الأقباط متحدون | الثورة الحقيقية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤١ | الخميس ١ سبتمبر ٢٠١١ | ٢٦ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥٠٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الثورة الحقيقية

الخميس ١ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: حليم اسكندر

الشعب المصري من أعظم شعوب العالم وأكثرها رقياً وتحضراَ " أو هكذا يجب أن يكون" فهو شعب عريق يتميز بالأصالة والروح الجميلة وخفة الدم وروح الدعابة والميل إلي الفكاهة ، شعب صاحب تاريخ طويل وحضارة متميزة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ فمصر دون شك هي أصل ومهد وأم الحضارة.
ولكن بكل أسف الواقع الحالي يقول ويؤكد أن الذوق العام في حالة انحدار شديد وأصبحت البلطجة والصوت العالي ومخالفة القانون هي السمة الغالبة وخاصة فيما بعد مرحلة 25 يناير وذلك بسبب حالة الغياب والفراغ الأمني غير المسبوق.

لذلك أري أن الثورة الحقيقية التي نحتاجها الآن وبشدة هي ثورة علي الذات ، ثورة لتصحيح المسار ، ثورة للقضاء علي سلوكياتنا السلبية وعاداتنا السيئة وتصرفاتنا الغير حضارية وللأسف هذه التصرفات ليست بالقليلة وهي ليست بخافية علي احد بل هي ظاهرة وملموسة وواضحة للعيان كشمس النهار!
ومن هذه التصرفات والسلوكيات الغير حضارية علي سبيل المثال لا الحصر:-

عدم الالتزام بالوقوف في الطابور أمام المصالح الحكومية والمخابز والجمعيات الاستهلاكية.
قيام أصحاب المخابز ببيع الدقيق المدعم في السوق السوداء وقيامهم بخبز جزء صغير من الحصة المقررة وبيع معظمها للمطاعم وطبعاً بسعر اعلي من البيع للمستهلك العادي مما يتعذر معه حصول المواطن البسيط والفقير علي حقه وان حدث وكان محظوظاً يحصل علي جزء من حقه هذا وبمشقة بالغه بعد أن يكتوي بنيران شمس صيفنا شديد الحرارة.

ظاهرة الغش بالمدارس والتي أصبحت هي الوضع السائد والقاعدة العامة بعد أن كانت يوماً ما سلوكاً شاذاً يصدر عن فئة قليلة من الطلاب الغير مجتهدين ويكون محل استنكار واستهجان من القاعدة العريضة من الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور!
انتشار المعاكسات والتحرش بالفتيات والسيدات في الشوارع وفي المناسبات والأعياد والتجمعات المختلفة!
عدم احترام من هم اكبر سناً كما كان يحدث من قبل، فنحن نتذكر كيف كان يتصرف الشباب في المواصلات العامة وكيف كانوا يتركون أماكنهم ليجلس بدلاً منهم رجل مسن أو سيدة عجوز!
المخالفات المرورية الغير مبررة مما أدي إلي انتشار وحدوث كم كبير من حوادث الطرق التي أسفرت ومازالت تسفر عن عدد رهيب من الضحايا الأبرياء!

إلقاء الزبالة في الطريق وفي الأماكن غير المخصصة لذلك. والغريب أن تجد شخص يلقي بكيس الزبالة في الشارع رغم أن صندوق الزبالة علي بعد خطوات منه !!!
استخدام السيارات لوسائل التنبيه دون أي مبرر سواء الإزعاج أو لإرضاء حاجة بداخلهم لأنهم اعتادوا علي الضوضاء والصخب بل أدمنوها، كما تنتشر تلك الظاهرة بشكل رهيب في المناسبات السعيدة وتشغيل الموسيقي والأغنيات الصاخبة باعلي الأصوات دون النظر للمرضي والطلبة أو لأي إنسان بحاجة ماسة وضرورية إلي الهدوء والراحة !!

لكل ماسبق وغيره الكثير من السلوكيات الخاطئة وغير الحضارية أكرر نحن بحاجه ماسه إلي ثورة تصحيح ووقفه جادة مع النفس ، ثورة داخلية ورغبة أكيدة للعودة إلي القيم والأخلاق النبيلة التي أصبحت علي وشك الانقراض في عصر طغت فيه المادية وانتشرت ظاهرة " الأناماليه " فأصبح كل شخص يفكر في نفسه فقط دون أن يضع الآخرين ومشاعرهم وظروفهم في اعتباره، أتذكر جيداً كيف كان يتم تأجيل الأفراح والاحتفالات في حال حدوث حالة وفاة لدي احد الجيران !! أما الآن أصبح من المألوف أن تري في نفس الشارع بل في نفس العمارة حالة وفاة وفي نفس التوقيت حفل خطوبة وزفاف !!! وهذا بالطبع يتنافي مع الذوق السليم ومع روح المشاركة والتعاطف والود التي ينبغي أن تسود بين الأقارب والجيران.

ليتنا جميعاً نتذكر أن حرية الشخص يجب أن تكون حرية مسئولة وأن يدرك كل شخص أن " حريته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين" ليتنا نتذكر أيضاً هذا القول المأثور الجميل ونضعه في اعتبارنا ونصب أعيننا قبل أن نقدم علي أي تصرف " أنت حر ما لم تضر".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :