جديد الموقع
أسئلة خطيرة تحتاج لأجوبة من الإخوان والسلفيين فى مصر
بعد فوز حزب النهضة فى تونس بحوالى %40 من أصوات الناخبين، يتوقع الكل تقريبا أن يفوز الأخوان والسلفيون بنسبة أكبر من ذلك فى مصر، وهذا لاغبار عليه مادامت هذه رغبة الشعوب، حتى لو تم خداعها بشعارات براقة، "وإللى بيشيل قربة مية بتخر عليه" وقبل أن نشيل القربة وقبل أن تخر علينا، هناك العديد من الأسئلة لم نسمع من أى من الإسلاميين أجوبة عليها قبل الإنتخابات، ونحن نعرف مقدما ماسيفعوله عن الأشياء السهلة والتى من الممكن أن تنكد على الناس والتى من الممكن أن يتحملوها لو أدت إلى تحسن معيشتهم، نعرف أنكم ستحاولون فرض الحجاب وربما النقاب على النساء إن إستطعتم وستحاولون أن تتشطروا على المرأة وربما على الأقباط، ولكن دعونا نسمع أجاباتكم على الأسئلة الخطيرة الآتية:
أولا: العلاقات الخارجية:
إسرائيل:
سمعنا من أكثر من شيخ وأفندى منكم أنكم ستقومون فورا بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، طبعا تعرفون أن عكس السلام هو الحرب، هل أنتم مستعدون للدخول فى حرب مع إسرائيل؟ وهل سيوافق الجيش المصرى على هذا؟ وماذا إذا تمكنت إسرائيل من إحتلال سيناء مرة أخرى؟ هلى أنتم على إستعداد أن تفقد مصر سيناء مرة أخرى بعد أن قمنا ببناء مئات القرى السياحية والبنية التحتية يتعايش عليها ملايين من المصريين؟
أمريكا:
طبعا عداءكم لأمريكا لا يخفى على أحد، وتعاطفكم مع تنظيم القاعدة وإيران لا يخفى على أحد، هل أنتم على إستعداد للدخول فى حالة عداء مع أمريكا؟ سيحدث هذا تلقائيا إذا قمتم بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل. هل أنتم على إستعداد لتوقف المعونة الأمريكية ؟ هل لديكم البدائل لشراء القمح لإطعام المصريين؟ هل لديكم الأموال لشراء أسلحة للجيش المصرى بدلا عن المعونة العسكرية؟ وماذا إذا ساءت العلاقات مع أمريكا ورفضت تزويد الجيش المصرى بقطع غيار الطائرات الحربية والدبابات والمدافع الأمريكية بعد أن أصبحت معظم أسلحة مصر أمريكية الصنع؟
إثيوبيا:
ماذا سيكون العمل إذا إستمرت إثيوبيا فى بناء مزيد من السدود وتقليل حصة مصر والسودان من مياه النيل؟ ماهى البدائل هلى أنتم على إستعداد للحرب فى سبيل مياه النيل؟
العرب:
الدول العربية الغنية التى تلجأ لها مصر عند "الزنقة" لديها علاقات إستراتيجية مع أمريكا، فما هو العمل لو ساءت علاقات مصر بأمريكا نتيجة إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل؟ وهل يمكن تحسين علاقات مصر مع إيران على حساب العلاقات مع دول الخليج التى تخشى من النفوذ الإيرانى والشيعى فى المنطقة؟ إيران دولة بترولية غنية تحتمل العزلة والمقاطعة بما لديها من بترول تبيعه فى أى وقت ولكن مصر ستبدأ قريبا فى إستيراد بترولها بعد نفاذ الإحتياطى المصرى وليس لديها أى فرخة تبيض بيضة ذهب كل يوم؟؟
ثانيا: الإقتصاد:
البطالة:
لا أعرف على وجه التحديد نسبة البطالة فى مصر ولا أعتقد أن الدكتور عصام شرف نفسه يعرف، ولكن إذا وصلت البطالة فى أسبانيا (بدون ثورة) %21 فأعتقد أننى أكون متفاءلا لو قلت أن نسبة البطالة فى مصر حوالى %20 وهذا يعنى أن هناك ما لا يقل عن 4 مليون مصرى عاطل عن العمل أو يبحث عن عمل وكلهم من الشباب، والآن ماذا سنفعل فى ملايين الشباب من المصريين العاطلين عن العمل؟ وبحسبة بسيطة فإن كل فرصة عمل تكلف إستثمارات ما بين 100 ألف و 500 ألف جنيه مصرى، فإذا ضربنا ربع مليون جنيه فى 4 مليون فإن هذا يعطينا مليون مليون جنيه (أى تريليون جنيه مصر) أى مصر تحتاج إلى إستثمارت حوالى 150 مليار دولار لخلق 4 مليون فرصة عمل؟ هل تعرفون من أين ستأتى تلك الإستثمارات؟ وما هى الدول أو صناديق التمويل الدولية التى ستمول مصر (الغير مستقرة) فى ظل أزمة عالمية إقتصادية طاحنة؟
زيادة السكان:
مصر تزيد بمعدل حوالى %2 سنويا، أى أن مصر تزيد مليون وستمائة ألف نسمة سنويا، وبهذا المعدل ستصبح مصر فى عام 2050 حوالى 175 مليون نسمة!! يعيشون فى هذا الوادى الضيق مع تهديد بنقص شديد فى المياه. ماذا ستفعلون لإيقاف تلك الزيادة الرهيبة والتى يصاحبها شح الموارد وتناقصها؟ الزيادة السنوية الحالية وحدها مليون وستمائة ألف تتطلب مدارس ومستشفيات ومساكن ووظائف ومأكل ومشرب، المدرسة والمستشفى والمسكن بدون أكل أو شرب أو وظيفة تكلف فى المتوسط مائة ألف جنيه للفرد، فهنا نتحدث عن 160 مليار جنيه مصرى سنويا لتغطية مصاريف التعليم والعلاج والسكن؟ أتعرفون من أين ستأتى تلك الموارد؟
السياحة:
مصر أكبر أمل لديها (إن لم يكن هو الأمل الوحيد) هو التوسع فى السياحة وتنشيطها والوصول بعدد السياح الذين يأتون إلى مصر إلى 30 مليون سائح فى خلال عشر سنوات، والعائد من السياحة هو عائد سريع وتجد الكثير من المستثمرين على إستعداد للإستثمار فيه. هذا كلام جميل، ولكن كل الكلام الذى سمعناه منكم هو عن مقاس مايوهات السياح وعن ماذا يأكلون ويشربون، وإذا دخلت تلك الثقافة من باب السياحة قفز السياح من الشباك هربا من تلك البلد التى ستحجر عليهم حريتهم، وقد قال أهم مرشحيكم للرئاسة أنه سيقبض على أى سائحة بالمايوه!! وهذا كلام جميل جدا، فماذا تنون أن تفعلوا بحوالى خمسة ملايين مصرى يتكسبون من وراء السياحة؟ وقد قال نفس المرشح: "أننا لن نبيع عرضنا من أجل السياح"!! ولم يقل لنا عن البديل؟ وللإسف العديد منكم لا يفكر إلا بنصفه الأسفل فقط!!
الغذاء
تتغنى أدبيادتكم بتحقيق الإكتفاء الذاتى بالقمح والغذاء وهو كلام يستطيع أى طالب فى الإعدادية أن يحدثنا عنه، ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟ فى ظل نقص متوقع لحصة مصر من مياه النيل؟
ديون مصر:
هل تنون تسديد ديون مصر؟ ومن أين؟ وهل ستسددون فوائد الديون؟ أم سوف تعتبرونها ربا؟ وهل ستقبل البنوك والدول الدائنة عدم تسديد فوائد ديونها؟
البنوك المصرية:
معظم البنوك المصرية تقع تحت طائلة ما تسمونه البنوك الربوية. فهل سيتم غلق تلك البنوك أم سيتم تحويلها إلى بنوك إسلامية؟ وماذا عن البنوك الأجنبية العاملة فى مصر؟ وماذا عن ودائع المصريين فى تلك البنوك والمقدرة بمئات المليارات من الجنيهات؟ هلى ستستمر تلك البنوك فى تسديد فوائد الودائع وشهادات الإستثمار؟ وإذا توقفت عن تسديد الفوائد، ماهو البديل وخاصة أن هناك ملايين من المصريين من المتقاعدين والأرامل والأيتام يعتمدون على تلك الودائع وعلى فوائدها للمعيشة؟
الإقتراض من الخارج:
الوسيلة الوحيدة أمام مصر للإستثمار هو الإقتراض، فهل ستقترض مصر بفوائد؟ أم سوف ستجدون ناس طيبين على نياتهم سيقرضون مصر قرضا حسنا؟
رأسمالية أم إشتراكية أم من ده على ده:
كيف ستستطيعون التقريب بين الطبقات، حيث أن الفارق بين الأغنياء والفقراء قد بلغ حدا لا يمكن السكوت عليه؟ أم ستقومون بتأميم الشركات؟ وهل ستقومون بإلغاء صفقات بيع القطاع العام التى تمت؟ هل ستفرضون ضرائب؟ أم تكتفون بفرض الزكاة فقط؟ وهل ستقومون بالإستيلاء على الأموال لصالح بيت المال؟
ثالثا: الثقافة والفنون والآداب:
السينما والتليفزيون:
هل سيتم إغلاق دور السينما الحالية ؟ وإذا تركت مفتوحة فما هى نوعية الإفلام التى ستعرضها؟ وإذا كانت الموسيقى والغناء حرام، فماذا سنفعل بمئات الآلاف من الأسر والتى تعتمد على أكل عيشها من تلك الفنون؟ وهل ستغلقون معهد الموسيقى ومعهد السينما؟ وماذا عن كل تلك القنوات التليفزيونية بما تعرضه من خلاعة فى نظركم؟ هل ستغلقونها؟ وماذا عن القنوات الفضائية؟ هل سيتم تحطيم كل أنواع الدش الموجودة على أسطح المنازل فى أنحاء مصر؟
التماثيل الفرعونية والرومانية والإغريقية:
لقد حطمتم تمثال فرعونى فى المنصورة وحجبتم تمثال آخر فى الإسكندرية، فماذا سيكون العمل فى آلاف التمائيل المنتشرة فى أنحاء مصر؟ وما ذا عن المتحف المصرى الملئ بالآف التماثيل والأصنام؟ هل ستقومون بإحراقه أو تدميره كما فعلت طالبان بتمثال بوذا فى أفغانستان؟ وقد صرح أكبر رموزكم عبد المنعم الشحات "بأن الحضارة الفرعونية هى حضارة عفنة" (عفن فى ذقنه ما يختشيش!!) فهل سيتم التخلص من هذا العفن ومسحة تماما من التاريخ الإنسانى؟
الكتب وحرية الثقافة:
مصر على مدى عصورها وحتى فى أحلك عصورها كانت مركزا ثقافيا هاما فى العالم بصفة عامة والعالم العربى والإسلامى بصفة خاصة، فهل سيتغير هذا المركز فى ظل نظرة أحادية ترى أن كل شئ حرام؟ الموسيقى حرام والغناء حرام والسينما حرام والتصوير حرام ، حتى أن عبد المنعم الشحات صرح أيضا: "بأن نجيب محفوظ عار على مصر"!! (عار فى عينه عديم الأدب)!! وهل ستقتصر الثقافة فى مصر على كتابين فقط (القرآن والبخارى)؟
رابعا: السياسة:
حرية التظاهر:
هل ستسمحون بمظاهرات للإعتراض عليكم حتى لو عطلت تلك المظاهرات الأعمال والمرور؟ وهل ستسمحون بحرية الإضرب وقطع الطرق كما يحدث حاليا؟
حرية تنظيم الأحزاب والإنتخابات:
هل سيستمر قانون الأحزاب الحالى، والذى يسمح بتكوين أى أحزاب حتى لو كانت أحزاب شيوعية أو ليبرالية؟ وهل ستسمحون بتنظيم الإنتخابات مرة أخرى أم ستكتفون بإنتخابات المرة الواحدة مثلما فعلت حماس؟ وهل ستشكلون مجلس للخبراء مثل إيران يتحكم فى الأحزاب المسموح لها بممارسة السياسة والغير مسموح؟ وفيمن سيصرح له بترشيح نفسه لمنصب الرئاسة، وفيمن لا يصرح له؟
الدستور:
هل ستفصلون دستورا على مقاسكم فى البرلمان؟ أم تفصلونه على مقاس الأمة؟
الخلافة الإسلامية:
هل ستسعون إلى إقامة الخلافة الإسلامية تكون عاصمتها القاهرة؟
الأقباط:
ماذا ستفعلون مع 8 مليون مسيحى مصرى؟ هل ستجبرونهم على مغادرة مصر، كما دعاهم صاحب غزوة الصناديق إلى الذهاب إلى كندا أو أمريكا؟ هل ستفرضون عليهم الجزية؟ هل ستعطى لهم وظائف قيادية فى الوزارة والمحافظات والجيش والشرطة؟ هل ستسمحون لهم بإقامة كنائس لهم أو ستهدمون وتحرقون الكنائس الموجودة؟ وكيف ستطبقون الشريعة والحدود عليهم وهم غير مسلمون؟
.......
والأسئلة كثيرة وتحتاج إلى أجوبة جادة سواء منكم أو من أى حزب أو تكتل آخر يتولى الحكم، وهى أسئلة خطيرة بعضها قديم جرى تجاهله عبر عشرات السنين أومئات السنين أحيانا، وأنا بصراحة أريد أن أخيفكم حتى تتركوا الحكم لأهله وللخبراء، لأننا نريد خبراء حقيقيين قادرون على حل المشاكل ولانريد أناس بدقون كل خبرتهم هى فى تربية الدقن والزبيبة، أما ذا أصررتم على الدخول إلى معترك السياسة فأنا أعرف جيدا أنكم أول من سيتخلى عن شعاركم المشهور "الإسلام هو الحل" وسوف تستبدلونه بشعار جديد أقترحه عليكم: "الضرورات يبحن المحرمات"!!
samybehiri@aol.com
نقلا عن ايلاف
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :