الأقباط متحدون | التكحيل والتعمية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | الخميس ١٣ اكتوبر ٢٠١١ | ١ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

التكحيل والتعمية

الخميس ١٣ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
أنا أكثر الناس المقدرين لدور التليفزيون المصري الذي ساند جيش المشير، وأتفهم تمامًا ما قالوه وأعذرهم، ولا تتعجبوا، وصدقوني يا أحبائي إن أكثر الناس المفترض أن يكون غاضبًا مما فعله التليفزيون المصري هو المشير نفسه، ولا تندهش عزيزي القارئ، فالإعلام الذي حاول أن يكحلها للأسف عماها، فحاول تجميل ما فعله جيش المشير لكنه قبحه، وسوءه وأساء للمشير ولجيشه قبل ما يسيء للمتظاهرين، ودعونا نمنطق الأحداث والتصريحات الإعلامية، ولنرى كيف يقبل المشير ما قاله الإعلام المصري عن جيشه؟

 

لقد قال الإعلام المصري عن الجيش أنه بحاجة لعون الأهالي، وأطلق النداءات للمدنيين من المصريين، ولن أقول من المسلمين ليحموا جيش المشير من يد المتظاهرين، ولن اقول الأقباط، المهم ألا ترى في هذا النداء إساءة وإساءة بالغة لجيش من المفترض أنه مدرب ومجهز ونازل البلد بناءًا على طلب مبارك لحمايتها ، فكيف يأت عليه اليوم الذي يطالب فيه إعلاميو الحكومة بالغوث والمدد المدني لحماية الجيش؟ وأين سيكون هذا المدد المدني إن قامت حرب؟ وكيف لجيش مدرب ومجهز بالأسلحة مهما كانت بدون رصاص -إن سلمنا بما قاله البعض- أقول كيف لجيش بهذا الوضع سابق الذكر، أن يقف عاجزًا عن صد بعض المدنيين يستطيع الأمن المركزي تفريقهم بالعصا، خاصةً وأن الإعلام الحكومي كان يدعي أنهم بالمئات، وعلى فرض أنهم كانوا بمئات الألوف، كيف يفشل الجيش في تفريقهم، بلاش تفريقهم قل تحجيمهم والسيطرة عليهم، ويأتي عليه اليوم الذي يستعين الجيش بالمدنيين؟!

 

وقد يقول قائل، إن هذا غير غريب، فالجيش نفسه حُرِق معسكره وخرج جنوده وضباطه يهرولون أمام مجموعة مدنيين قُتِل لهم قتيل على يد الجيش، وكان يُقال أن من قُتِل مهرب أو بلطجي أو شيء من هذا القبيل، وهذا الطرح الأخير يضعنا أمام سؤال أخطر، لماذا لم يستخدم الجيش نفس الوسائل التي استخدمها ضد المتظاهرين المدنيين، الذين لم يعتدوا عليه كما اعتدوا المدنيون الموتورون سالفي الذكر، ولم يبيدوهم وهم في ذلك سيكونون على حق بعض الشيء، في حين هبوا ولم يدخروا وسيلة في طحن التظاهرة التي كانت خارجة عليهم وهي التظاهرة التي كانت سلمية مئة بالمئة؟ وحتى إن خرج من السياق البعض، فكان يمكن للجيش المدرب وشرطته العسكرية التي كانت تستفرد بالواحد من دول وهاتك يا ضرب فيه وكأنهم "لقوا لقية" .

 

وعلى أي حال فأنا أعذر جيش المشير فيما فعله أيضًا، كما أعذر إعلامنا الذي كان عبد المأمور فيما فعله، وعبد لسيده الذي يوفر له لقمة عيشه، أقول كذلك أعذر الجيش فهو كان بحاجة لتحقيق نصر ولن يجد افضل من الأقباط المسالمين، ليحقق عليهم نصر، ظانًا بذلك أنه سيجمع حوله الشعب المصري، لكنه لم يجمع أكثر مما سبق وأن جمعه من المتطرفين والمتعصبين الذين جمعهم حوله بتنفيذه رغباتهم السياسية، فباقي الشعب الذي عرف الحقيقة غير الحكومية، لم يتعاطف مطلقًا مع الجيش فيما فعله، لكن لا زلنا بصدد التماس العذر للجيش الذي لم يكن له أن يجد أسهل من هذا النصر على ناس مسالمين، فهو الذي عجز عن فتح طريق قنا، وإنهاء وقف خطوط السكك الحديد، والذي فشل في منع تفجير خطوط الغاز في العريش، كما أنه فشل في تأمين أي كنيسة حاول سلفيون حرقها، طب بالذمة مش ليه حق أن يفعل هذا، بدليل أن اللواء بادين أول ما قاله لجنوده المصابين بخدوش أقصد بجروح، قال لهم أهم حاجة روحكم المعنوية تبقى مرتفعة، لكن كيف تبقى مرتفعة يا سيادة اللواء وهم سمعوا ومصر كلها سمعت الإعلاميين الحكوميين وهم يستغيثون لنجدة أولادك الجنود؟

 

وبمناسبة الجروح التي بالجنود العسكريين، لفت نظري أن أحدهم كان بخده جرح أعتقد ناجم عن حلاقة متسرعة لذقنه، وليس عن معركة مع ناس مسلحة بأسلحة نارية وبيضاء، والبعض الآخر ملفوف بشاش في أصابعه لا تزد توقعاتي عن كونها جروح سطحية لا تحدث من معركة خطيرة ومريرة لدرجة أن استدعى الأمر أن يستخدم فيها الدبابات .
المختصر المفيد: الكدب مالوش رجلين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :