الشاعر طلب في ديوانه الجديد: لن نَسمح أن تموهو القرآن بالدستور.. أو تؤسلمو الثورة
الوحدة الوطنية تجلت في أعمق معانيها في الثورة المصرية
الأطماع المستبدة لتوريث الحكم ومعاناة الشعب لعقود جديدة قادمة
كتبت: ميرفت عياد
أصدرت الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور "أحمد مجاهد"، ديوان "إنجيل الثورة وقرآنها" للشاعر د. "حسن طلب" حيث يقع الديوان في حوالي 165 صفحة متضمنا 33 قصيدة عن ثورة يناير منها؛ أسطورة واقعية، وكفاية السادس من أبريل، الجمعية الوطنية، و25 يناير، وكلنا خالد سعيد، جماعة من جماعات، وغيرها.
غزل باسم الثورة
ويقوم الشاعر "حسن طلب" بكتابة أبيات يتغزل فيها بالثورة كغزل العاشق لمحبوبته، فنراه يقول في القصيدة التي تحمل عنوان "غزل باسم الثورة":
يا شهد لا تبتعدي .. لا تغضبي..
أيتها الطاهرة .. ماذا إذا نحن اختلفنا؟
إنما العبرة بالنية! وإنني أهواك يا واحدتي
ما بقيت في مهجتي بقية
لا تحرمي الثورة من ريحانها
لا تحرمي الميدان من وردته الندية!
ما قيمة البستان.. دون وردة حب؟
ومن دونك يا مليكتي
ماذا عسى أفعل بالحرية!
أعظم ثورة سلمية
ولإيمان الشاعر "حسن طلب" بأهمية الوحدة الوطنية التي تجلت في أعمق معانيها في الثورة المصرية، حيث توحدت الأيادي والمشاعر ضد الظلم والجبروت، وهذا هو السر الذي جعل المصريون يقومون بأعظم ثورة سلمية في العصر الحديث، وهنا نراه يقول في أبيات ديوانه "إنجيل الثورة وقرآنها":
ثورتُنا تبقَى لنا لن يَرِثوها
نحن قلنا: إنها سلْميَّةٌ بيضاءُ
لن يُلوِّثوها
إنه عهْدٌ علينا
أن نصونَ حُرْمةَ الميدانْ
نُقسِمُ أن نَصدَّ عنهُ
غزَواتِ مَن أرادوا
أن يَشقُّوا صفَّنا
ونحن في الميْدانِ.. لا
لن يَستطيعوا غزْوَنا
هنا والآنْ!
قالوا: سنبقَي بينَكمْ
قلنا: فيا سماسِرَ السماءِ..
لن نَترُكَكُمْ تَغتصبونَ الأرضَ..
أو تُصادرونَ فوقَها:
كرامةَ الإنسانْ!
قالوا: سنبقَي حولَكُمْ
قلنا: فلن نَسمحَ أن تُموِّهوا القرآنَ
بالدُّستورِ..
أو تَستبدِلوا الأدْيانَ بالأوطانْ!
قالوا: سنبقَي دُونَكمْ!
قلنا: فلن نترُكَكمْ تُؤمِّموا الميدانَ..
أو تُؤسلِموا الثورةَ..
فَلْتنصرِفوا إذا سَمحتُمْ
إننا نريدُ أن نُنظِّفَ المكانْ!
عهدٌ قَطعْناهُ..
إذا تَلوَّثَ الميدانُ أن نُعيدَهُ:
حُرًّا أنيقًا
مثلما بالأمسِ كانْ!
إسقاط النظام والتوريث
ولم يغفل الشاعر حسن طلب أن يكتب قصيدة تحمل عنوان "إسقاط النظام" حيث يصور فيها الأطماع المستبدة لتوريث الحكم ومعاناة الشعب لعقود جديدة قادمة، لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، وهنا كتب الشاعر حسن طلب:
ما لم يكن ليدوم.. دام!
كان الرئيس المستبد..
قد استعد..
لكى ينام
فالأمن في ليل المدينة:
مستتب مثلما قالوا له
والأرض هادئة
وفوق الأرض شعب
لفه جنح الظلام!
وغدا إذا طلع الصباح...
سيحتفى شخص الرئيس المستبد بظله!
ويتم تسليم البلاد لنجله
ويتم ترتيب الكلام!
شاعر حقيقي
وعن الشاعر "حسن طلب" يقول الشاعر الكبير "أحمد عبد المعطي حجازي" إن طلب مضى أربعين عامًا من الشعر والطيران الليلي الجميل، والذي استمر بلا انقطاع حتى الآن، وقدم لنا ثمانية دواوين شعرية جميلة منها "سيرة البنفسج" و"زمان الزبرجير" و"أزال النار في أبد النور"، بالإضافة إلى ديوانه «آية جيم» الذي أثار ضجة كبيرة بعد صدوره عن هيئة الكتاب المصرية منذ أكثر من عشر سنوات أدت إلى مصادرته.
أما الشاعر "عبد المنعم عواد يوسف" فيقول عنه: إن "حسن طلب" شاعر حقيقي على قلة الشعراء الحقيقيين في زمانه، إنه يمثل قمة حقيقية في مسيرة القصيدة العربية الحديثة وقد ارتبط اسمه بمجموعة من شعراء جيله أبناء السبعينيات، إلا أنه يتميز بين أبناء جيله حتى الآن باحتفاظه بموسيقي الشعر على اختلاف أشكاله، إنه شاعر أصيل لم ينجرف كما انجرف غيره في الألاعيب الشكلية.
ومن الجدير بالذكر أن الشاعر حسن طلب ولد بمحافظة سوهاج عام 1944، وبعد أن تخرج من كلية الآداب تدرج في السلك الجامعي حتى أصبح عضو هيئة تدريس بكلية الآداب جامعة حلوان، ونائب رئيس تحرير مجلة إبداع. عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :