دعوة لقهر التعصب
بقلم : القس جرجس عوض
دعوة لقهر التعصب التعصب هو العدو اللعين الذي خيم علي مصر في الآونة الأخيرة ويريد أن يحول مصر إلي مقبرة لسكانها فهل آن الأوان لنستيقظ ولنعي لهذا الخطر الداهم .و التعصب في معناه : هو عصابة سوداء توضع علي الأعين فيطلق علي الشخص متعصب. ومعنويا صاحب الاعتقاد الاعمي لدينه أو لمذهبه أو لفكره أو لرأيه، بحيث لا يقبل أيَّ حوار مع مَن يخالفُه الرأي. سواء في الأصول أو الفروع، ويغلقَ الأبواب والنوافذ في وجهِ كلِّ من يقترب منه . ولا يحاورهم إلا بالسيف وهناك فرق بين التعصب والانتماء فليس من التعصب أن يثبُت المرء على دينه،
و إلا كان كل متديِّن متعصبًا، وقد قيل أن التعصب تخلف وهو عبارة عن خلل عقلي وتربوي يرجع إلى عدم التربية الروحية الجيدة. وهو عكس التحضر والتطور الذي نسعى إليه ومن مظاهر التحضر هو قبول الآخر والحوار الجيد والتركيز علي ما نتفق عليه واحترام ما نختلف عليه لذا من الضروري إذ كنا نريد دولة متحضرة أن نرفض التعصب بكل صورة سواء كانت صورة دينية أو عقائدية أو اجتماعية أو جنسية أو سياسية أو كروية هذا يعطي للنوابغ والكفء مكانتهم في التقدم والرقي والتحضر بغض النظر عن انتمائهم كيف نتحرر من التعصب 1- الفهم السليم للتعاليم الدينية, ونبذ الأفعال العدوانية للمتعصبين لأنها تسئ للدين لان (الدين معاملة)
2- التعايش السلمي وتقبل الحوار بين الثقافات والأديان.والاعتراف بالخطأ وتقبل النقد من الآخرين. 3- مقاومة الفتن ومقاومة الإعلام المضلل الفاسد والفضائيات المسممة التي تبث الفتن و تفعيل القوانين ومساواة المواطنين إحقاق الحق وإبطال الباطل. 4- احترام مشاعر الآخرين.من جهة عقيدتهم ورموزهم وأفكارهم 5- تنشئة الأسرة على احترام الآخرين وعدم استخدام ألفاظ الذم والشتم أمام الأسرة 6- ضرورة تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة مع عدم إهمال و تهمش الأخيرة وعدم استخدام الصالح العام ذريعة لضرب المصالح الخاصة. 7- تعليم التسامح الديني، و السياسي، و الفكري،والجنسي الذي يسع الناس وإن اختلفوا بعضهم مع بعض فالحوار مسموح به؛ إذ يقول القرآن:﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل:125 وقال السيد المسيح (12 فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضا بهم.لان هذا هو الناموس والأنبياء) انجيل متي 7: 12
وحين لا يكون التسامح مظلة يسير تحتها الجميع.. يصبح التعصب البذرة التي تنمو بعد أن تتوفر لها التربة الصالحة. مثل الجهل والفقر ولنعي أن الله ضد التعصب لأنه تعالي سمح بوجود أديان متعددة سواء كانت سماوية أو غير سماوية وسمح بوجود من يلحد به و ينكر وجوده ولكن الله من رحمته منح لهم فرصة للتوبة بل سمح بوجود الشيطان المنافس له مع انه يستطيع أن يبيد هذا وذاك بنفخة من فمه.. الله سبحانه أحب التنوع فنوع خليقته فخلقنا متنوعين في جنسنا. وفي أشكالنا. وخلق كل شئ له نقيضه مثل الليل والنهار .السماء والأرض .الخير والشر .الولادة والموت. الابتسامة والحزن. الحق والباطل. علينا أن نقبل هذا لأننا لا نستطيع أن نغير قصد الله في الكون..ولنحب الإنسان لكونه انسان لأنه خليقة الله و إن كنت لا تستطيع أن تحب أخاك الذي تراه فكيف تحب الله الذي لا تراه القس جرجس عوض راعي الكنيسة المعمدانية
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :