الواجب الوطني على الكنيسة المصرية الأرثوذكسية
بقلم: العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
* إن لم يجتمع المجلس المقدس، ولجنة الأوقاف القبطية، والمجلس الملي العام اليوم.. قبل الغد، فمتى سيجتمع؟
* تحترق الكنائس وتُهدم بالكامل، وتُهاجم الكنائس من أفراد مسلحين، ويُقتل أبناؤها وحراسها، وتُختطف بناتها، ويُهَجر أبناؤها وتغتصب منازلهم وأملاكهم... وسط بَكَـــم مُريب من رجالات الكنيسة وقادتها.
* لم تقم الكنيسة بدورها في حماية كنائسها وشعبها حتي هذه اللحظة.. وهذه الحماية ليست من الأمور السياسية، بل هي طلب الحماية الإلهية السمائية..، قبل البيانات الإحتجاجية الضرورية..لانشغالها بأمور أخري غير كنسية.
* ولم تسمح أو تُهيىء لقيام مجتمع مدني قبطي خارج نِطــــاق المطارنة والأساقفة... حتى خَلتّ الساحة تمامًا أمـام القائمين علي المخططات الرهيبة لتنفيذ مُخَطَطاتهم الاضطهادية والتآمرية.. بلا مقاومة مسيحية.. ولو حتى بالكلمة.
* إن القيادة الكنسية لم تُفَعِل دور المجالس الملية التي هي الواجهة المدنية (غير الكهنوتية) لمواجهة حالات الاضطهادات الصارخة، والعمل على نيل حقوق المواطنة لمسيحيي "مصر"، بل عملت على تعطيل دورها، وتجميدها.. ولا تجميد محافظ "قنا"!!
* أدى هذا إلى ظهور الانقسامات والخلافات بين الشعب، وإلى ظهور متاجرين بالقضية بحثًا عن الزعامات الزائفة.. بالإضافة إلى ظهور مرتزقات ومرتزقة من بين المسلمين للاسترزاق.. والاخــتراق بين الشعب القبطي الذي بلا قيادة سياسية للتوعية بحقوق مواطنته في بلده...، بل وصل الأمر أن هاجمت قيادات الكنيسة شباب ماسبيرو عند إحتجاجاتهم على بدء مسلسل حرق الكنائس بـ"أطفيح"!!!
* على المجتمع القبطي أن يبدأ دوره الآن، بتكوين مجتمع مدني قبطي، وتكوينات وطنية مصرية بين الأقباط ومحبي "مصر" من المسلمين وليس المتأسلمين.
يعيش المصريون المسيحيون الأرثوذكس حالة من الترويع والهلع غير مسبوقة من قبل؛ لأنها صارت "ظاهـرة"، بدأ التمهيد لها بعد بــدء هوجة الخامس والعشرين من يناير، بإطــلاق كل العفاريت المتأســلمة من قماقمها، من إخوان، وســـلفيين، وجهاديين إسلاميين، وتكفير وهجرة، وجوازات بقتل المسيحيين وحرق كنائسهم.. بدأت من الحرق الشهير والتدمير الرهيب لكنيستهم بقرية "صول" بـ"أطفيح" بـ"الجيزة"، وإقامة الصلوات الإسلامية على أطلالها.. ولم يتم القبض على الجناة حتي اليوم.. ولم تفتح قيادات الكنيسة أفواهها ولو بكلمة إحتجاج واحدة، وكأن الكنيسة تتبع وزارة الأوقاف وليست تابعة لهم.. ثم توالت وتتابعت أحداث مأســاوية ليس لها مثيل من قبل: من حرق وهدم كنيستي "إمبابة"، وحرائق وقتل المسيحيين بـ"المقطم"، وتوالى قتل المسيحيين حتى وصلت أعدادهم إلى أرام خطيرة، وسط صمت رهيب مريب من قيادات الكنيسة، وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد... إلخ.
حتي وصل الأمر إلى أننا في هذه الأيام نعيش الأحداث التالية:
* متشددون بقرية "بني أحمد الغربية" يطالبون كاهن القرية ببيع منزله وتسليم دفتر توثيق الزواج الخاص به ورفض دخوله البلدة.
* الأمن يحتوي فتنة طائفية بـ"المنيا" بعد تجمهر المئات من المسلمين أمام كنيسة السيدة العذراء بقرية "أبو العباس" التابعة لمركز "بني مزار" بـ"المنيا"؛ إحتجاجًا على بناء مجمع خدمي ملاصق للكنيسة على مساحة (200) متر بقرار إداري من محافظ "المنيا" الأسبق.
* ما هو حادث بقرية "البــدرمان"، وما أدراك ما يفعله السيد "هولاكـــو" بأقباطها ونسائها وأملاكهم فيها.
* مجهولان يطلقان النار على حرس كنيسة بـ"الإسماعيلية".
* مقتل غفير كنيسة بقرية "الروضة" بـ"الفيوم".
* مخطط خطير لنهب كنائس "مصر" وتفجير فتنة طائفية كبرى، انتشرت على نطاق واسع شبكة من البلطجية وأصحاب السوابق والمسجلين خطر، مزودين بالأسلحة والأموال لشن هجمات واسعة على كنائس "مصر"، بهدف سرقتها، وترويع رجال الدين فيها، وقتل المسيحيين، وحرق كنائسهم، وتهجيرهم من قُراهم، ثم من وطنهم بعد ذلك.
إزاء كل هذا، ما هي ردود فعل قيادات الكنيسة التي تلُم بها هذه الأحداث الجِسام، والتي تمس عقيدة وشرعية الدين المسيحي والمسيحيين بالوطن "مصر"؟؟
لا شــىء، وكأن شيئًا لم يكن، وتجتمع قيادة الكنيسة 4 مرات شهريــًا أمام العشرات من كاميرات الفضائيات والعشرات من كاميرات الإعلام، ولا هم لها إلا التنكيت وليس التبكـــيت على حالنا وأحوال شـــعبنا..، لكن التركيز الأكبر على قضايا ســـطحية تشغل شغلها الشاغل؛ مثل مشاكل زواج البنات، وطلبات المال للإعانات، وإلقــاء الِنكــات...، وســط هدير من الزغرودات والتصفيقات والترنيمات التي تُمَجِد تلك القيادات.. كيف يحدث هذا ونحن نحترق ونُقتل وتُختطف بناتنا وتُنهب أموالنا وتُحرق كنائسنا، ونقابلها بمثل تلك الزغاريد والتماجيد البشرية، بِمُصاحبة الفرق الموسيقية والكورال من مختلف الإبروشيات؟ ولا كلمة إحتجاج واحدة! ولا صلوة واحدة من أجل وقف هذه الأحداث، وكأن أي من هذه المصائب لا تعنيها في شــىء!!
ولن أقبل، وقد يوافقني البعض، مقولة أن قداسة البابــا المعظم يتحمل ضغوط لا طاقة لبشر بها، فلتزد الضغوط ضغوطًا بتحمــل مسئوليات الإحتجاج على ما هو حــــــادث ويحدث الآن، وما سيحدث في المستقبل، طالما الصمت المريب يحيط بتلك الأحداث.. أليسوا هؤلاء هم أبنـــاؤه المقتولون؟ المنهوبون؟ المختطفون؟ أليست هذه الكنائس التي تُحرق وتُدمَّر تابعة لقداسته؟
المطـــلوب الآن وفــورًا، أن يقوم قداسة البابــا بدعوة المجمع المقدس بكامل هيئته، ولجنة الأوقاف القبطية، والمجلس الملي العام (المُجَمَّدْ، والذي يجب أن يُدعى استثائيًا) للانعقاد، و:
1- إصــدار بيان للأمة المصرية بالإحتجـاج على كل ما يحدث، وشجبه واســـتنكاره، والدعوة إلى المعايشة السلمية والتعايشية بين المسجد والكنيسة... على الأقل لردع تلك الأحداث وما فيها من هلع وترويع غير مسبوق.
2- الأمر يإقامة الصلوات بجميع الكنائس المصرية الأرثوذكسية بالداخل والخــارج لمدة ثلاثة أيام متوالية، من مساء كل يوم وحتي صباح اليوم التالي؛ للتقدُّم إلى رب وصاحب هذه الكنائس والأنفس لحمايتها، ورفع الظلم عن شعبهـا..
هل هذا كثـــير يا أصحاب الغبطة والنيافة الأحبـــار الأجــلاء؟
أنا لا ألـوم مُطلقا مُرتكبي هذه الحوادث من السلفيين وغيرهم من الجهاديين على ارتكابها، وعلى ما سيرتكبونه في المستقبل القريب.. طالما يُقَابلون بالصمت المهيب المريب...!
ولا نرتكز على السيدة "فاطمة ناعـــوت" والسيد "نبيل شــرف الدين" للدفاع عنا تليفونيًا.. ونتكاسل نحن للتفرغ للنحيب والبـــكاء على حالنا، ولانعدام الشجاعة والجرأة في طلب الحق لنـــا..
على الكنيسة أن تتحمَّل مسئولياتها الرعوية والكهنوتية والخدمية تِجاه هذه الأحداث، خاصةً بعد أن وأدت المجتمع المدني القبطي ورجالاته.
وقد قال رب المجد: أنتم تصمتون والرب يدافع عنكــــم. والصمت هنا هو الصـــلاة ليساعدنا. فالله لا يساعد منْ لا يساعدون أنفسهم؛ لأنه لن يُساعدنا طالما حولنا كلماته المقدسة إلى "أنتم تنكتون وتزغردون وتصفقون.. لذا فلن يدافع الرب عنــــا".
كفى.. وكفى.. وكفى
ونحن بهذا لا نطلب تدخلًا أجنبيًا، ولا نستعين بالخـــارج، ولا نطلب حماية دولية.. لكن نطلب تدخلًا سمائيًا، ونستعين بالسماء والجالس فيها على عرش مجده هو وحده.. ونطلب الحمايــة السمائية.
وبدلًا من أن نُركِز على إعطوني العشور وجربوني، فلنركز على ونُفعِّل: "صلـوا بحرارة وجربونــــي"..
وفي الختام، نشكر قداسة البابـــا على رفضه العرض الذي تقدَّمت به السفارة الأمريكية بناءًا على طلب مسيحيين بالمهجر لتدخل دولي بـ"مصر" يستهدف حماية المسيحيين بها وبالمنطقة؛ لأن لنا ومعنا الذي هو أقوى من كل "الولايات المتحدة الأمريكية"..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :