على خلفية أحداث "المريناب".. محبو الفنون يبدون استيائهم من تكفير الآخر واستباحة دمائه ومقدساته
* لابد أن تستهدف وزارة الثقافة المناطق العشوائية والشعبية.
* فلول النظام السابق هم أصحاب المصلحة في إثارة الأزمة الطائفية.
كتبت: ميرفت عياد
يُقام بمركز "الجزيرة للفنون" بـ"الزمالك" معرض فني يستمر حتى الخامس عشر من أكتوبر الجاري، لعرض عدد من الرؤى الفنية المتنوعة. يشمل المعرض العديد من المجالات الفنية، منها: التشكيل بالزجاج حيث إبداعات الفنان "سيد واكد"، الذي يقدِّم من خلال هذا الفن التراثي الأصيل تحفًا فنية برؤى عصرية- والنحت، حيث أعمال الفنان "علاء محمدي السيد"، الذي يقدِّم أحدث إبداعاته من المواد الصلبة التي شكل منها روائع فنية، والفنان "هاني راشد" الذي يقدّم لوحات فنية تحمل عنوان "الثلج الأسود"، حيث يلعب اللون الأسود دور البطولة اللونية في لوحاته.
تاريخ "مصر" من خلال عصورها المختلفة
كما أُقيم بقاعة الفنان "صلاح طاهر للفنون التشكيلية" بـ"دار الأوبرا المصرية" معرض للفنان "مصطفى عيسى" جاء تحت عنوان "مصر الحضارة". قام بافتتاح المعرض د. "عماد أبو غازي"- وزير الثقافة- ود. "عبد المنعم كامل"- رئيس الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي لدار الأوبرا المصرية- وبحضور نخبة كبيرة من الفنانين التشكيليين والنقاد، ولفيف من الصحفيين والإعلاميين. وقد أبدى د. "عماد أبوغازي" إعجابه بالأعمال الفنية التي قدَّمها الفنان "مصطفى عيسى" في هذا المعرض الذي تميَّز بإلقاء الضوء على تاريخ "مصر" من خلال عصورها المختلفة، موضحًا أن هذه الأعمال الفنية المتميزة يمكن الاستعانة بها في تصميم الكروت السياحية للترويج للسياحة في "مصر"، خاصةً بعد ما شهده قطاع السياحة من تراجع في ظل حالة الانفلات الأمني الذي أعقب الثورة.
المعالم السياحية في "مصر"
ومن جانبه، أكّد الفنان "صلاح عيسى" أن المعرض يضم حوالي (150) لوحة و(50) قطعة بانورامية لجميع المعالم السياحية في "مصر"، والتي تنتمي للحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية، في محاولة لإلقاء الضوء على آثارنا الخالدة، بهدف: تنشيط السياحة، ودعوة السياح للعودة إلى زيارة "مصر" للتمتع بهذا الكم الهائل من الآثار التي تدل على عظمة الحضارة المصرية التي تبلغ من العمر حوالي سبعة آلاف سنة، وعظمة الشعب المصري الذي احتضن عبر آلاف السنين كم هائل من التنوع الحضاري، وتدل على عظمة الشعب المصري القادر على تخطي جميع العقبات التي تعترض طريقه، والقادر أن يستعيد توازنه من جديد لتحقيق التقدم والرخاء لبلاده.
دور الفن في المجتمع
واستطلعت "الأقباط متحدون" آراء زوار المعرض عن دور الفن في الارتقاء بالشعب المصري، حيث أجمعوا على أهمية الفن والثقافة بوجه عام في حركة وتطور أي مجتمع، فهو يتأثر بالمجتمع ويؤثر فيه. مؤكّدين أن الفنانين من خلال نتاجهم يقومون بتحسين الواقع وتجميله، كما أن الفن بجميع أشكاله له دور كبير في التقريب والدمج بين الشعوب والثقافات والأديان المختلفة، ونبذ روح الفرقة والتعصب، وفضح الألاعيب والشعارات الزائفة التي تخفي حقيقة التشدد والتطرف والإرهاب المتخفي وراء ستار الدين، مطالبين وزارة الثقافة باستهداف سكان المناطق العشوائية والشعبية، لأنها في احتياج شديد لوصول كل مجالات الفن والثقافة وأعمال العقل لديهم، معربين عن خوفهم من حدوث ثورة جياع في المرحلة القادمة، ومن العشوائيات التي انتشرت في كل مكان، والتي أصابت تفكير كثيرين في المجتمع المصري.
إثارة الأزمة الطائفية
وأوضح كثيرون من محبي الفنون أنهم لم يستطيعوا وقت الثورة أن يفرقوا بين مسلم ومسيحي في الميدان، وأن قصة حرق دور العبادة أو هدم بيوت الأقباط والتعرض لهم بأي صورة من الصور أمر مرفوض تمامًا، وأن فلول النظام السابق هم أصحاب المصلحة الكبرى في إثارة الأزمة الطائفية؛ للإفلات بمصالحهم وكسب فترة زمنية ينشغل المواطنون فيها بالأحداث. مؤكّدين أن نجاح الثورة يستلزم اتحاد جميع المصريين ضد الفقر والجهل والجوع وكبت الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما أعربوا عن استيائهم من الأشخاص الذين يكفرون الآخر ويحقرون من شأنه ويستبيحون دمائه في بعض الأحيان، والذين يعتبرون أنهم وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة وكل من يخالفهم الرأي أو المعتقد "كافر".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :