- بالصور الاحتفال بالذكرى 150 لميلاد طاغور أحد رموز الحركة الوطنية لحصول الهند علي إستقلالها
- "نشوى الحوفي": كثيرون يتسمون بالفهم الضيق والخاطئ للدين ولا يحترمون الآخر
- بالصور.. افتتاح المهرجان النوبي العربي الأفريقي الأول لحماية التراث النوبي من الاندثار
- الفيل فلافل
- "بدلة سموكن".. كوميديا سوداء عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية الفاسدة في المجتمع
النمنم: المجتمع المصرى اصيب بتلوث ثقافى ادى الى طمس فكرة الوطنية والمواطنة
د. عاطف العراقى : لابد من الاطلاع والاستفادة من ثقافات الاخرين لتدعيم روح المواطنة
د. عايدة نصيف : لابد من التركيز علي الثقافة لارساء دعائم المواطنة وروح الانتماء
الشاعر عبد الرحمن: الازمات الطائفية يجب معالجتها من شقها الثقافى فى إطار المواطنة
المفكر نسيم مجلى : اهم وظيفة للثقافة هى الوعى بالذات وبالهوية الوطنية
الكاتب حلمى النمنم : نحن بحاجة الى جهد ثقافى حقيقى لتفعيل مفهوم المواطنة
د. سامح فوزى: المواطنة والتأكيد على الحريات السياسية والدينية
تحقيق : ميرفت عياد
تعرف المواطنة بانها العضوية الكاملة والمتساوية في المجتمع بما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهو ما يعني أن كافة أبناء الشعب الذين يعيشون فوق تراب الوطن سواسية بدون أدنى تمييز قائم على أي معايير مثل الدين أو الجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادي أو الانتماء السياسي اوالموقف الفكري ، ومع هذا فمفهوم المواطنى لا يزال حديثا فى الثقافة المصرية ، رغم ان تجلياته ظهرت واشرقت فى النظام الساسى المصرى منذ القرن 19 ، فالمواطنة تعنى الانتماء والاولاء والحقوق والواجبات وهذا هو جوهر العقد الاجتماعى بين المواطن والدولة
ومن هذا المنطلق كان لنا هذا التحقيق عن مفهوم المواطنة واهميتها فى حماية الوحدة الوطنية و اهمية الثقافة فى تفعيل مبادئ المواطنة بين افراد الشعب ، وكيفية ارساء دعائم المواطنة وروح الانتماء
العولمة والانغلاق حول الذات
عن هذا يحدثنا الدكتور عاطف العراقى استاذ الفلسفة بكلية الاداب جامعة القاهرة قائلا ان لغرس روح المواطنة وتقوية دعائمها يجب القضاء على كل القضايا الفاسدة التى انتشرت فى امتنا العربية مثل القول بان العولمة شرا محض وهذا غير صحيح لان العولمة الثقافية فيها الخير كل الخير ، لان العرب يجب ان يتاثروا بالتقدم الموجود بالدول الاوروبية وخاصة انجلترا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا ، لذلك يجب ان نرفض الانغلاق حول ذواتنا ونحن نقول " امجاد ياعرب امجاد " بل لابد من التاثر والاطلاع والاستفادة من ثقافات الاخرين لان هذا سيدعم روح المواطنة ، وكما قال " الاب جورج قنواتى " : ان صاحب المعدة القوية لا يخشى من تناول اى نوعا من الطعام " وهذا قولا يفيد بان ثقافاتنا الوطنية لن تضار اذا انفتحنا على كل ثقافات العالم
ارساء دعائم المواطنة
وتوافقه الراى الدكتورة عايدة نصيف استاذ الفلسفة المسيحية التى تؤكد على ان الثقافة تعد ضرورة حياة ، ولابد من التركيز عليها لارساء دعائم المواطنة وروح الانتماء حتى ان العروبة نفسها تعد ثقافة قبل ان تكون سياسة كما قال " ذكى نجيب محمود " ، ولكن من المهم تفعيل روح المواطنة والانتماء فى نفوس المصريين عن طريق التركيز على كتابات المفكرين العرب المحدثين والمعاصرين ، لان لا يصح على الاطلاق الاكتفاء بتراث القدماء من اجدادنا ، وذلك لاخلتلاف الوقت والظروف والقضايا ، لهذا يطالب بتفعيل كتابات المعاصرين بداية بكتابات رفاعة الطهطاوى ثم العقاد وطها حسين وتوفيق الحكيم وذكى نجيب محمود وفؤاد زكريا لان كتابات هؤلاء ستؤدى الى تدعيم وارساء واحياء روح المواطنة .
الثورة نقلة حضارية
ويعرب الشاعر سعد عبد الرحمن عن ان جزء من سعادته بثورة 25 يناير انها ليست فقط ثورة مدنية سلمية تماما ولكن الاهم انها وطنية بامتياز ، والدليل على هذا الشعار الذى رفع فى هذه الثورة والذى يقول : " ارفع رأسك فوق انت مصرى " لهذا تعد الثورة نقلة حضارية هامة جدا فى مسائلة الوطنية والمواطنة ، الا ان الاحداث الطائفية التى تحدث من وقت لاخر يجب دراستها بشكل علمى موضوعى للتعرف على أسبابها وكيفية تلافى تكرارها مستقبلاً ، خاصة وان هذه الازمات يجب أن تعالج من شقها الثقافى فى إطار فكرتى المواطنة والهوية ، مشيرا الى ان الثقافة بطبيعتها متنوعة ولا يمكن ان تنغلق على تيار معين ، لهذا لابد ان نفتح صدورنا لقبول الثقافات الاخرى والفكر الاخر لاثراء ثقافاتنا وحياتنا .
عصر العولمة
بينما يؤكد الكتاب والمفكر نسيم مجلى ان اهم وظيفة للثقافة هى الوعى بالذات وبالهوية الوطنية وهذا يتأتى من دراسة التاريخ والفلسفة والعلوم الحديثة ، وللاسف تواجه الثقافة المصرية الان خطر كبير وهو خطر التيارات المتطرفة التى تدعو للعودة الى الوراء وهذا يفرض علينا ان نبدأ معركتنا الحضارية بالوعى بذاتنا و وطنا ، فالوطن كما يقول طها حسين : " هو مركز الولاء واساس وحدة المجتمع ، والارض الواحدة هى الاساس فى تشكل الامة ، وهى المحور الرئيسى للشعور الاجتماعى " ومن هنا فمصر هى وطن كل القاطنين فيها دون تمييز او تفرقة بين مصرى مسلم ومصرى مسيحى ، خاصة اننا نعيش فى عصر العولمة التى تجعل من العالم قرية صغيرة ، وتجعل هموم العالم هموم مشتركة بين جميع البشر ، وهذا يسقط الشعور القومى المتطرف والشعور الدينى المتطرف ايضا ويفتح الطريق امام عالم متحاب من اجل بناء التقدم والسلام .
الرابطة الدينية ام الوطنية
وعن مفهوم المواطنة يقول الكاتب الصحفى حلمى النمنم ان مفهوم المواطنة بمعناه الحديث هو مفهوم جديد على المجتمع المصرى ، ولكن الفكرة الاساسية فى مفهوم المواطنة هى ان تعلو الرابطة الوطنية على الرابطة الدينية سواء كان الشخص مسلم او مسيحى ، وان تعلو الرابطة الوطنية على المفهوم الجنسى سواء كان الشخص ذكرا او انثى ، وايضا ان تعلو الرابطة الوطنية وعلى مفهوم الثروة سواء كان المواطن غنى او فقير ، بحيث لا يحرم الفقير من الخدمات والسلع الاساسية فى المجتمع ، ومن هذا المنطلق نحن بحاجة الى جهد ثقافى حقيقى لتفعيل هذا المفهوم ، وخاصة ونحن تمت اصابتنا فى العهود الاخيرة بتلوث ثقافى ادى الى طمس فكرة الوطنية والمواطنة ومن مظاهر هذا التلوث ان قام البعض باعلاء قيمة الرابطة الدينية على الرابطة الوطنية بحيث لا يجد غضاضة فى ان يحكمه اى شخص من بلد اخر طالما انه على نفس الدين ، كما اصرف البعض فى مفهوم العولمة بحيث رائ ان مفهوم الوطنية من المفاهيم المتخلفة
الحريات الدينية والسياسية
ومن جانبه اوضح الدكتور سامح فوزى فى كتاب " المواطنة وحقوق الانسان " ان المواطنة لها جوانب متعددة يصعب الفصل بينها وهى الجوانب القانونية والسياسيه والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ولا تزال المكتبة العربية امة والمصريةخاصة بحاجة الى مئات الابحاث التى تساعد على توصيل مفهوم المواطنة فكريا وتجعله حاضرا فى ثنايا الحياة البحثية والفكرية فى العلوم الاجتماعية كافه وتتبع التطبيق العملى له واقعيا وتقدم الحلول للمشكلات ، مشيرا الى الاختلاف بين منطلقين يقومون بتناول مفهوم المواطنة اولهما منطلق حقوقى يرى المواطنة تتجسد بصورة اساسية فى التصدى لقضايا انتهاكات حقوق الانسان ، والتاكيد على الحريات الدينية والسياسية ، ورد الاعتبار الى المواطن بوصفه فاعلا اساسيا فى تغيير مجتمعه ، اما المنطلق الثانى فيرى ان المواطنة تتحقق بمجموعة من الاجراءات البيروقراطية والادارية التى تجعل الخدمات تصل الى المواطن على نحو افضل وهنا تتحقق المواطنة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :