الأقباط متحدون | نظرة تفاؤل فى الحياة...(2)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٣١ | الثلاثاء ٢٣ اغسطس ٢٠١١ | ١٧ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٩٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

نظرة تفاؤل فى الحياة...(2)

الثلاثاء ٢٣ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

رجاء الوقت الضائع : 

بقلم : مدحت ناجى نجيب
إذا قرأت فى الصحف والجرائد أى خبر سوف تجد أن هذه الاخبار مليئة بالحزن واليأس والتشاؤم من المستقبل القادم ، لأنهم يقدمون أخبار لا تفرحك ، سوف تجد أخبار حروب وحوادث وكوارث طبيعية فى كل بلدان العالم ، وكأنك فتحت كتاب يقدم لك كل وسائل التشاؤم من الحياة ويدعوك إلى الانتحار لأن هناك أيام قاسية تنتظرك فى المستقبل القريب او البعيد ، وإذا كنت مواظب على قراءة الصحف سوف تجد أيضاً تناقض الاخبار ، وسوف تجد مغالطات داخل المقال الواحد وتزييف للحقائق كما انهم يقدمون لك أنصاف الحقائق ، ولذلك لا تستطيع كل القراءات فى هذها الصحف ان تقدم لك وعوداً حقيقية ، كما انك تجد كثير من يتحدث عن التشاؤم ، وقليلون من يقدموا لك نظرة التفاؤل ، لكن هناك كتاب واحد ووحيد تجده يقدم لك كل الاخبار المفرحة ، فالانجيل هو البشارة المفرحة او الخبر السار لانه قدم لنا المسيح كفادى ومخلص للبشرية كلها ، فكل اخبار الكتاب المقدس تجد فيها تعاملات الله مع كل القديسين بإختلاف انواعهم وثقافتهم ، فيه النظرة المتفائلة للمستقبل ، فلا تخف من الامور التى تحدث حولك ولا تضطرب من كل مايحدث ، فثق فى يد الله القوية التى تخرج من الجافى حلاوة ، وثق ان هذا الوقت المستغرق فى الدمار يحوله الله من وقت ضائع الى وقت مقبول ومقدس ، وذلك لان إلهك إله المستحيلات يعمل ما يعجز عنه البشر من إصلاح ما افسدته الحياة لأنه إله الهزيع الرابع من الليل ، إله يمشى متمهلاً لكنه يصل مبكراً جداً.


+ فإذا كنت مما وقف طول النهار بطال بدون عمل ووظيفة، لانه لم يستأجرك أحد ( مت6:20 ) ، فثق فى الله الذى يفتقدك فى اخر ساعات الليل مثلما فعل مع اصحاب الساعة الحادية عشر ، فالهك إله الساعة الأخيرة من النهار اى الساعة الحادية عشر ، يفتقدك فى وقت الضيق ، ويعطيك بركة كل الساعات والوقت الضائع الذى لا تعمل فيه ، سوف يعطيك البركة التى لا تزيد معه تعباً ، وسوف يساويك بالذى أحتمل ثقل النهار وحره ، لأن إلهك إله التفاؤل ، إله يعوض لك عن السنين التى أكلها الجراد .
+ إذا لم تكن ممن يمتلكون الامكانيات المادية ، الى تكفى بها احتياجاتك اليومية ، أريد ان تذهب فى جولة مع متى الرسول (مت14:13 ) لترى اليد القوية التى لمخلصنا الصالح ، وتشاهد كيف حول البيئة المحيطة التى تتوقع الفشل وتصرخ بالقلق والاضطراب ، تشتكى حال الامكانيات القليلة " لأننا فى موضع خلاء بعيداً عن المدن " ، ويشتكى ان الوقت قد ضاع " ولأن الوقت قد مضى " ، لكن الله صاحب اليد القوية أخذ هذه الامكانيات الضعيفة " ليس عندنا هنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان " وصنع بهما معجزة إشباع الجموع ليشبع خمسة آلاف ماعد النساء والاطفال ، لذلك فالمسيح هو رجل البركات الأعظم ، رجل ينظر بتفاؤل للحياة ليعلمنا هذه النظرة لكل الأمور مهما كنا لا نملك إلا امكانيات ضعيفة ، ومهما نظن ان هذا الوقت ليس وقت مطر وحصاد ، لانه هو الوحيد القادر ان يخرج من هذه الحجارة أولاداً لأبراهيم مهما تآخر زمن انجابه .


+ إذا مات لك أعز الناس ، وكنت تطلب من الله ان يديم حياته لك ، فثق ان الله يده مملوءة حباً ، يعلم احتياجاتك ، ويقدر حبك لهذا الشخص ، لذلك ترجى الله دائما ، ثق انه قادر ان يقيم الميت ، " فقال لمرثا " سيقوم أخوك " (يو23:11 ) ، لانه هو الذى اعطاه الحياة والموت ، فبرغم ان لعازر قد انتن فى القبر لأن له اربعة أيام ، إلا ان صوت الرب قد بلغ فى التو واللحظة الى اعماق الجحيم ليقول لعازر هلم خارجاً ، لقد سمعت وأطاعت روح لعازر نداء المسيح وهو على الأرض لتعود مرة أخرى للحياة ويضمحل منه كل عفن الخطية والموت ، بالمسيح قام لعازر الذى فقدت مريم ومرثا الرجاء والأمل ان يقوم مرة أخرى من الموت ، بالمسيح تحول التشاؤم الى تفاؤل ، وتفتتت حبات اليأس المحبطة لتكون حبات من الرجاء والفرح والامل ونظرة التفاؤل، لقد خرج الميت منتصراً بقوة المسيح ولاهوته ، امر لا يصدقه العقل ، لكن الايمان يعرفه ويصدقه ، انها بحق مواجهة بين الطرق العقلية بحسابات المنطق وبين قبول الايمان الذى يصدق المستحيل وينتظره بصبر .
+ إذا كنت ترى المجاعات والاوبئة قد كثرت ، واننا فى نهاية الايام ، فتجمع وتخزن مثلمل فعل الغنى الغبى وتنسى حياتك الأبدية ، ويبدأ ان يدخلك اليأس فى مواجهة تحديات الحياة ، فتبدأ تضعف عزيمتك ويضمحل رجاءك ، فثق ان الهك قادر ان يعولك مثلما عال الشعب الاسرائيلى فى البرية اربعين سنة وكان يستحمل تجديفهم عليه ، اعطاهم كل احتياجاتهم برغم عضيانهم له ، لأن الله يعطى بسخاء ولا يعير ، محبته غير مشروطة ، إذا رأيت المجاعات والاوبئة فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع ، لأنى أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر آمين ، يقول الوعد الالهى " كل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه " ، الشرط الوحيد لعمل المعجزات هو " الايمان " فهذا هو المحك الرئيسى ، لقد كان ملك آرام " بنهدد" يحاصر مدينة السامرة (2مل7) مما أدى الى حدوث جوع شديد فى المدينة ، حتى من شدة وقسوة الحصار أن النساء طبخن أطفالهن !!! ياه ما هذا ، لماذا يارب ..لكن اسمع صوت الله على لسان أليشع النبى وهو يقول " غداً تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير (2 كيلة) بشاقل " ليعلن بذلك انتهاء حالة الجوع وتحويلها الى حالة رخاء ووفرة ، ان الكلم المفتاح هى كلمة " غداً " ، لقد إنقلبت الاحداث سريعاً من العوز والاحتياج إلى الوفرة والرخاء بعد أقل من 24 ساعة ... لا تندهش ولا تتعجب فهذه هى يد الله القوية التى نرى منها دائما نظرة التفاؤل للاحداث القادمة ، فهو الذى يفتح ولا أحد يغلق ، غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله ( لو 27:18) .


نظرة التفاؤل هى :
انه بعد كل ضيقة يوجد فرح ، وبعد كل يأس يوجد رجاء ، لان الله قادر ان يحول الضعف الى قوة وعزيمة ويحول المرض الى شفاء ويلمس الظلمة فيحولها إلى نور ، فبعد برد ومطر الشتاء دفء الربيع وهواه الطلق ، فبعد كل فجر يوجد صباح منير ، فالضيقة لا تستمر الى مدى الحياة ولكنها تصل الى القمة ثم تنزل مرة أخرى . فلكل مشكلة وضيقة لها عدة حلول فى يد الله ، فلا توجد مشكلة تقف امام حكمة الله ، إذا وثقت ان الله معه كل الحلول ، فلا تحزن أبداً ، لكن انتظر دائما الرب وانت فى حالة من الفرح وليس وانت فى تذمر واحباط ، الله الذى حول كل ظروف وضيقات يوسف من الشر الى الخير ، لأن يوسف عاش بنظرة التفاؤل ، ثق دائما ان الله يعمل معك ، ويعطيك ما ينفعك ، فأحتفظ دائما بنظرة التفاؤل فى كل امور حياتك ، الله لا يهمه ما مضى اى الوقت الاساسى، بل قادر ان يشتغل بالوقت المتبقى او الضائع ويصنع منه المستحيل ، لأن المستقبل فى يديه ، ثق دائما ان الهك يحول الشر الى خير مثلما فعل مع يوسف وغيره ، فأقول لك همسة فى أذنك : أنت لست أقل من هؤلاء ... لأنك فى عهد النعمة . لذلك " من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر " ( مراثى ارميا 37:3 ) .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :