الأقباط متحدون | الثورة المصرية وتداعياتها على العلاقات المصرية الإيرانية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٥٠ | الأحد ٧ اغسطس ٢٠١١ | ١ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
الكاتب
أحمد صبح
أحمد صبح
جميع مقالات الكاتب
راسل الكاتب
أحدث مقالات الكاتب:
طباعة الصفحة
فهرس في الصميم
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٦ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

الثورة المصرية وتداعياتها على العلاقات المصرية الإيرانية

الأحد ٧ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد صبح
لعل الباحث في العلاقات المصرية الإيرانية سوف يجد زخمًا كبيرًا الآن فيها، خاصةً بعد الزيارات المتكرِّرة للوفود الشعبية المصرية لـ"إيران". وقد منَّ الله عليَّ أن أكون من الزائرين لهذا البلد الإسلامي الشقيق، ووجدتُ "مصر" حاضرة في الضمير الجمعي الإيراني، ووجدتُ أعظم سفير لـ"مصر" في "إيران" هو الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" وغيره من خيرة المقرئين المصريين؛ أمثال الشيخ "محمد رفعت"، والشيخ "مصطفى إسماعيل"، والشيخ "محمود البني"، والشيخ "المنشاوي"، والشيخ "الشحات محمد أنور"، ولم أجد قارئًا غيرهم من دول خارجة عن "إيران". ولما سألت عن ذلك، قالوا لي: إن القرآن نزل في "مكة" وقُرأ في "مصر"، وإن الإسلام وإن نزل في الجزيرة إلا أن قبلته كانت في "مصر" هي الأزهر الشريف، وخاصةً أن "مصر" ذُكرت في القرآن أكثر من مرة بالأمن، وإجابة السائل، وكفاية الطالب، ولا توجد بلد في العالم تُسمَّى "مصر" إلا "مصر"؛ لأن معايش الدنيا لا تجتمع إلا في "مصر"، والبلد الذي لا تجتمع فيه معايش الدنيا كاملة لا يسمَّى بـ"مصر"، هكذا قال العلماء.

ولا يمكن إغفال الدور الإنساني للجمهورية الإسلامية، حيث أن "إيران" تستوعب خمسة ملايين من اللاجئين الأفغان، كما أنها تساعد وبقوة حماس السنية دعمًا للقضية الفلسطينية. ولقد حاول الغرب إثناء "إيران" عن دورها الإنساني والإسلامي عن طريق مساومتها حتى تترك ملف "القدس" و"فلسطين" في مقابل مساعدتها في الحصول على أعلى درجات التكنولوجيا النووية، لكنها أبت ذلك، وتحمَّلت الحصار، لأن "إيران" ترى أن إستراتيجية الإسلام في دورها الإنساني والدفاع عن مقدسات المسلمين..

ولقد وجدتُ مشتركات كثيرة بين الشعبين المصري والإيراني؛ منها أن الثورة الإيرانية أسقطت الشاة بالمسيرات المليونية، وهو الأمر الذي حدث في "مصر" بإسقاط "مبارك" بمثل هذه المسيرات، كما أن تنحي "مبارك" كان في 11 / 2 / 2011، وهو نفس يوم قيام الثورة الإيرانية الشعبية على يد الإمام الخميني قدس الله سره في 11/2/1979، وهذا ليس مصادفة.

كما أن الإلهامات بين الشعبين تتمثل في القيادة المصرية والإيرانية، حيث أن الدكتور "مصدق" أمَّم البترول الإيراني من السيطرة الأجنبية ليكون ملهمًا للرئيس "عبد الناصر" في تأميم قناة السويس عام 1956، كما أن حب أهل البيت عامل مشترك بين الشعبين المصري والإيراني.

ولقد تم إدخال الكثير من اللغة الفارسية في اللغة المصرية الدارجة؛ مثل أجزاخانة، وسلخانة، وغير ذلك..

ولقد أزال الشيخ "شلتوت"- رحمه الله- شيخ الأزهر، اللبس عندما أفتى بجواز التعبد بالمذهب الشيعي الإمامي، واعتبار المذهب الجعفري مذهبًا خامسًا يتم تدريسه إلى جانب المذاهب السنية الأربعة في الأزهر الشريف.

وجدير بالذكر، أن الإسلام لم يقض على حضارة البلدين، فمازالت الحضارة الفرعونية يعتز بها المصريون حتى بعد دخول الإسلام، وكذلك الحضارة واللغة الفارسية يعتز بها الإيرانيون في الجمهورية الإسلامية، كما أن كثيرًا من الأدباء والشعراء الإيرانيين سافروا إلى "مصر"، وتأثروا بالفن المصري. وكان لمسلسل "يوسف الصديق" دوي هائل عند المصريين، وهو مسلسل إيراني في كل شيء، نال إعجاب شعوب العالم. لذلك لا نجد عجبًا أن الشعب المصري هو أول من رحَّب بالثورة الإيرانية وقائدها الإمام الخميني قدس الله سره، وكذلك لا ينسى الضمير المصري الشعبي خطبة سماحة القائد آية الله العظمي الإمام علي خامئني قبل تنحي "مبارك"، وهو يخطب الجمعة، مرحبًا بالثورة المصرية المباركة، داعمًا لها. وكذلك فرح الشعب الإيراني الشقيق بالثورة المصرية.

إن الشعب المصري الذي يُقال عنه سني المذهب شيعي الهوى، يطوق إلى التواصل مع الشعب الإيراني، خاصةً أن هناك علاقات نسب ومصاهرة بين الشعبين، وليس أدل على ذلك إن الشيخ "المراغي"- شيخ الأزهر- قام بنفسه بعقد زواج الأميرة "فوزية" بنت الملك "فؤاد"- وهي سنية المذهب- على شاه إيران، واستمر هذا الزواج حوالي 9 سنوات.

إن الأعداء يحاولون ألا تقترب العلاقات بين الشعبين المصري والإيراني؛ لأنهم يعلمون أن "مصر" و"إيران" هما رواد الثقافة في الأمة الإسلامية والشرق الأوسط، الذي سيرحل منه الأعداء والصهاينة إذا تلاقت "مصر" و"إيران"..

إنني أرى أننا اليوم مازلنا ندرس التاريخ و"إيران" تصنع التاريخ، ومازلنا نتأمل النصوص و"إيران" تتعامل مع النصوص. لقد قدَّمت "إيران" إلى الإنسانية أرقى أنواع التكنولوجيا المصنوعة محليًا، فهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي أطلقت القمر الصناعي في مداره، ووصلت إلى أعلى مراحل التكنولوجيا النووية بالاكتفاء الذاتي.

إن "إيران" الحديثة دولة إنسانية بمرجعيه إسلامية، كانت هي أرضيتها للانطلاق، وهي المحرِّك الأساسي لها. حيث تسود سماحة الإسلام الوسطي هناك؛ فاليهود ثلاثون ألفًا ولهم نائب في البرلمان، والمسيحيون حوالي ثلاثمائة ألف ولهم نائبان في البرلمان، لتثبت "إيران" أن الدين هو الذي يحرك الشعوب وليس أفيون الشعوب.

إن "إيران" تعطي العالم درسًا في إنسانيتها وتقدّمها وعمق نظرتها، فهي الجمهورية الإسلامية وليست الجمهورية الشيعية. وإني على ثقة أن "مصر" الثورة ستلحق بـ"إيران" و"تركيا"، ويتوج هذا المثلث الإسلامي الحلم ليقود العالم، وليعطي درسًا في القيادة يهدى به الضال، ويرشد به الحائر، ويؤنس المستوحش في دياجير الظلام.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :