بقلم / حليم اسكندر

عزيزي القارئ اعتذر عن بث أخبار كاذبة، فهذا العنوان بكل أسف غير صحيح علي الإطلاق بل هو علي عكس ما حدث علي أرض الواقع تماماً!! فما حدث بالفعل هو زيارة قداسة البابا للمشير طنطاوي وقد كان العنوان الصحيح للخبر الذي نشر في جريدة اليوم السابع يوم الاثنين الماضي الموافق 24 أكتوبر 2011 هو:

المشير طنطاوي يستقبل البابا ويوافق على إعادة مبنى الماريناب إلى أصله

نعم عزيزي القارئ العنوان غير صحيح ! ولكن عذري هو اننا نعيش في عصر الغرائب والعجائب والمفارقات!! فقد كان من الأولي أن يتفضل سيادة المشير وهو الذي يقود البلاد الآن في تلك الفترة الانتقالية الحرجة بصفته رئيساً لكل المصريين أن يذهب لتقديم واجب العزاء في 27 شهيد ، 27 شهيد بالأضافه إلي ما يزيد عن 300 مصاب آخرين من المصريين " نعم فكل الشهداء مصريين وليسوا بأجانب أو دخلاء ، 27 شهيد تم دهس بعضهم تحت المدرعات ومنهم من تم استشهاده بالرصاص الحي ، 27 شهيد كل ذنبهم أنهم خرجوا في مظاهرة سلمية مطالبين الحكومة والمجلس العسكري بالعدل والإنصاف! 27 شهيد خرجوا في مظاهرة سلميه مطالبين بالمساواة ورفع الظلم، 27 شهيد خرجوا للتنديد والاحتجاج ضد حرق كنائسهم وهدمها فكان عقابهم هو الدهس والقتل!

شئ جميل و رائع أن نشعر بالآخرين وأن نمد لهم يد العون والمساعدة حال تعرض بلادهم و تعرضهم للكوارث الطبيعية كالزلازل والأعاصير وغيرها حتى وان كانوا من الأجانب أو المنتمين لجنسيات أخري فنحن جميعاً أخوة في الإنسانية وهذا ما حدث بالفعل عقب زلزال تركيا الأخير ورأينا كيف سارعت الحكومة بإرسال المساعدات علي الفور لاغاثة المنكوبين!

 

من الرائع أيضاً مشاركتنا للآخرين في الواجبات الاجتماعية والظروف الإنسانية ورأينا مؤخراً سفر سيادة المشير طنطاوي إلي المملكة العربية السعودية لتقديم واجب العزاء في ولي العهد السعودي رحمه الله ! وهذا سلوك حميد وطيب جداً ويدعو للشكر والثناء فتلك هي شيم الرجال وتلك هي عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الأخلاقية الجميلة!

 

ولكن عذراً سيادة المشير: هل المسافة إلي السعودية اقرب من المسافة إلي الكاتدرائية؟
هل وفاة شخص واحد في سن الشيخوخة وفي ظروف طبيعية وسعودي الجنسية" مع وضعنا في الاعتبار انه ولي العهد هناك " تستوجب السفر لتقديم واجب العزاء بينما استشهاد 27 " إنسان مصري " دهساً تحت المدرعات وقتلاً بالرصاص الحي لا تستوجب ذلك؟
وبمناسبة تعهد السيد المشير بإعادة مبني الماريناب إلي أصله وهو المبني الذي برر محافظ أسوان الهمام هدمه علي يد عدد من الاخوه المسلمين بأنهم مجموعه من الشباب المتحمسين والذين صححوا وضع خاطئ لمخالفة الأقباط ما ورد في تصاريح البناء!! وكأن هؤلاء الشباب أصبحوا جهة الاختصاص المنوط بها إزالة المخالفات في دولة يزعم الجميع انها دولة قانون!! أين هو القانون يا ساده وأين هي سيادته !! يبدو أن "سيادته" في أجازه مفتوحة أو في سبات عميق وقد اتفقتم أن يظل كذلك مغشياً عليه دون أن يسترد عافيته أو أن يفيق !!

 

وهناك عدة تساؤلات حول ما ورد في هذا الخبر حول مشكلة الماريناب وهي:-

أولاً: ما معني عبارة" إعادة المبنى إلى أصله وطبقاً للاتفاق الذي تم مع الكنيسة" هل المقصود هو ما تم في الجلسة العرفية بشأن تحديد ارتفاع الكنيسة وعدم وضع صليب أو جرس ؟
لو كان الأمر كذلك فهذا الاتفاق غاية في الظلم والإجحاف وعدم المساواة وضد ما يتردد بشأن حرية العقيدة والسماحة والتعايش والنسيج الواحد وغيرها من شعارات رنانة ابعد ما تكون عن التنفيذ علي ارض الواقع بل هي علي عكس ما يحدث تماماً ، وتنفيذ ذلك الاتفاق المجحف سيتسبب حتماً في وقوع أحداث أخري مماثلة في المستقبل القريب!! ما معني أن تكون هناك كنيسة دون صليب أو جرس؟ وما الضرر الذي سيقع علي الأخوة المسلمين من بناء تلك الكنيسة أو الكنائس علي وجه العموم؟

 

ثانياً: هل سيتم محاكمة هؤلاء الذين قاموا بأعمال الهدم والحرق والذين قاموا بتحريضهم علي ذلك ؟ أم سيفلت الجناة من العقاب كالعادة طالما كان المجني عليهم هم الأقباط؟

 

ثالثاً: هل سيتم إعادة بناء الكنيسة على حساب الدولة وبمعرفة القوات المسلحة؟ أم على حساب الذين هدموها و حرقوها ودمروها ودمروا عدد من المنازل المملوكة للأقباط بجوارها بعد نهبها وسرقة محتوياتها؟أم علي حساب الأقباط المجني عليهم؟

رابعاً: هل سيظل المحافظ فى موقعه بالرغم من مسئوليته المباشرة عما ورغم تصريحاته المحرضة و اعترافه بأن أبنائه من الشباب المسلمين قاموا بهدم المخالفات ؟ ورغم توصية لجنة تقصي الحقيقة التي أوصت بإقالته فوراً ورغم ذلك تم الإبقاء عليه مما تسبب في مذبحة ماسبيرو! لأنه لو تمت إقالته لكان ذلك دليل علي اهتمام الدولة بأبنائها من الأقباط وكان سيكون له ابلغ الأثر في إلغاء المظاهرة وتهدئة قلوب وخواطر الأقباط!!

 

أخيراً: كلمة إلي قداسة البابا وأباء الكنيسة الأجلاء

قداسة البابا أعلنت في عظتك الأسبوعية أن دم هؤلاء الشهداء ليس رخيصاً، وهو بالفعل كذلك ولكن لماذا ارتضيت أن تذهب للقاء السيد المشير علي عكس ما يجب أن يكون وعلي عكس ما تمليه العادات والتقاليد وطبائع الأمور؟فكلنا يعرف أن الذي يتقبل واجب العزاء يبقي في مكانه ومن يريد تقديم واجب العزاء هو الذي يذهب إلي مكان تأدية الواجب لا العكس !!
أباء الكنيسة الكرام : نجلكم ونحترمكم ونقدركم ونقدر أبوتكم الروحية ودوركم الرعوي الروحي وسهركم علي الرعية ولكن عذراً لن نقبل بعد اليوم وصايتكم علينا في أمورنا الحياتية الخاصة وأمور السياسة والانتخابات وغيرها ، لذلك عذراً نرفض أن يكون من بينكم من يتحدث باسمنا جميعاً ولن نقبل أي تفريط أو تهاون في الحقوق عبر جلسات الفشل المخزية والمعروفة إعلامياً "جلسات الصلح العرفية" التي أضاعت وما زالت تضيع الكثير والكثير من الحقوق كما أضاعت هيبة الدولة وسيادة القانون وأشاعت الفوضى ولم تفلح في الفضاء علي حوادث العنف الطائفي بل علي العكس ساهمت في زيادتها بشكل كبير!

رابط الخبر باليوم السابع ... أضغط هنا

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :