الأقباط متحدون | ذبح‮ ‬المواطنة‮ ‬بتواطؤ‮ ‬الإدارة‮ ‬فى‮ ‬إدفو
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٠٠ | الأحد ٩ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٨ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

ذبح‮ ‬المواطنة‮ ‬بتواطؤ‮ ‬الإدارة‮ ‬فى‮ ‬إدفو

الأحد ٩ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم‮ ‬يوسف‮ ‬سيدهم

انفجرت الأسبوع الماضى مشكلة كنيسة مارجرجس بقرية الماريناب بإدفو وهى المشكلة التى تعرضت لها تفصيلا فى هذا المكان بتاريخ 18سبتمبر الماضى...فقد اغتصب الغوغاء والمتطرفون صولجان القانون فى أيديهم بتحريض سافر من إمام مسجد القرية وبسكوت وخنوع مريب من ممثلى السلطة المدنية والأمنية وانقضوا على مبنى الكنيسة حديث البناء ليهدموا قبابه الخرسانية وكمراته الرئيسية وبعض أعمدته، ثم بعد ذلك يحرقون ما تبقى من المبنى ويعتدون على ثلاثة مساكن لعائلات قبطية تسكن الجوار.


عندما عرضت هذه المشكلة منذ ثلاثة أسابيع وهى لاتزال فى مهدها أشرت إلى أنها تنطوى على إرهاب يتوحش يوماً بعد يوم نتيجة سلطة خانعة مستأنسة لاتتورع عن التضحية بهيبة الدولة وسيادة القانون أمام ذلك التوحش، الأمر الذى تجلى فى مهادنة الإرهاب والانصياع لطلباته وبطشه‮ ‬بادعاء‮ ‬اتقاء‮ ‬شروره‮...‬وليس‮ ‬غريباً‮ ‬بعد‮ ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬تشهد‮ ‬الساحة‮ ‬ازدياد‮ ‬صلف‮ ‬ذلك‮ ‬الإرهاب‮ ‬وتحديه‮ ‬للقانون‮ ‬والسلطة‮.‬

 

أما اليوم عقب تكشف الحقائق المخزية عما حدث الأسبوع الماضى أقول إن المشكلة تحولت إلى مأساة بجميع المقاييس لأنها دخلت منعطفاً خطيراً بتخلى السلطة عن سلطاتها للإرهابيين وانزلاقها- فى معرض الحفاظ على ماء وجهها- نحو تبرير أفعالهم الإجرامية وترديد اتهاماتهم الزائفة...هنا انتقلت السلطة من موقع العجز والخنوع إلى موقع التواطؤ الصريح الذى يضعها فى موقف الشريك فى الجريمة...وليس أدل على ذلك من القصص التى يرددها الأقباط المتصلون بالأزمة عن تفاصيل يندى لها الجبين لجلسات التفاوض العرفية المهينة التى رتبتها لهم واحدة تلو الأخرى السلطات الأمنية وما دار خلالها من حوارات مؤسفة أوضحت بجلاء أن هذه السلطات تنحاز قلباً وقالباً إلى جانب المتطرفين والمتعصبين الإسلاميين وتتبنى وجهات نظرهم وتبررها وتدافع عنها بل يصل بها الانحياز مداه عندما تجبر الأقباط على قبولها بدعوى حقن الدماء تارة وبتهديدهم أنها لا تستطيع حمايتهم إذا لم يقبلوا تارة أخرى!!!...إذاً حتى الجلسات العرفية الكئيبة المذلة فقدت الحد الأدنى من شكلها العرفى، فبعد أن كانت السلطة تجلس على الحياد بين طرفين متخاصمين لتتوسط بينهما، انحدرت إلى ما هو أسوأ حيث اقتصرت الجلسات على طرفين:السلطة والجناة المعتدون فى جانب والضحية المذبوحة فى جانب آخر، لكن الحقيقة المشينة أن الضحية المذبوحة لم تكن تجلس وحدها، فقد كانت معها ضحايا أخرى مذبوحة هى حقوق المواطنة وحرية العبادة وسلطة القانون وهيبة الدولة!!!


ثم يبلغ تواطؤ السلطة مع الإرهابيين مداه عندما يخرج علينا محافظ أسوان عقب الجريمة وعبر الفضائيات ووسائل الإعلام ليمطرنا بوابل من التصريحات التى تجافى الحقائق وتزيف الواقع وتضلل الرأى العام...فالمحافظ لا يعرف أن مشكلة كنيسة مارجرجس بقرية الماريناب مرتبطة مباشرة بكنيسة وهو ينفى وجود كنيسة أصلاً ويدعى أن الأمر يخص مبنى مضيفة(!!!)...والمحافظ يهون من الأحداث الإجرامية التى تعرضت لها الكنيسة بالحرق والهدم والإتلاف علاوة على حرق المنازل المجاورة للأقباط وتهديدهم وترويعهم، كل ذلك اختزله المحافظ فى وصفه لما حدث بأنه حريق محدود شب فى مخزن أخشاب وتمت السيطرة عليه(!!!)...والمحافظ لا يشير إلى المبنى المرخص للكنيسة والذى تم ترخيصه بناء على موافقة المحافظ نفسه ولا يعنيه ولا يقلقه البتة قيام الإرهابيين بهدمه اغتصابا منهم لسلطات محافظته ومجلسها المحلى وإداراتها الهندسية وسلطاتها الأمنية، إنما ما يحرص على ترديده لإضفاء الشرعية على ما حدث أن بالمبنى مخالفة للترخيص فيما يخص الارتفاع(!!!)...وأخيراً وليس آخراً المحافظ لا يبادر بإدانة الغوغاء والخارجين على القانون من الإرهابيين بل يستفيض فى إدانة الأقباط وكنيستهم»المزعومة« التى فوجئ‮ ‬بها‮ ‬فى‮ ‬محافظته‮ ‬بعد‮ ‬ما‮ ‬يقارب‮ ‬قرناً‮ ‬من‮ ‬الزمان‮ ‬على‮ ‬وجودها‮ ‬وإقامة‮ ‬الصلوات‮ ‬والشعائر‮ ‬الدينية‮ ‬فيها‮ ‬وبعد‮ ‬موافقته‮ ‬على‮ ‬ترخيصها،‮ ‬هذا‮ ‬الترخيص‮ ‬الذى‮ ‬جاء‮ ‬نصه‮ ‬تفصيلاً‮ ‬كالآتى‮:‬

 

‮»‬الترخيص‮ ‬بإنشاء‮ ‬دور‮ ‬أرضى‮ ‬‭+‬‮ ‬أول‮ ‬علوى‭+‬‮ ‬قباب‮ ‬حتى‮ ‬الارتفاع‮ ‬المسموح‮ ‬به‮ ‬والمبنى‮ ‬هيكلى‮ ‬من‮ ‬الخرسانة‮ ‬المسلحة‮ ‬بمساحة‮ ‬902‭.‬12‮ ‬x 19.20 متراً بواجهة شرقية بطول 12.90 مترا تطل على شارع بعرض 5.50 متر يتم استكماله إلى 6.00 أمتار من الجار المواجه للمبنى وفقا لأحكام القانون 119لسنة 2008، وواجهة قبلية بطول 19.20متراً تطل على ممر خاص بعرض 5.00 أمتار، والدور الأرضى عبارة عن سلم +صالة الكنيسة + الهيكل، والدور الأول سلم+ تراس سيدات تعلوه قباب بعد تراس السيدات...وذلك طبقا للبيانات والرسومات المقدمة مع الطلب والمعتمدة والمرفقة بهذا الترخيص والتى تعتبر جزءاً متمماً له وعلى أن يتم اتباع أحكام القانون ولائحته التنفيذية والكودات والقرارات والمواصفات‮ ‬المنظمة‮ ‬ذات‮ ‬الصلة‮«.‬

 

إذاً الترخيص صادر بشأن كنيسة والدور الأرضى منها يشتمل على صالة الكنيسة والهيكل، ولا أظن أن طبيعة صالة الكنيسة والهيكل يمكن لأى عاقل-غير متعصب وغير متواطئ-أن يخلطهما مع طبيعة»مضيفة«...هذا عن واقع المأساة التى نحن بصددها، أما إذا تجاوزنا ذلك وتحدثنا عن حق الأقباط الدستورى فى العبادة والصلاة وحق مواطنتهم فى إقامة دور عبادتهم بلا مقاومة من أحد وبلا تعويق وتسويف من السلطة وحقهم فى أداء السلطة لدورها فى الدفاع عنهم وصون دور عبادتهم من الهدم...سوف نكتشف أن كل هذه الحقوق باتت منتهكة مستباحة بفضل سلطة متواطئة مع إرهاب‮ ‬توحش‮.‬




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :