصر بكتائبه وفصائله الكرام.


في العصرين المملوكي والعثماني شاع الفساد الحكومي والاجتماعي، كما شاع الآبتذال الأخلاقي لدرجة السفاهة الجنسية وتمجيد الشذوذ الجنسي والفخر به ووصفه تفصيلياً صراحة في الأدب عامة وفي الشعر خاصة، علاوة على الركاكة والتفاهة والضعف البنائي والتفكيري والخيالي في كليهما. وانعكست هذه الخصائص على تصرفات المجتمع بمعظم مستوياته. ولم يكن ذلك في مصر فقط بل كان في أنحاء دول الشرق الأوسط كله. ولذالك سميت هذه الفترة تاريخياً بـ "فترة الإضمحلال" أو"عَصْرَي الاضمحلال"


كان هذان العصران، مثلهما مثل باقي عصور الحكم الإسلامي لمصر، ملتحفـَين بلحاف الدين، وان كان آنئذد لحافاً ممزقاً بل رثــّـاً ومهلهلا. وكانت العنصرية والطائفية والجهل والتعصب قيود ثقيلة تجذب المجتمع المصري والعربي إلى الحضيض.
وفي أواخر العصر العثماني بُذِرَت بذور نهضة مصر الحديثة ونبتت في بداية القرن التاسع عشر عند تولي محمد علي (المسلم التركي الأصل) حكم مصر في عام 1805م، وظهرت براعمها في أواخر القرن التاسع عشر، وازدهرت لأكمل صورة عرفتها مصر وعرفها الشرق (في مدة الـ 1400 سنة الماضية) في النصف الأول من القرن العشرين. ثم للأسف الشديد بدأ انطفاء نورها أو انعتام زهوتها في عام 1952م، بتولي جمال عبد الناصر سيادة مصر ومن تبعاه.

سؤالي: هل كان هناك إسلام بمصر في الـ 1400 سنة الماضية، خاصة في عصر نهضة مصر الثقافية والحضارية والسياسية والاقتصادية والأدبية والأخلاقية وهو (مرة أخرى ) أزهي عصر في مدة الـ 1400 سنة؟؟؟
أئمة الدين في عصر النهضة: وعلى رأسهم العلامة الديني الوقور سند الإسلام، الامام الكبير محمد عبده، ومعه الشيخ عمر مكرم نقيب الأشراف، والشيخ عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية وكاتبها.. هل كانوا مسلمين؟؟


وخريجي الأزهر الذين قصدوا العلم ‏في المدارس العلمانية مثل علي مبارك وإبراهيم الهلباوي‏ وطه حسين‏ وأحمد حسن الزيات‏ وأحمد أمين‏ ومحمد الهلباوي‏ وصادق عنبر‏ وعلي الجارم‏ ومحمود حسن إسماعيل‏ ومحمد عبدالحليم عبدالله.. هل كانوا مسلمين؟؟‏
ورجال مصر وقادتها العلمانيين في كل مجال حضري وسياسي: مصطفي كامل ومحمد فريد وعبد الله فكري ورفاعة الطهطاوي وعبد العزيز جاويش ومصطفى صادق الرافعي وأحمد محرم وطلعت حرب وسعد زغلول ومصطفى النحاس ومحمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد وطه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وابراهيم عبد القادر المازني ومصطفى لطفي المنفلوطي وحفني ناصف وعلي محمود طه واسماعيل صبري وزكي مبارك وولي الدين يكن وعلي عبد الرازق ومحمود عزمي ومنصور فهمي ومحمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ وعلي أمين ومصطفى أمين واحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وأمين الخولي ومحمود مختار ويوسف وهبي وسرج منير وبيرم التونسي وأحمد رامي الشيخ سلامة حجازي والشيخ سيد درويش والشيخ زكريا أحمد والشيخ محمد أبوالعلا‏ والشيخ سيد مكاوي ومحمد عبد الوهاب وعبد الوارث عسر وحسن فايق وأحمد عدوية واسماعيل ياسين ومحمود شكوكو..... هل كانوا مسلمين؟؟؟


ونساء مصر الأشراف عائشة التيمورية وصفية زغلول وزينب الوكيل وروحية القليني وملك حفني ناصف وبنت الشاطئ وأم كلثوم ونبوية موسى وجميلة صبري وعفت بدر وسمية فهمي وسميحة حسنين وأمينة السعيد وزينب صادق وأماني فريد وفاطمة مدكور ونور هانم مرسي وهدى شعراوي وفاطمة رشدي وفاتن حمامة وزينات صدقي ... هل كنَّ مسلمات؟؟؟
وهل يوجد بمصر حالياً بين الأخوانيين والسلفيين والإسلاميين والمتأسلمين شخص واحد (واحد فقط) يقف في الخدمة والقيمة الحضارية والوطنية عملاقاً مثل أحد هؤلاء العظماء الذين قاموا بوضع مصر الحديثة بين دول العالم المتحضرة الراقية حضارة وخلقاً ودينا فكانت درَّة الشرق بلا منافس، ومعهم كتفاً بكتف وقدماً بقدم العديد من رجال ونساء مصر الأقباط!؟


عندما أسمع وأقرأ هذا الفيض والفيضان من الفتاوي اللامعقولة واللاإنسانية والتافهة والمرتجلة والمخجلة والمضحكة والمتشددة والمتعصبة المشينة للإسلام والمسلمين وهي عديدة ومنوَّعة ولا تخفى على أحد حيث ملأت الكثير من الكتب والصحف والمواقع الاكترونية والفضائيات. وبصرف النظر عن أخطارها على الوطن والمجتمع المصري، وأخطارها على الوطن والمجتمع والأفراد أيضاً عديدة ومنوعة معلومة للجميع. أسأل نفسي كيف غاب اكتشاف هذه "الجواهر الإفتائية" و "القدرة الفتوائية" في مفهوم الإسلام وتعاليمة لفترة 1400 سنة عن أنظار وذكاء أهل وعلماء وشيوخ الاسلام بالشرق عامة، وبمصر خاصة في عصر حضارتها!! كيف ناموا وأغفلوا وجهلوا حتى اكتشفها الأخوانيون والسلفيون والإسلاميون والمتأسلمون المعاصرون العباقرة فجأة وبسهولة ؟؟
أسأل: كل هؤلاء، نجوم نهضة مصر الثقافية والحضارية والفنية والأدبية والتعليمية والاقتصادية وقد كانوا قادة الشرق جميــــــــــــــــــعه، وغيرهم كثيرون... هل كانوا مسلمين؟؟ أم كانوا عملاء وخائنين وفلول ومأجورين وجواسيس وزناديق وملحدين وكفار وفجار وضالين... وأولاد كلاب بيضحكوا علينا وبيلعبوا بمصالح مصر والمصريين، ومقيمين حالياً بأعماق الجحيـــــــــــــــم يحترقون بنار جهنم!!؟؟


وهل معنى ذلك أن أزهي عصر في تاريخ الإسلام بمصر، بل في دول الشرق جميعاً، كان عصر زندقة وكفر وضلال وظلام وإلحاد وانحراف وانحدار وفسق وخطايا؟؟ هل لم يكن إسلام مصر حينئذ إسلاماً حقيقياً (قد المقام) أو كان إسلاماً ناقصاً تبعاً لمقاييس هؤلاء الأخوانيين والسلفيين والإسلاميين والمتأسلمين النابهين المعاصرين فأتوا إلينا بتعاليم الوهابية (أو بالأصح تعليمات السعودية) ليستكملونه، أو هل كان إسلاماً مشوباً فينادون بتنقيته وتنقيحه!؟
مجرد سؤال: هل موجة الفتاوي الآتية اليوم علينا (بعد 1400 سنة) معالم إسلام جديد؟ أو هي معالم إسلام مُجدَّد (updated مثل الكمبيوتر)!؟ أم هي بشائر غزو جديد لمصر من الوهابيين وهدية جديدة من دولة الجوار ضررها على الإسلام وعلى مصر أكثر من فوائدها!؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :