ولاية المسيحي في الجامعات المصرية
هل سنترك الجامعات لقيادات تربوا في كنف الجماعات الإسلامية المتشددة؟، هل ستتحول الجامعات إلى فروع لمكاتب إرشاد الإخوان أو الجماعات السلفية؟،
هل سنرى جامعاتنا خلال السنوات القادمة مثل الجامعات الأفغانية؟، لماذا نلتزم الصمت تجاه وقائع الاضطهاد الدينى داخل الجامعات؟، هل لأنها سياسة حكومية؟، هل لأنها تتم بتعليمات من قيادات سياسية؟، هل لعجز الحكومة عن فتح هذا الملف وتنظيفه؟، هل لأن وزراء التعليم العالي غالبا لا يمتلكون قدرات على المواجهة واتخاذ القرار؟، ما هي جريمة شاب اجتهد وتفوق لكي نمنعه من حق التعيين في الجامعة لأنه مسيحي؟
في الأيام الماضية تناولت قضية الشاب بيشوى الذي احتل المركز الأول على دفعته في قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة فرع الأقصر التابعة لجامعة جنوب الوادى، بيشوى انتظر أن يكلل تفوقه هذا بالتعيين كمعيد بالكلية، عميد الكلية وضع اسمه ضمن كشف للأوائل على دفعاتهم، ورفعه لرئيس الجامعة لتكليفهم كمعيدين، بعد أيام وصل أمر التكليف إلى الكلية، قرأ العميد القرار، شمل جميع الأوائل من المسلمين وحرم الطالب المسيحي، لماذا لأنه لا ولاية لكافر على مسلم، هذه الجامعة طبقت هذه القاعدة على بعض الطلبة المسيحيين، ويقال إن هناك العشرات من المتفوقين لكنهم كانوا من الكفار، وبحمد الله انتبهت قيادات الجامعة لكفرهم واستبعدتهم وحرمتهم من التعيين.
بعد كتابتي عن هذه الوقعة تلقيت رسالة من مهندس صعيدى، اسمه جمال بطيرس، تخرج في جامعة أسيوط مع دفعة 1980، رسالته جاءت مختصرة، لكنها وصف الحال جيدا فى جامعات الصعيد، وضع المهندس جمال يدنا على حقيقة المشهد داخل هذه الجامعات، واجاب بكل بساطة وسهولة عن السؤال الذي طرحناه واحترنا في إجابة عنه؟، لماذا رفعت هذه القيادات قاعدة لا ولاية لكافر على مسلم؟، منذ متى وجامعاتنا تتبنى هذه القاعدة؟، وأين كنا عندما منعت الكفار من التعيين داخل الجامعة؟
المهندس جمال كتب يقول:”الأستاذ الفاضل علاء عريبى .. تحية طيبة وكل عام وانتم ومصرنا الحبيبة بألف خير بمناسبة شهر رمضان الكريم ,,تابعت علي مدار الأسابيع الماضية مقالاتكم عن التعصب الأعمي من أناس علي مستوي من التعليم لا يجوز معه التماس أي عذر لهم، حيث إنهم المسئولون عن تخريج قادة مصر المستقبل، وأود أن أوضح لسيادتكم أن جميع السادة قيادات الجامعات الحاليين من خرجي جامعات أسيوط والمنيا في الفترة من 1977 وحتى 1985، قد تربوا في كنف الجماعات الإسلامية في ذلك الحين، مما افرز هذه النوعية من القيادات التي تري عدم ولاية الكافر علي المسلم في التعليم حتي ولو كان أفضل منه علما, فهل ننتظر جيلاً يحمل مشاعل التنوير التي تؤدي إلي التنمية والتقدم .. مع خالص التحية والإجلال .. مهندس جمال بطيرس خريج جامعة أسيوط عام 1980 “
لا أخفى عليكم لقد تألمت بشدة لسؤال جمال بطيرس في نهاية الرسالة: هل ننتظر جيلاً يحمل مشاعل التنوير؟، ومتى سيظهر هذا الجيل؟، إذا كان أغلب قيادات الجامعة في المنيا وأسيوط قد تربوا في كنف الجماعات الدينية، وإذا كانت قرارات منع الكفرة من التعيين بجامعات الصعيد نتيجة طبيعية لتربية قيادتها فى كنف الجماعات المتشددة، فماذا عن القيادات فى القاهرة والإسكندرية؟، ما الذي يدفع أبناء المدن الكبيرة المنفتحة إلى رفع راية لا ولاية لكافر على مسلم؟، ما الذي جعل لجنة الترقيات تزور وقائع سرقة لعضو هيئة تدريس مسيحي؟، لماذا يدفعون بتلميذته إلى اتهامه بالسرقة على خلاف الحقيقة؟، لماذا يتستر على وقائع التزوير ويشارك في رفع القاعدة الشرعية رئيس جامعة عين شمس ربيب النظام الفاسد؟.
إذا كان بعضنا اليوم يؤمن بقاعدة لا ولاية لكافر على مسلم، وإذا كان بعضنا يطبقها في عين شمس وجنوب الوادي وغيرها من الجامعات.. فماذا بعد تولى الإخوان الحكومة؟، ماذا لو جاءت أغلبية مجلس الشعب من السلفيين والجماعات المتطرفة؟
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :