الكاتب
- "المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة" تنتقد العدالة البطيئة في قضية اغتصاب وقتل طفلة
- المسئولون محتارون: ننفي ولا نشجب..؟!!
- "كمال زاخر": الأديان جاءت لتنظم الزواج في إطار إنساني راقي لكنه سابق عن نشأتها
- منارات الكنائس بين التفاوض والتنازل...!!!
- الدكتور" رفعت كامل" فى حوار له قبل وفاته :كبد المصريين يئن .. ويبحث عن قانون نقل الأعضاء
جديد الموقع
الأكثر قراءة
الدكتور" رفعت كامل" فى حوار له قبل وفاته :كبد المصريين يئن .. ويبحث عن قانون نقل الأعضاء
حوار: مادلين نادر
رأس قداسة البابا شنوده الثالث الاربعاء الماضى صلاة الجناز على جثمان الأستاذ الدكتور رفعت كامل أستاذ الجراحة العامة ومؤسس قسم جراحة الكبد بكلية الطب جامعة عين شمس
و يعد رفعت كامل رائد مجال جراحة الكبد فى مصر و العالم العربى ، و كان لسان حاله دائما يقول " يوم بدون كبد يعنى يوم بدون شمس "
الدكتور رفعت كامل أستاذ الجراحة بكلية طب جامعة عين شمس و الحائز علي جائزة الدولة التقديرية ، ونوط الامتياز من الطبقة الأولي من رئيس الجمهورية, والميدالية الذهبية من حكومة إيطاليا لدوره الرائد في جراحات الكبد عام 1988 وأول مصري وعربي وإفريقي يشغل منصب الرئيس العالمي لكلية الجراحين الدولية ، و له أكثر من 100 بحثاً علمياً في المجالات الطبية منها 80% فى مجال جراحات الكبد والطحال وطب المناطق الحارة ، وهو أول من قام بعملية الاستئصال الجزئي للطحال علي مستوي العالم للإحتفاظ بالمناعة مع التخلص من أضرار الطحال المتضخم بسبب البلهارسيا , وكذلك هو من أدخل جراحة الكبد بمصر فى الستينات أى منذ أكثر من خمسين عاما . ...كان لنا معه هذا الحوار قبل وفاته :
ماهي أهم الاكتشافات العلمية التي حققتها في مسيرتك العلمية ؟
لقد قمت باثبات العلاقة بين انتشار مرض التيفود والبلهارسيا عن طريق إثبات وجود تجمعات جراثيم داخل الطبقة الخارجية في دورة البلهارسيا , وكنت أول من بحقن دوالي المرئ في مصر مثل حالة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ الذي احتاج إلي عملية أخري في انجلترا, لكنه رفض إجراءها تخوفا بعد علمه بأنها ستصيبه بداء النسيان بنسبة20% قائلا: معني ذلك أنني سأغني كوبليه وأنسي الآخر.. لا؟!.. والتقيت به بعدها في الخارج بعدما منحه الملك الحسن مليون جنيه استرليني لإجراء زرع للكبد وتحايلت عليه لضرورتها الملحة في حالته لكنه خاف, وازدادت حالته سوءا مما تسبب في هبوط الكبد وأدي للوفاة المؤلمة علي الجميع. كما قمت بعمل أول عمليات الاستسقاء بواسطة الصمام البريتوني , و عملت ايضا على استخراج ديدان البلهارسيا من الوريد البابي في محاولة للعلاج النهائي منها وتخليص الجسم من ديدان البلهارسيا بدون استعمال مواد كيماوية . و أدخلت جراحات الكبد في مصر عام 1963 وقمت بأول جراحة للكبد بالجامعة باستئصال جزء من الكبد عام 1968 ومن أهم ابحاثي كان الأستئصال الجزئي للطحال للأحتفاظ بالمناعة مع التخلص من أضرار الطحال المتضخم بسبب البلهارسيا وهذه العملية كانت الاولي من نوعها في العالم .
الكبد المصرى يئن .. ما الأسباب؟
الكبد فى بلدنا يعانى من أمراض كثيرة جدا .. لكن ليس بالكبد وحده يمرض الأنسان .. لأنه للأسف الشديد أى شخص يعانى من تعب أو كسل أو حتى نزلة برد ... الناس بتقول " دا الكبد أكيد تعبان " مما يجعل الناس يدخلون فى مشاكل و حلقات مفرغة هم فى غنى عنها من تحاليل و أشعة ... الخ . و يصاب الناس بنوع من الفوبيا " الخوف الزائد عن الحد " و يقومون بتكرار التحاليل دون داعى لذلك. البلهارسيا سبب أساسى وهى موجودة عند المصريين منذ أيام الفراعنة حتى ان هناك بعض الموميات حتى الأن بها بيض بلهارسيا . و تؤثر البلهارسيا على الجهاز الهضمى و الكبد و الكلى و الطحال و المسالك البولية و الأخيرة يمكن ان يحدث فيها سرطان بسببها. وبالتالى من يصاب بالبلهارسيا معرض أكثر للأصابة بفيروسات الكبد , لكن البلهارسيا بمفردها غير مقلقة اذا تم علاجها بشكل جيد . الصعوبة تكون حينما تكون هناك اصابة بها مع فيروسات الكبد . نسبة الفيروس هنا فى مصر زادت بسبب ما قامت به وزارة الصحة منذ سنوات طويلة لعلاج البلهارسيا بالحقن, و لم تكن الحقن فى ذات الوقت تستخدم لمرة واحدة فكان عدة مرضى يأخذون العلاج بنفس السرنجة مما ادى لزيادة العدوى بفيروس سى بشكل كبير جدا .
التلوث أيضا سبب أساسى وهناك الأكياس "الكلابية" و هى أكياس تأتى فى الكبد نتيجة عدوى من الحيوانات الأليفة " الكلاب " أو الجمال بالمنزل. وكذلك الفاشيولا وهى موجودة فى الخضار الذى لا يغسل جيداً , لذلك من المهم أن يدرك الناس أهمية غسل الخضار جيدا بالماء و الصابون و ماء كثير, ثم وضع برمنجانات عليها لمدة 10 دقائق وهى متوفرة بالصيدليات بأثمان رخيصة جدا.
وما أهم الفيروسات التى تصيب الكبد؟
الفيروسات بمختلف أنواعها a, b, c لكن أخطرهم c و b و يجب التنبه لهما لأن الفيروسات تؤدى الى تليف الكبد – هبوط الكبد – أورام الكبد واصبحت مصر من اعلي دول العالم في اصابة المواطنين بفيروس C.
ماذا عن فاعلية حقن الأنترفيرون مع مرضى فيروس "سى" خاصة أن أعداد المرضى فى مصرالذين يعالجون به وصلوا الى 12 الف مريض؟
أعتقد أن نتائجه جيدة حين يأخذها المريض بالجرعات المضبوطة و مع التشخيص المبكر للحالة فهو لا يشفى الفيروس لكنه يقلل من قابلية التليف وأورام الكبد، وهذا شىء جيد فى حد ذاته, خاصة أنه لا يوجد بديل لها فى الوقت الحالى. وبالنسبة لفيروس "سى" تعطى عن طريق الحقن مع تناول كبسولات الريبافرين والالتزام بعدم تناول المريض لاي عقاقير مثل المسكنات وأدوية الروماتيزم والهرمونات والمضادات الحيوية. ويجرى المريض تحاليل دم وكشف دوري علي الغدة الدرقية لاكتشاف أي أعراض جانبية للعلاج. وفي حالة حدوث تليف في الكبد وفشل للخلايا الكبدية هناك العلاج بالخلايا الجذعية عن طريق الحقن بعيدا عن العمليات الجراحية والدقيقة التي يحتاجها زرع الكبد فضلا عن توفير الأموال الطائلة التي تحتاجها عملية الزرع وما يتكبده المريض وأهله من نفقات باهظة بعد الزرع, ويتم أخذ تلك الخلايا من النخاع الشوكي أو من الدم مباشرة أو من الحبل السري بعد عملية الولادة.
وماذا عن حقن الخلايا الجذعية بالكبد؟
هى قطعا تشكل أمل كبير فى علاج الكبد وأمراض أخرى كثيرة سواء فى القلب أو الأعصاب , حتى الشيخوخة "بتتحسن" بها , و بدأت مصر استخدام الخلايا الجذعية منذ ما يقرب من 20 عاما, ويقدم نتائج ايجابية لكن لا توجد نسبة نجاح 100% لكنها تعطى أمل للمرضى . أعتقد ان الخلايا الجذعية بعد 3 أو 4 سنوات ستكون علاجاً مفيداً و سيتم استخدامه بشدة فى أماكن مختلفة. وأود الإشارة أن العديد من الأبحاث التى تتكلف المليارات فى الخارج خاصة أمريكا تحاول تطوير حقن الخلايا الجذعية لضمان نسبة نجاح عالية وتقليل التكلفة لانه حتى الأن تأخذ الخلايا الجذعية من المولود الجديد, ويتم الأحتفاظ بها حتى يكبر وذلك يكلف تكاليف باهظة . وأعتقد أن نجاح حقن الخلايا الجذعية فى بعض الحالات حتى فى مجال الشلل الرباعى يعطى أملآ كبيرا بالنسبة للكبد ايضا
وما الجديد في زراعة الكبد؟
- تجري أبحاثها منذ أكثر من60 عاما, وحتي عام1977 لم تكن الحالات التي أجري لها الزراعة في العالم تزيد علي300 حالة, وأقصي عمر لها لم يكن يتعدي5 سنوات.. ومنذ عام1983 أصبحت عملية جراحية وليست بحثية.. بدأت بنقل كبد حيوان ثم من إنسان حديث الوفاة إلي إنسان حي في عام1992 علي أساس أن الوفاة ليست وفاة القلب وإنما وفاة جذع المخ, وتحددها بروتوكولات طبية دقيقة تجزم بعدم عودة الحياة مرة أخري, وتجري العملية الآن في معظم بلاد العالم بتشريع قانوني أما الزراعة في مصر مقصورة علي كبد متبرع سليم إلي المريض, وقد شهدت مصر 500 حالة لزراعة الكبد نجحت بنسب تتراوح بين 80% و90%، ويوجد ثلاثة مراكز لزراعة الكبد في مصر لكن المشكلة الأساسية هي التكلفة العالية لزراعة الكبد وهو ما يؤدي إلي حرمان الغالبية العظمي من المرضي من اللجوء لزراعة الكبد.
وما شروط التبرع فى الوقت الحالى؟
تتمثل في أن يكون المتبرع قريب من الدرجة الأولي أو الثانية للمتبرع إليه وأن يكون عمره من 21 سنة إلي 44 سنة وخاليا من أي أمراض مثل القلب أو الرئتين. وألا يكون المريض في مرحلة متأخرة من المرض.
ولماذا ارتفاع تكلفة عمليات الزرع؟
هذه العمليات يجريها أكثر من 40 طبيبا من جميع التخصصات المختلفة بالإضافة الي ضرورة اجراء تحليلات يومية علي المريض والمتبرع وضرورة وجود هيئة تمريض علي أعلي مستوي. كما أن هناك متابعة يومية لمدة 10 أيام بعد اجراء العملية الجراحية.
وماذا عن رفض الجسم للأعضاء المزروعة؟
أولآ أختيار العضو مهم, وكذلك الشخص الذى سنأخذ منه, كذلك هناك عقاقير يتم اعطائها للمريض بعد عملية الزراعة للمناعة وهى تضيف عبء مادى على المريض لكن لا غنى عنها و الا عملية الزراعة ستفشل, ولذا يجب أخذ هذه الأدوية بأنتظام.
وهل يتأثر عمر الأنسان بعد زراعة الكبد؟
ممكن يعيش كأى شخص عادى جدا, ونسبة النجاح فى العام الثانى لأجراء العملية كانت 80% و الميزة الأخرى انها عملية يمكن اعادتها مرة أخرى
ما الصعوبات فى الوضع الحالى؟
توجد صعوبة فى الحصول على جزء من الكبد من متبرع حى لكن الأفضل ان يتم ذلك من شخص متوفى حديثا لانه اذا فشلت العملية مثلاً يمكن اعادة العملية مرة أخرى دون التأثير على حياة الناس . لذلك فوجود قانون نقل الأعضاء مهم جدا.
كيف نحمى انفسنا من فيروسات الكبد؟
فيرس "بى" له مصل للوقاية منه, ويفترض ان كل الأطباء والعاملين فى الحقل الطبى يأخذون هذا المصل , بل وجميع الناس أيضا حتى لا يصابوا بالفيروس . أما فيروس "سى" حتى الأن لا يوجد مصل للوقاية منه .
كيف تتم العدوى فى مجال فيروسات الكبد؟
عن طريق نقل الدم, أو التلوث فى العمليات الجراحية خاصة فى الأماكن غير المجهزة لأجراء العمليات بالتعقيم الكافى خاصة فى القرى والأماكن الريفية, واستخدام أكثر من شخص لحقنة واحدة كذلك قص الشعر فى محلات "الحلاقة", و المانيكير و الباديكير , والوشم .
يدور جدل حول نقل الأعضاء بين مؤيدين ومعارضين ويبقى المرضى يعانون وينتظرون الفرج .. بماذا تنصح؟
نحن في حاجة ملحة لقانون يبيح زرع الأعضاء بشرط أن يكون الطبيب الذي يحدد الوفاة ليست له مصلحة أو علاقة بمن في حاجة للزراعة, وأن توضع الضوابط والبروتوكولات لتحديد الأولوية المرضية وليست أولوية الأهمية فيما إذا كان المريض مواطنا عاديا أو وزيرا أو مسئولا كبيرا. وفي انجلترا كمثال حدثت ضجة كبيرة علي تفضيل الزرع للاعب كرة مشهور علي سواه من المرضي مما عطل إجراء العملية هناك لمدة ثلاثة أشهر حتي استعاد الشعب ثقته في عدالة التوزيع.. والمشكلة في الزراعة التكلفة الباهظة في التحاليل والاستعداد والعناية, لأن الإصابة بأي التهابات تقلل من فرص النجاح وتعرض المريض لمضاعفات تحتاج إلي عملية أو عدة عمليات أخري, وزراعة الكبد ليست بقرار فردي للطبيب لكنه قرار جماعي يشارك فيه الجراح والأشعة والمعامل والتخدير, أي عدد من الأطباء في عدة تخصصات.. وإصابة المريض بفيروسC لا تعني حاجته إلي زرع كبد, وإنما الزراعة في بعض حالات التليف فقط, وهنا تصبح الأمانة الطبية ضرورية حيث لا يحدد الطبيب المعالج الزرع في حالة الاستقرار لمدة خمس سنوات أو أكثر دون مشكلات أو مضاعفات.. وفى هذا السياق يجب التصدي بحزم للقضاء علي مافيا تجارة الأعضاء البشرية في مصر.
ما هي القضايا التي تشغلك الان ؟
يوجد جزء هام ومهمل في الطب الان هو المريض الفقير فالاهتمام بالمريض الفقير أصبح غائباً اليوم خاصة مع زيادة نسبة الفقر فالعلاج غالي الثمن علي الفقراء ففي زماننا كنا نسعد عندما نساعد المريض وفي كثير من الاحيان كنا نقدم العلاج عندما نجد المريض فقيراً بدلاً من أن نحصل منه علي قيمة الكشف فلابد من العودة الي التكامل بين بعضنا البعض لأننا أصبحنا في عصر السلبية وكنا في الماضي نحصل نحن الاطباء علي أقل مقابل من المريض ونكون سعداء لأننا نقوم بإنقاذ حياة المرضي ونعالجهم .والموضوع الثاني هو تبسيط العلم فعلينا ان نعود الي نشر مبادئ الصحة العامة بين الجماهير . فقد ظهرت في اسكتلندا ظاهرة الاهنمام من جديد بتعليم الناس المبادئ الطبية الاولية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :