الكاتب
- "شعيب": لابد من تحديد معنى واضح لازدراء الأديان لمحاسبة المخطئ
- "لا للعنف الجنسي ضد النساء".. كتيب لتقديم المساعدة القانونية والنفسية للضحايا
- فى معرض الإسكندرية للكتاب: الأنشطة الثقافية تطفئ فتيل الطائفية المتقد بالأفكار المتشددة
- في المؤتمر الصوفي العالمي الأول.. المجتمع المثالي يحكمه الحب والتسامح لا العنف والإرهاب
- الفنان القبطي مِن تحاشي الإعلان عن العقيدة خوفًا من الاضطهاد حتى التأثير في الفن الإسلامي
جديد الموقع
أسبرين الوحدة الوطنية!!
بقلم: ميرفت عياد
"بالأحضان بالأحضان بالأحضان.. بالأحضان يا بلدنا يا حلوة بالأحضان".. مع اعتذاري للعندليب الأسمر. هذه الأغنية كانت شعار الوحدة الوطنية في زمن الحب والألفة.. زمن المباركة والنظافة والحب والعدل.. طبعًا أنتم فاهمين أقصد إيه.
نعم، فبلادنا قبل الثورة- في ظل حكم "مبارك"- كان يغمرها الحب.. لدرجة أن أنهار الحب فاضت وغطت جميع وسائل الإعلام.. فهناك شيخ يحضن قسيس.. وصورة لكنيسة يرافقها جامع في وئام وسلام.. وهلال يحتضن صليب.. بالذمة في أكثر من كده حب وهيام ووئام؟؟..
في الحقيقة، إن رجل الحكم الهمام تصوَّر أن الشعب المصري طيب عبيط.. يُضرب على قفاه ويقول كمان.. وتُحرق وتقتل ولاده.. ويسامح مادام خرج بيان "سقع" كاتبه خطيب مفوَّه.. قام فيه بشجب وتنديد واعتراض على الوحشية.. حقيقي يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته..
وبعدين تخرج مذيعة حلوة وقموره.. تنسِّي الواحد المصيبة اللي حصلت.. وتؤكد بصوت ناعم وعذب على روح الإخاء والمحبة بين أبناء الوطن.. وتطالبكم أن تنتظروا بعد الفاصل لمشاهدة التقرير الخارجي التالي.. وسرعان ما نجد كاميرا محترفة قامت بتصوير الأحضان الدافئة بين الرموز المسيحية والإسلامية.. ومراسلة تؤكِّد على أن الدموع فرت من بين عينيها من شدة الأحضان التي كادت أن تكسر ضلوع كل منهم!!..
المهم إن الموضوع ينتهي.. والناس في بلادنا من كتر المآسي بتنسى.. لغاية ما نصحى على أزمة جديدة.. والحل عرفناه بسيط.. حضن ثلاث مرات قبل الأكل.. حاجة كده شبه "أسبرين الوحدة الوطنية" مع كباية شاي علشان نسكن الوجع.. لكن المشكله أن أصل الداء لم يُعالج.. أصل الداء شبه تسوُّس الأسنان يبتدي بسيط لغاية ما يكبر.. والسوس يمتلك كل الأسنان مسببًا ألم صعب للغاية..
وبدل ما نروح لدكتور الأسنان علشان يشيل السوس وينزع الألم من مكمنه.. نبدأ في تعاطي المسكنات.. ومن كثرتها تحدث لنا فشل كلوي.. ونظل نعاني طيلة العمر من مرض لعين لا علاج له سوى جلسات الصلح العرفي.. أقصد جلسات الغسيل الكلوي.. وما يتطلب هذا من ارتفاع تكلفة وعناء لا مثيل له..
نعم عزيزي القارئ، كان المرض بسيطًا في بدايته منذ عقود طويلة.. لو كنا نزعنا سوس التعصب والتشدُّد الذي أخذ ينخر في جسد الوطن حتى أدى به إلى الفشل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي أيضًا.. ولهذا، نحن بحق في احتياج إلى غسيل للعقول من تراب البغض والكراهية الذي ظل يتراكم تجاه الآخر.. ولا أحد مستفيد سوى حفنة من رجال النظام والمال.. الذين زرعوا الفتنة بين أبناء الوطن الواحد لإلهائهم عن مسلسل الفساد اليومي الذي يقومون به.. ويغفلون عن سرقة خيرات وثروات بلادهم.. حقًا، ما أحوجنا إلى مضاد حيوي بدلًا من أسبرين الوحدة الوطنية..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :