الأقباط متحدون | دفاع قبطى في مواجهة اضطهاد الدولة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٧ | الاربعاء ١٢ اكتوبر ٢٠١١ | ٣١ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

دفاع قبطى في مواجهة اضطهاد الدولة

الاربعاء ١٢ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٢: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.صبري فوزي جوهرة

 هذا اعلان من احد عامة الاقباط. لا ادعى اننى امثل سوى ذاتى, و لكنى على ثقة ان ما سافصح عنه يسره او يقوله علنا كافة الملايين من الاقباط فى مصر و خارجها بلا استثناء سوى بضعة افراد قليلة عددا و خلقا ممن قد يتملقون مضطهدى بنى جلدتهم طمعا فى فتات قد تقع من موائد من يتذللون لهم. لا شك ايضا ان هناك البعض بل و ربما الكثيرون من مسلمى مصرالذين يشاركوننى فيما ساعرض, و انا ادعوهم الى الافصاح عن ارائهم السديدة و مساندتها بافعال قوية حاسمة لمنع مصر من الانتحار. مصر, صانعة الحضارة الاولى قد فقدت صوابها و قلبها و شرعت فى افتراس ابنائها كما تفعل بعض الوحوش الضارية.

نحن الاقباط, يتعرف القاصى و الدانى على انتمائنا لمصر, وهو وحيد من نوعه, بمجرد ذكر هويتنا. عرفنا العالم باننا تلك الامة التى جاء اسمها من اسم مصر. واثقون من اصولنا و نحملها بشرف و فخر و اعتداد. لا يلوث انتسابنا لمصر دخلاء او غزاة هاربين من جدب الصحارى او همجية التخلف. قبلنا المسيح عن اقتناع و حب و اهدرت دماء اجدادنا لانتمائنا له. دافعنا عما نعتقد انه صحيح تعاليمه السامية و قدمناها للعالم و معها الآف الشهداء للحفاظ عليها. ابقينا على معتقدانتا لالفى عام و سنبقى عليها الى ما بعد ان تكشف الاباطيل و تنقشع الخرافات و ينهزم العدوان و يتعرف العالم على خطورة التعاليم العنصرية و ما تجلبه من انحدار و اعاقة و تراجع لتقدم البشر. تساقط على مدى العصور الضعفاء و الجبناء منا الذين لا صلابة فى ظهورهم ولا شجاعة فى قلوبهم بفعل الغزاة الحفاه و شرعوا فى مشاركتهم فى التنكيل بنا نحن بنى جلدتهم. لم يجيؤا لتحريرنا من طغيان الغير كما يدعون كذبا و افتراء, فنحن لم نستجدى حماية احد, انما اندفعت اسراب الجراد الجائع الى الوادى الخصيب و ليتهم استناروا بعقيدة مصر و روحها بعد ان اشبعت بطونهم, بل امتد نهمهم الى قلب مصر و عقلها يفتكون بها و يبدلون نورها بظلمات العنصرية الكاذبة الشريرة التى لا محال لسقوطها و لو بعد حين, و بصرف النظر ان الادعاء المضحك بمصدرها الالهى.

لن يتخلى اقباط مصر عن مسيحيتهم. و لن ينساقوا لدفع "جزية", فلم يعد بينهم صاغرون فقد اشتعلت نار الغيرة على بلادنا و عقيدتنا فى القلوب عندما تمادي الاشرار و الجهلة فى الظلم و القهر. من انت او غيرك ايها المسلم لتمنعنى من بناء كنائسي على ارض وطنى؟ لن يستجدى الاقباط رئيسا او حاكما او همايونى او هوام, ناهيك عن محافظ معفن معمص لبناء كنائس تعلوها القباب و الصلبان اعلانا و افتخارا لتبعيتها للمسيح المصلوب. و اللى مش عاجبه يشرب من محل ما هو عايز. لن يهجر الاقباط مصر. نحن باقون على قلب اعدائنا الى انتهاء الايام, و لنا فى الصمود للاعداء باع طويل. الاقباط يحيون الان عصر استشهاد ثان. لسنا "بأهل ذمة", فقد فسدت الذمم ان كان هناك ذمة حقا! وكيف يثق الاقباط فى قتلة لحمايتهم؟ و من اين لهذه الشراذم الفاشلة المستضعفة التى ما كان للعالم ان يعى وجودها ان لم يحترفوا التخريب والارهاب الذين اوصوا ان "يضعونه فى قلوب اعداء الههم" ان تدعى القدرة على حماية "اهل الذمة"؟ ماذا يفعل بكم ستة ملايين اسرائيلى او اقل؟ انتم عارفين تدافعوا عما تعتقدون انه حقوقكم علشان تدافعوا عن الاقباط؟ لا يا ساده, بس انتم افلحوا فى روحكم الاول. فاقد الشىء لا يعطيه.

و من هذا الذى يصف الاقباط بالكفر و بيته من زجاج؟ من "اللى بيحشش"؟ رجال الدين المسيحى او اصحاب القول بان حمل انثى الانسان يمتد لاربعة سنوات مهما هدف هذا النفاق المضحك من تبرير لانقاذ سمعه بعضهن؟ و اين صوت علماء الطب المسلمين وسط هذا الهرج؟ اليس فى صمتهم المدوى اثبات قاطع لعدم امكان تطهير الاسلام و تطويره و التغاضى عن اسطورة صلاحيته لكل الناس و لكل العصور؟ و بمناسبة هذه الملاحظة المتواضعة و ها العديد من الامثال, الا تشكك هذه المهازل فى اصول الاسلام وشريعته؟

الاقباط لا يعترفون بالاسلام دينا و الا لقبلوه ووفروا على انفسهم وجع القلب. و بالتالى فهم لايريدون الخضوع لشريعه رتقت على غير معتقداتهم. بل انهم يعلمون تمام العلم بان هذه الشريعة لم تصلح لادارة طابونة فى عالم الماضى (و الا ما هى علة تأخر "الامة" الذى بهر و يبهر العالم), ناهيك طبعا عن عالم اليوم او الغد. الاقباط يعلنون على الملأ انهم لا يقبلون و لا يستريحون لبقاء ما تسمى بالمادة الثانية للهلاهيل الدستورية الحالية (ان كلانت ما زالت قائمة) ويرفضون افساد اى دستور قادم بنص من هذا القبيل الذى هو مصدر البلاء على مصر اقباطها و مسلميها على السواء. من المسلم به ان رفض الاقباط هذا لن يحبط او يوقف فى غالب الامر ادراج هذه المادة السامة فى المستقبل, ولكن علينا نحن الاقباط ان نعلنها للعالم بوضوح و جلاء ليشهد لنا الان و مستقبلا اننا انما نسعى الى توفير الحقوق الاولى و الاساسية لحياة الانسان فى هذا العصر, وهى الحرية و المساواة و العدالة و الامل فى التقدم و الرخاء و اتاحتها لكل مصرى و مصرية, و حتى لا يدعى عاهر فى المستقبل ان الاقباط قد رحبوا بقبول الذل و الاضطهاد بعدم الاعتراض على هذه المادة, كما يدعى بعض العهرة فى الحاضر ان الغزو العربى جاء ليحرر الاقباط من ربقة اضطهاد الروم!

الدولة فى مصر تخطط و تمارس اضطهاد الاقباط. و شائت احوالهم الا يمتلكوا ما يستطيعون به درء العدوان عن انفسهم. فلم يبق لهم سوى العصيان المدنى الشامل. علينا ان نقتفى خطوات الانبياء غير الكذبة من عظماء عصرنا هذا الذين قادوا شعوبهم للحرية و الانتصار على اعداء اكثر قوة و عتادا سلبوهم حريتهم و حقوقهم فى الحياة الكريمة. فالى جانب الاستعداد للاستشهاد لا شك ان تداعى الاحداث يشير بقوة الى ان العصيان المدنى السلمى هو ما تبقى للاقباط للدفاع عن وجودهم على ارض مصر. لنتتبع خطى الروح العظيم موهانداس غاندى: فلن يستطع العسكر ايداع كل الاقباط فى السجون, اوقتلهم جميعا عن بكرة ابيهم, كما اوصاهم احدهم, و ان كانوا, اسم النبى حارسهم, يسعون الى ذلك بكل جد و عزيمة مستنيرين فى السير على هذا النهج الجهادى المجيد بافكار و افعال اسلافهم من اساطين الزيف و الشر و العنصرية و الارهاب فى الماضى السحيق و القريب. لنستمر فى التعبير الجماعى السلمى عن غضبنا و نعلن مطالبنا بوضوح و نتحمل الثمن من الدماءالبريئة و الارواح الغالية الى ان يرفع الله غضبه عن مصر.

تحدث رئيس وزراء مصر دكتورعصام شرف بعد مذبحة الاحد التاسع من اكتوبر التى دهست فيها مدرعات وزير دفاعه (ام هو رئيس دولته – ما هو ما حدش فاهم حاجة) اقباط مصر, عن تدخل اجنبى يثير الازمات المتعاقبة التى ايقظت الاقباط من نومهم العميق على حشرجات موت شهدائهم, فبدت آفاق ثورتهم فى الافق. ولكن رئيس الوزراء لم يفصح عن هوية هذا الاجنبى. فان كنت صادقا فيما ادعيت يا دولة الرئيس, و انت سيد العارفين المطلع على دقائق الامور المتعلقة بامن مصر, او هكذا يجب ان تكون, فقد جانبتك الشجاعة عندما تغاضيت عن الافصاح عن هوية هذا المتآمر الاجنبى ام انك لاترى فى تآمره ما قد يضر بمصالح مصر؟ وهل لك ان "تنور المحكمة"؟ يعلم الجميع مدى الجزع الذى يعانى منه خادم الدكتاتورات السابقين القابع فى الرياض من احتمال وصول مد الثورة الى ديارهو وهى على ما يبدو بمقاييس عديدة, الهدف التالى القادم للثورة . يا دكتور شرف ان لم تكن مخابراتك قد ابلغتك بهوية اعداء مصر الحقيقيين, فان الحدس السليم سيقودك الي التعرف عليهم. فهل لك او فى استطاعتك ان تقى البلاد من شرور ابو السعود؟ ادينى غششتك الاجابة اذا ما كنتش عرفتها لغاية دلوقت!

و بما انه قد اصبح من الواضح للعالم باسره ان الدوله هى مصدر اضطهاد و قتل الابرياءمن الاقباط و الاصرار على انهاء وجودهم فى مصر, فلا حرج على الاقباط العزل من ان يستغيثوا بضمير المجتمع الدولى لحمايتهم من الابادة. و لنترك لهم اختيار الوسائل اللازمة لازالة الشر و منع سقوط مصر فى الهاوية.

لقد كشف القائمون على حكم مصر بوضوح مدعم بالافعال الوحشية عن نواياهم ضد اقباط مصر. لقد كشفت الدولة اوراقها بوضوح فقررت ان اقول كلمتى هذه بوضوح مماثل فى محاوله للرد على هذا العدوان بما امتلك من وسائل الدفاع عن اهلى بالرغم من ان احدا منهم لم يطلب منى ذلك وبالرغم من عدم ادعائى باننى امثل احدا منهم سوى شخصى (حتى اوفر على المتفلحسين التعليق بهذه الحجة الخالية من الشجاعة و الشهامة). ولاسفى الشديد فاننى لا امتلك من هذه الوسائل سوى الكلمة. و حذار من الاستهانة بقوة الكلمة. مش اى كلام و هجص طبعا من العينة اللى خربت عشرات الدول و تسببت فى معاناة و موت الملايين من البشر عبر القرون بلا مبرر, بل اننى اعنى كلمة الحق بالتحديد فهى التى تهدم معاقل العدوان و الفساد و الزور و الطغيان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :