الأقباط متحدون | قعدة مصاطب!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٥ | الاربعاء ٢١ سبتمبر ٢٠١١ | ١٠ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٢٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قعدة مصاطب!!

الاربعاء ٢١ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجدة سيدهم
 
* من 28 يناير وحتى اللحظة، وبعد إصابة جمعة "تصحيح المسار" في مقتل، تاهت قضية بناء الدولة، بين ردهات اللغو، وأروقة الصياح والتراشق، ودفق الأفعال،  والتصريحات المشبوهة وغير المسئولة، ليصبح المشهد برمته عبارة عن "قعدة مصاطب"!.. 
 
* هل من شروط الوطنية والانتماء معاداة "إسرائيل"، والتوعُّد المؤجل للحرب الحتمية..؟ وأن العدو سيبقى عدوًا كحكم مسبق وأمر مسلَّم به؟؟. هل ثمة إشكالية في عهد جديد  وفكر جديد لحل النزاعات بالطرق السلمية كي نصنع تاريخًا جديدًا..؟
 
* مسرحية المحاكمات الهزلية والأحكام الصادرة منها، ليست أكثر من هدف غير شريف لإتساع الهوة بين أهداف الثورة وتحقيقها، بل ولمزيد من التشابك والتطاحن بين الأطراف جميعها، بينما يتزايد عدد الذين يقاطعون الأمل..
 
* القمامة انتشرت بشكل مخيف.. خرجت من أروقة الشوارع الجانبية، لتمتد فداحتها إلى صدر الشوارع  الرئيسية.. هل ستتحول المدينة إلى سلة قمامة واحدة..؟ هناك اقتراح أن يحمل كل مواطن كيس القمامة الخاص به ويضعه بأناقة أمام بيت السيد رئيس كل حي، ربما لفرط الرائحة ينتبه.. ربما..!
 
* عندما أسير وسط الزحام، ألتهم ملامح أهل بلدي، أدرك تمامًا أن الحكومات والإدارات جميعها، وعلى مختلف عهودها، أبعد ما تكون عن دولة الشارع.
* أول الرقص حنجلة؛ حيث تتراقص الآن التوقعات أمام أنياب الدولة الدينية، ليطفح علينا مجددًا هذا التلون السريع (تاني..!)، بمغازلة شيوخ السلفية- بالاستضافة تارة والمداخلة تارة أخرى- والإيماءات المذهولة بإعجاب لما يفتون ويردون به على أسئلة توجَّه لهم، تعد في حقيقة الأمر أكبر من أفكارهم المتواضعة.. فليس إذن ثمة غضاضة أن تكون دولة دينية سلفية، ربما يكون لبعضهم النصيب الأكبر في المرحلة الوهمية القادمة.. ربما.
 
* تناسلت الأحزاب التي تحمل مسميات دينية وليبرالية، ما اتفقت وما فلحت إحداها في تقليم شجرة على رصيف، أو في تسقيف بيت مهدم، أو دعم لسعر دواء ما ، أو تقديم أدنى فكر يصنع تغييرًا حقيقيًا، حتى الإنصات إلى الأطراف الأخرى أصابها بعدم الفهم.. فكيف تُدار أمور وطن كلٌ فيه يتحدث ويصيح وليس من يستمع، لتصبح ثانية "قعدة مصاطب"؟؟
 
* مسيحيو الـ"فيس بوك"، كلما طالعت الكثير، أشعر وكأنني أسبر على متن خشوع بين أروقة دير عتيق؛ لفرط الولع بصور كهنة وآباء وأيقونات، بديلًا عن الصور الحقيقية!! 
* مع بداية العام الدراسي الجديد، مازالت العقليات المسئولة قديمة جدًا، لتتيح لعام آخر فوضى التعليم العقيم.
 
السلفيون.. كوميديا بلا رادع 
فتح فاه، وليته ما فعل.. "لا جزية على الأقباط" (يا حلاوة).. وآخر عصر فكره وأتى لنا بخلاصة ما يحمل عقله المغيَّب، ليسمح لـ"مساطيل مصر"- أقصد أقباطها- بشرب الخمر!! (بالذمة دا كلام..؟؟!). الكارثة الحقيقية إن فضائح الجهل باتت على العلن.. يا عالم ياهووو، هذه قضية شعب، وبناء دولة، وليست تكية للغو والتجشؤ..
 
إدعاء الوحدة الوطنية 
ولأننا شعب يختلف، فلن تفلح معه أية محاولات لفعل القسمة.. هكذا سـُطرت الحكايات  والتاريخ. لذا، كاذبٌ من إدَّعى أننا نصفان في حاجة لوحدتهما.. هذا فعل خبيث لأتباع الرجيم من ذوي المصلحة. ولأن هناك منْ سقط في الشرك الوهمي، فقد فلحوا قليلًا في خلق مسافات من التحفظ وعزوف كل عن الآخر؛ تأكيدًا للمقولة "ظلوا يكذبون حتى صدقوا أنفسهم". والآن، مللنا استمراء اغتصاب الحلم والغد معًا، مللنا جدًا هدر الوقت فيما لا طائل منه، مللنا جدًا جدًا الانتظار والتوقُّع والتوجس من جهل واستخفاف وصمت وتضارب وانزلاق مخيف، والمحصلة صفر!!.. عاوزين نشتغل ونبني  وننطلق بجد، عاوزين نكبر ونعيش بكرة أحلى ونذوق طعم الحلم،  عاوزين نضحك من قلبنا بصوت عالي، عاوزين نعيش الحب بجد، نتعانق بجد. بات علينا نطويها صفحة خطيرة وثقيلة عشناها حتى إراقة الروح، اشتقنا لك يا بلد  بقدر شوقك لينا، وعفا الله عن  أشهر طويلة تقيحت.
 
* جمعة وميدان يبحثان عنا، فيجدوننا بعيدًا عن المصاطب، بين الماكينات والمزارع  والفصول والمعامل. نبحث، ونشيِّد، ونصعد بالارتفاعات والأحلام والأغاني، مضربون عن الكسل واليأس والتخريب والفوضى.. هي جمعة شعارها "الآن نرسمها من جديد"..
 
تعبنا، وقاربنا نفارق الاهتمام بشئون الوطن..
ولن ينته بعد..

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :