الأقباط متحدون | حاكموهم أيضًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٠٠ | الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١١ | ٣ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٨٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حاكموهم أيضًا

الثلاثاء ٩ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
لست مع أولئك السعداء بمحاكمة "مبارك"، ليس تعاطفًا معه، ولا ثقة مني في براءته. فالأخيرة بالذات تخص القضاء، ولا تخصني، ولا أملك بها المعلومات التي تجعلني قادرًا أن أحكم ببراءته أو بإدانته في أي محاكمة. لكن سر عدم سعادتي لمحاكمة "مبارك" ترجع إلى أنني أشعر أن محاكمة "مبارك" تُستغل اسغلالًا سيئًا في الضحك على ذقوننا لمصلحة أولئك أصحاب الذقون!! فتجد ذلك الإعلامي المدعي الذي يقول أنه إنجاز أننا نحاكم رئيس جمهورية، وهو غافل أو متغافل أو... بلاش خلينا مؤدبين.

إن "مبارك" لم يعد رئيسًا للجمهورية بل كان رئيسًا للجمهورية، فهو مخلوع أو متنحي أو سابق، قل ما شئت. لكنه لم يتم محاكمته وهو في منصبه، لم يحقَّق معه على الأقل وهو بمنصبه كما يحدث للرؤساء الأمريكيين، لكنه خُلع أو تنحى ثم حُقق معه ويحاكم، وبالتالي ليس هناك ذلك الإنجاز المزعوم.

كذلك ترى هناك إعلاميًا آخر يدَّعي أننا أول دولة في العالم تحاكم رئيسها محاكمة عادلة ونزيهة، وهذا الآخر ليس صحيحًا. ففرنسا تحاكم "شيراك". صحيح هي تحاكمه بعد خروجه من الحكم كما نحاكم "مبارك"، مع الفارق أن "شيراك" يُحاكم بعد خروجه من الحكم بمزاجه الشخصي، وليس حتى بالدستور الفرنسي الذي يتح للرئيس أن يترشح لثلاث مرات، لكن العرف يمنعه من ذلك، فقط يترشَّح للحكم مرتين، ففضَّل "شيراك" الانسحاب بمزاجه من السلطة وهو يعلم أنه قد يتعرَّض للمحاكمة، والوقوف أمام القضاء إن خرج خارج نطاق السلطة، متخليًا عن حصانته. أما "مبارك" فقد خرج غصبًا ومجبرًا، وبقي بـ"مصر" ظنًا أنه سيبقى محميًا من جهة ما لا نعلمها، سيكشف عنها التاريخ يومًا ما بإذن الله.

كل هؤلاء الإعلاميين يوهموننا بمعلومات إعلامية وتاريخية وقضائية وسياسية خاطئة، مضللة، من شأنها إيهامنا بانتصارات غير حقيقية تصب في مصلحة أصحاب اللحي في "مصر"، وإلهائنا عما يدبَّر في الخفاء، بما يصب في مصلحة سارقي الثورة، والقافزين عليها. ولذا، أنا أطالب أيها السادة أن تحاكموا أولئك أيضًا كما تحاكمون "مبارك"، فإن كان "مبارك" قد سرق منا الوطن والإرادة، وقتل الإرادة والثوار، فهم يسرقون وعيِنا لصالح تيارات تريد إلهائنا عن خطواتهم الثابتة نحو الكرسي والتحكم فينا.

وهذه التيارات أيضًا تستحق المحاكمة؛ لأنهم سرقوا الثورة كما سرق "مبارك" الوطن، وتاجروا واستغلوا واستفادوا من دماء الشهداء، وهو فعل أشنع من سفك دمائهم. فإن كان "مبارك" مجرمًا فأولئك أكثر إجرامًا ودموية، ويأكلون ثمار الثورة، مفترشين الأرض الملطخة بدماء من قاموا بها في مشهد أكثر دموية من مشاهد قتل الثوار!! فهل من مجيب؟ ويبدأ في محاكمة هؤلاء أيضًا؟ أم أن الكل مستفيد منهم، وسيجري في ركابهم كما كانوا يجرون في ركاب الحزب الوطني المنهزم؟!!

المختصر المفيد، إن كنتم تنشدون العدالة فلتكن مع الكل، وليس مع "مبارك" ورجاله فقط.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :