د. "خالد منتصر": لم أجد خلال دراستي الطبية جينًا يجعل المصريين متدينين بالفطرة!!
* القس "أندريا زكي": الطريق للعبور إلى المستقبل لن يتم إلا بالتجديد الديني، والثقافي، والإعلام، والديمقراطية.
* د. "خالد منتصر": لا وجود لمعنى التسامح في دولة المواطنة، فالتسامح كلمة استعلائية.
كتب وصور: عماد توماس
قال الإعلامي الدكتور "خالد منتصر": إن العلم لن يتقدم إلا بالعلمانية التي أصبحت كلمة سيئة السمعة، واستشهد بمقولة "عبد الرحمن الخميسي": "أنا لا أعزف على قيثارتي لأني مشغول بالدفاع عنها"، مؤكدًا أن مفهوم العلمانية يعني عدم تدخل الدين في السياسية أو التفكير في النسبي بما هو نسبي.
ورفض "منتصر" كلمة "التسامح"، باعتبارها تحمل معنى "استعلائي"، وأنه لا وجود لمعنى التسامح في دولة المواطنة، لافتًا إلى ضرورة إتساع الرؤية، فلا يمكن إقصاء المعتزلة مثلًا في الإسلام لمجرد الخلاف معهم فكريًا. كما انتقد مقولة "إن المصريين متدينين بالفطرة"، التي رددها أحد قادة التيار الإسلامي بعد زيارة "أردوغان" لـ"مصر"، مضيفًا أنه لم يجد خلال دراسته العلمية الطبية جينًا يجعل المصريين متدينين بالفطرة.
وطالب "منتصر"- خلال ندوة "رؤية مستقبلية لمصر" بمؤتمر "الحوار الديني والمجتمع المصري الحديث" الذي عُقد أمس الخميس- بالنظر إلى التاريخ نظرة حيادية، فهو المعمل الذي تتدخل فيه النصوص ليتم تشكيلها، والتراث ليس كله فقهًا.
وعبَّر "منتصر" عن خوفه من المستقبل، لأن الموائمات السياسية يخسر فيها التيار الليبرالي كل يوم بسبب محاولة إرضائه للمجلس العسكرى، فيما يكسب تيار الإسلام السياسي أرضًا جديدة كل يوم. فالليبراليون بدأوا يتنازلون برضاهم عن المادة الثانية، بل أن البعض يزعم أن المسيحيين يطالبون بالمادة الثانية وبتطبيق الشريعة الإسلامية!!. وقال: "العلمانية هي الطريق للمستقبل لأنها لا تدعي القداسة، وقادرة على إصلاح نفسها، مطالبًا بالعزف والغناء حتى لو كان الصوت مبحوحًا والحنجرة مشروخة، فالمهم أن تكون الأغنية صادقة معبِّره عن النفس.
العبور من النفق المظلم للمستقبل
من جانبه، حدَّد الدكتور القس "أندريا زكي"- نائب رئيس الطائفة الإنجيلية- أربع قضايا هامة لتعبر "مصر" من النفق المظلم إلى المستقبل؛ الأولى: قضية التجديد الديني، وقبول التفسيرات المتعددة، وأن لا أحد يملك الحقيقة في تأويله للنص الديني. والثانية: التجديد الثقافي. والثالثة: الإعلام بتركيزه على جماعة معينة وإعطاءها ثقلًا سياسيًا. والرابعة: الديمقراطية، التي لا تقوم أبدًا على الأقلية والأغلبية الإستاتيكية "الثابتة" بل الديناميكية "المتغيرة" في تداول السلطة، فالأقلية يمكن أن تكون أغلبية والعكس.
وأكَّد "زكي"، أن قراءة اللحظة الراهنة ليس سهلًا، فالعلاقة بين المجلس العسكري والتيارات الدينية في "مصر" تحتاج إلى قراءة نقدية، وتشكيل لجنة صياغة الدستور، وتفعيل الحكم العرفي لحل المشاكل الطائفية، وإجراءات الانتخابات، وعودة قيادات الحزب الوطني لتشكيل نحو (6) أحزاب، وانتشار نظرية المؤامرة في معالجة المشاكل. وتساءل: ما معنى أن تكون الدولة مدنية بمرجعية دينية؟؟ فإما أن تكون طبيعة الدولة مدنية أو دينية.
وأشار "زكي" إلى أن الثورة كانت لحظة مفاجئة لم يتوقعها أحد، ولم تكن المؤسسات الدينية المسيحية في "مصر" قادرة على التجاوب معها، لاسيما أن الأقليات ترى في النظام القائم نوعًا من الحماية، كما أنها لم تسطع قراءة التطوارات فكانت مواقفها بطيئة، مشيرًا إلى أن الكنيسة الإنجيلية أصدرت بيانًا يوم 9 فبراير، وكان "مبارك" مازال في الحكم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :